هل تخلت ايران عن أذرعها في لبنان وسوريا واليمن ضمن صفقة مع الغرب لتحقيق مكاسب في الملف النووي والعقوبات ؟ كبرى المنظمات الدولية والأممية تصدر بياناً مشتركاً رداً على اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين توجيهات عسكرية عليا لعمليات القوات المسلحة صنعاء.. جريمة قتل جديدة تطال مواطناً من آل "الحنق" وقبائل أرحب تعلن النفير القبلي تقرير حديث يفضح لصوص المسيرة:مليشيا الحوثي نهبت ثلاثة أرباع المساعدات الإنسانية خلال سنوات الحرب الجيش السوداني يحقق تقدمًا عسكريًا واسعا بجنوب ووسط الخرطوم و«بحري» وسلاح المدرعات توسع انتشارها الوحدات الأمنية بمأرب تنفذ مسيرا راجلا لمسافة 40 كم مباحثات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي الريال اليمني يواصل الإنهيار أمام العملات الأجنبية- تعرف على أسعار الصرف جامعة اقليم سبأ تحتفي بتخرج الدفعة الخامسة من طلاب الشريعة والقانون
مأرب برس - خاص
بينما ينشط العرب جنسياً يضعف كثيرهم فكريا ً. هذا الضعف مرده إلى مجموعة من العوامل يحسبها البعض انضباطية لما فيه صالح المجتمع، لكن حقيقتها قمعية وإرهابية لإخافة العقل والحد من نشاطه. كأن العرب اليوم فخورون بالتبلد الفكري المتوارث جيلا ً عن جيل في العقود الأخيرة، والناشئ أصلاً عن الاستسلام والركون إلى نغمة العادات والتقاليد التي يتخذها الكثير حجة لمنع النشاط العقلي، وسلاحاً لمحاربة الناشط فكرياً. هناك من يستلهم من العادة الصينية القديمة في ضغط قدم البنت لتبقى صغيرة، ويمارسها على العقل العربي .
العجز الفكري،المبتلون به طوعاً، يأتي وسط أمور جمة من حولنا وهي مثيرة ومنشطة ومحفزة على التفكير واتخاذ الرأي، كالسلوكيات الاجتماعية، وبناء المجتمعات العصرية، أو الفنون والآداب الخصبة التي تمنح تربتها للجميع لنثر بذور الإبداع فيها.. وغيرها من الأمور التي هي بالأصل داعية للتفكير وليس للتبلد وجعل الأبواب موصدة في وجهها.
معظم العرب، حالياً، نفضوا أياديهم من التفكر وحرية الