بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات
منذ أسابيع وأنا أهيئ القارئ عبر مقالات كثيرة للوصول إلى هذا المقال، فتاريخ ثورة 14 أكتوبر المجيدة تعرض كثيرًا للتزوير بهدف تشويهه وأسهم إعلام دولة الوحدة منذ ما بعد الحرب الأهلية اليمنية 1994م بالجزء الأساسي من ذلك التزوير لتكريس أكاذيب فحواها أن راجح بن غالب لبوزة توجه من الشمال إلى ردفان بالجنوب بالاتفاق مع القيادة السبتمبرية لتفجير ثورة لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني وأن الثورة تفجرت على يديه فعلا في 14 أكتوبر بل أنه قادها!
ويهدف إعلام السلطة وخطابها إلى ترسيخ أكذوبتين في أذهان الناس, أولاهما أن صنعاء وبواسطة لبوة فجرت وقادت ثورة تحرير جنوب اليمن المحتل، وأن الجبهة القومية لا شأن لها بذلك (وكل هذا لأن الجبهة القومية اسسها وقادها جنوبيون إلى ما بعد تحقيق الانتصار العظيم في 30 نوفمبر 1967م يوم الاستقلال الوطني الناجز للجنوب وتوحيده في دولة واحدة، ولم يكن لصنعاء شرف الإسهام بدعم ثورة 14 أكتوبر عسكريـا أو ماليـا!).
وسبق أن أكدت على حقيقتين هما :
-أن لبوزة قـتل في يوم 13 أكتوبر 1963م, وبالتالي يكون من المضحك الزعم بأنـَّه فجَّر ثورة تحرير الجنوب في يوم 14 أكتوبر 1963م وأنـه قادها.
-أن الزعم بوجود مراسلات بين لبوزة والضابط السياسي البريطاني المدعو "ميلن" وتتضمن المطالبة بأن يسلم لبوزة ومجموعة العائدين معه من الشمال أسلحتهم ودفع غرامات, ورفض لبوزة في رده على "ميلن" تلك المطالبات مرفقاً بالرد طلقة رصاص كتحدٍ للسلطات البريطانية، ومن ثم هاجمت القوات البريطانية لبوزة ومجموعته في 14 أكتوبر 1963م واستشهاد لبوزة في تلك المعركة... كل ذلك سبق أن نفيته مرارًا وأنـه ليس فيه أي شيء صحيح، فلا وجود لتلك المراسلات ولا مطالبات ولا رد مشفوع بطلقة رصاص ولا معركة وقعت في 14 أكتوبر ولا هم يحزنون فكل تلك فبركات (أي اختلاقات لوقائع لم تحدث فعلاً).
وقد وعدت القارئ بأن أقدِّم له ما يثبت الحقيقتين المذكورتين، وقد حانت اللحظة المنتظرة.
مقتل لبوزة كان في 13 أكتوبر 1963م
وعدت القارئ بأن أنشر له وثيقة رسمية هامة تثبت مقتل لبوزة في 13 أكتوبر 1963م، وهاأنذا أفي بوعدي.
الوثيقة هي البيان الرسمي الصادر في 17 أكتوبر 1963م عن حكومة الاتحاد الفيدرالي للجنوب العربي، الذي أُذيع ونـُشر في حينه ويبيِّن الأحداث التي وقعت في ردفان في يومي 12 و13 أكتوبر 1963م، وقد سبق أن ذكرت مرارًا في مقالاتي بأنـه لم تقع أي معركة في 14 أكتوبر 1963م في ردفان بين أهل ردفان وقوات بريطانية أو اتحادية وإنـَّما المعركة وقعت في 13 أكتوبر 1963م عندما جردت الحكومة الاتحادية حملة عسكرية من قوات مسلحة اتحادية (عربية وليست قوات بريطانية مثلما ينشر المزورون) لتأديب مجموعة لبوزة بعد أن حاولت مجموعته في اليوم السابق 12 أكتوبر 1963م اغتيال نائب أمير الضالع في مشيخة القطيبي الشيخ محمود حسن علي لخرم (آل قطيب هم أكبر جماعة تنتمي لردفان).
وعن بيان حكومة الاتحاد سبق أن كتبت بأن العقيد محمد عباس ناجي الضالعي نشره في كتاب له (طبع بمطابع التوجيه المعنوي للقوات المسلحة في 2002م وإن كان الكتاب تجنب الإشارة لذلك!).
وللأسف تصرف الأخ محمد عباس في محتويات بيان الاتحاد فقد حذف منه الجزء المهم الذي في بدايته ويبين ما جرى في 12 أكتوبر وأدى إلى معركة اليوم التالي 13 أكتوبر!!
فالكتاب أراد أن يكرس في ذهن القارئ أن المعركة التي قتل فيها لبوزة وقعت في 14 أكتوبر وليس 13 أكتوبر وبالتالي يمكن الزعم بأن لبوزة فجر الثورة في 14 أكتوبر 1963م! وقد زعم الكتاب ذلك صراحة بعد أن تصرف في محتويات بيان حكومة الاتحاد!!
أما بيان حكومة الاتحاد فيجيء فيه الآتي :
"وكمثال على المشاكل التي يتحتم على النائب محمود أن يواجهها ما حدث يوم السبت 12 أكتوبر الماضي عندما أطلقت على النائب وحرسه أثناء زيارته لوادي مصراح النار من عصابة من أفراد القبائل المرتزقة الذين عادوا مؤخرًا من اليمن، وبعد أن صد النائب هذا الهجوم بدون خسائر عاد ورجع في اليوم التالي برفقة فرقة مؤلفة من الجيش والحرس الاتحادي وتعرضت هذه الفرقة لنيران فريقين من رجال العصابات كانا يطلقان النار من مراكز تقع في الجانب الجبلي ويتألفان من 8 و30 رجلا على التوالي وكان هؤلاء بقيادة قائد رجال العصابات الرجعي والمفسد من جبل ردفان وهو راجح غالب لبوزة الذي عاد مؤخرًا من اليمن".
ثم يوضح البيان نتيجة تبادل إطلاق النار بالآتي :
"وقد خسر رجال العصابات اثنين منهم كان أحدهما راجح غالب نفسه بينما أُصيب أربعة آخرون ولم تصب القوات الاتحادية بأية خسائر".
ملاحظة : البيان المذكور لحكومة الإتحاد نشر برقم 1061 / 63 باللغتين العربية والإنجليزية في نشرة "خدمة صحافة الجنوب العربي" التي تصدرها وزارة الإرشاد القومي والإعلام بعدن.
وهكذا, فإنه بعد أن نشرت هنا ذلك الجزء من البيان, يصير بإمكان القارئ الكريم إذا وجد من يزعم بأن لبوزة فجَّر أو قاد ثورة 14 أكتوبر المجيدة أن يضع أصابعه في عينيه ويقول له "أنت كذاب أو جاهل فلبوزة قتل قبل أن تبدأ ثورة 14 أكتوبر".
إثبات أن مراسلات "ميلن" / لبوزة مختلقة
في مقال سابق نشرت نص رسالة يزعم البعض أن الضابط السياسي البريطاني بالضالع المدعو "ميلن" وجهها إلى راجح غالب لبوزة في 16 أغسطس 1963م يطالبه فيها ومجموعته بتسليم أسلحتهم ودفع مبلغ، وهي الرسالة التي يزعم نفس البعض أن لبوزة رد عليها برسالة يرفض فيها تسليم السلاح أو دفع غرامة وأضافوا بأنـه وضع طلقة رصاص بجانب الرسالة في الظرف كتحدٍ للسلطات البريطانية ومن ثم هاجمته القوات البريطانية فاستشهد في المعركة في 14 أكتوبر 1963م لتبدأ بذلك حرب التحرير ... إلى آخر كل تلك الخرافات التي لا أساس لها من الصحة.
وقد وعدت القراء في ذلك المقال عندما نشرت رسالة "ميلن" إلى لبوزة بأن أثبت لهم لاحقاً أن تلك الرسالة مختلقة أي لم يكن لها وجود في الواقع، وكتبت بأن القارئ المطلع على حقائق تاريخنا الوطني يستطيع أن يكتشف في الرسالة (6 أخطاء) يثبت كل منها أنـها مختلقة (أي لم يكن لها وجود بالواقع) أما القارئ غير المطلع على حقائق ذلك التاريخ فيستطيع إذا ما دقق في الرسالة أن يكتشف وجود خطأين يثبت كل منهما أنها رسالة مختلقة.
وفيما يلي أفي بوعدي وسأقدم للقراء الخطأين بل إنـه يكفي أن أقدِّم واحد منهما ما دام يثبت اختلاق الرسالة ومع ذلك سأبين الخطأين، وإكرامـًا للقراء سأتبعهما بخطأ ثالث، وسأحتفظ لنفسي ببقية الأخطاء لتنشر بكتابي المزمع صدورة قريبـًا بإذن الله.
إن الأخطاء الثلاثة تكمن كلها في "توقيع" الرسالة بالآتي "المستر / ميلن" على اعتبار أن هذا هو اسم الضابط السياسي البريطاني الذي وجه الرسالة إلى لبوزة، إن كلمة "مستر" بها خطأ جسيم، وكلمة "ميلن" بها خطأين فادحين وكالآتي :
أولاً : يمكن ملاحظة أن أول خطأ في ذلك التوقيع يتصل بكلمة "مستر" فهذه كلمة إنجليزية شهيرة تعني "السيد" وبالتالي ليس معقولاً أبدًا أن يصف الشخص نفسه بها, وإنـما يستخدمها الآخرون ليصفونه بها في المكاتبات والمحادثات من باب الاحترام. ولكن لأن عامة الناس في الضالع وردفان كانوا ينادون المدعو "ميلن" بـ "مستر ميلن" لذلك فإن من اختلق الرسالة المذكورة قام عن جهل مضحك بتوقيعها باسم "المستر ميلن" وهو ما يستحيل أن يصدر عن المدعو "ميلن" أو أي إنسان عاقل في الدنيا !
ثانيـًا : والخطأ الثاني الواضح يكمن في كلمة "ميلن" فهذا اسم مفرد وليس هناك إنسان في الدنيا يوجه رسالة إلى جهةٍ ما فيوقعها باسمه المفرد فما بالنا أن تكون هذه المكاتبة رسمية وصادرة عن مسؤول سياسي بريطاني! فالناس عادة يوقعون الرسائل باسمهم الثلاثي، أو الثنائي وهذا أضعف الإيمان، ولكن هذه الرسالة التي تهمنا هنا تحمل توقيعـًا باسم مفرد!! وذلك لأن من فبركوا (أي اختلقوا) الرسالة ونسبوها للمدعو ميلن هم أُناس في منتهى الجهل لأنـهم لا يعرفون من اسم الرجل غير "ميلن" وهو لقبه ولا يعرفون أن اسمه الأول هو "جودفري" وإلا لكتبوه في التوقيع .. وهذه هي نتيجة التزوير عن جهل! قلك "ميلن"! بل ويسبقه صفة "مستر"! فما هذا الجهل المقترن بالغباء فمن الغباء جداً عدم البحث عن الأسم الثلاثي أو الثنائي للمدعو ميلن والإكتفاء بتوقيع الرسالة المفبركة باسم ميلن فقط؟
ثالثـًا : الخطأين السابقين كان بإمكان القارئ غير المطلع على حقائق التاريخ أن يلاحظهما، وسأضيف هنا خطأ ثالث ويتصل أيضـًا بكلمة "ميلن" ولم يكن متيسراً على القارئ العادي الوقوف عليه، فما لم يعرفه الجهلة الذين لفقوا الرسائل المتبادلة بين "ميلن" ولبوزة هو أن ذلك الضابط السياسي البريطاني لم يكن لقبه الحقيقي هو "ميلن" بل هو "مينيل" (جودفري مينيل)، لكن لصعوبة نطق كلمة "مينيل" لدى أبناء المنطقة العرب (الضالع وردفان) فإنهم أخذوا ينطقونه "ميلن"، وهناك كلمات إنجليزية كثيرة كان الناس في عدن وعموم أرجاء الجنوب – ولا يزالون – ينطقونها بشكل مغاير للنطق السليم وهذا طبيعي ولا غبار عليه، وحتى عندما يقولون "ميلن" بدلاً عن "مينيل" فهذا أيضـًا لا غبار عليه, لكن يستحيل ثم يستحيل ثم يستحيل ألف مرة أن تصدر مكاتبة عن المستر جودفري مينيل فيوقعها ليس فقط باسمه المفرد ولكن فوق ذلك باسم خطأ هو "ميلن" بدلاً عن اسمه السليم!! إنه والله تزوير عن جهل وغباء لا أظن بأنه لهما نظير في عالم التزوير!
إن ما تقدم يثبت بشكل قاطع أن رسالة المدعو "ميلن" إلى لبوزة يستحيل أن تكون قد صدرت عن المستر جودفري مينيل, وترقبوا بقية الأخطاء في كتابي إضافة لتبيان الأخطاء العديدة التي حفلت بها الرسالة الأخرى المزعوم أنـها كانت ردًا من لبوزة على المدعو "ميلن" رغم أن الأمر لا يستدعي أبداً ذلك التبيان فطالما أنه لا وجود حقيقي لرسالة ميلن إلى لبوزة فبالتالي يستحيل أن يكون هناك رد حقيقي عليها من لبوزة.
لقد تعرض تاريخنا للتزوير (المقرف) بغية تعظيم شخص من أبناء الجنوب وإلصاق عنتريات خرافية به وذلك لجعله بديلاً عن الجبهة القومية في تفجير وقيادة ثورة 14 أكتوبر المجيدة بل ولإثبات أنـه فجرها باتفاق مع السلطة بصنعاء وقادها بدعم منها (بينما هي رفضت أن تقدم لثورة 14 أكتوبر أي دعم عسكري أو مالي! وأما هو فقد غادر الحياة قبل انطلاق هذه الثورة العظيمة !).
عن تونس وأحداثها
لم أكتب عن أحداث تونس, لأفسح المجال للأخوة الكتاب الآخرين فقد أصابهم إسهال سريع للكتابة عن ذلك حتى أن بعض المواقع الإخبارية اليمنية الهامة تضمنت 9 مقالات عن تونس من بين كل 10 مقالات بالموقع! وبصراحة فإن المقالات "معظمها" إنشائي و "كلها" متشابهة فهي تتمحور حول موضوعين اولهما القول بأن أوضاع الشعب اليمني أسوأ من أوضاع الشعب التونسي (وهذا معروف, فعلى الأقل ليس لديهم مواطنين درجة أولى ومواطنين درجة ثانية, كما أن جنوب تونس لم يتحول في عهد بن علي إلى عزبة لخولاني يشطح وينطح فيها كيفما يحب, ويهين الجنوبيين وكأنهم خدماً لديه! والجعبة فيها الكثير) أما الموضوع الثاني الذي ركز عليه كتاب المقالات فهو إسداء النصح للرئيس علي عبد الله صالح لسرعة إصلاح الأوضاع قبل أن يتكرر باليمن ما حدث في تونس وعلى نحو أسوأ كون الشعب اليمني مسلح (وهذا تعبير عن أمنيات أكثر مما هو تعبير عن الواقع!).. ومع أن إسقاط طاغية تونس بن علي هو بلا شك مكسب لشعب تونس, لكن يجب عدم الإغراق في التفاؤل بإصلاحات جذرية سياسية وإجتماعية ستجنيها تونس فالإنتفاضات الشعبية تحمل في طياتها عوامل إنتكاستها بل وفنائها, وهو ما سأبينه بإذن الله في الأسبوع القادم.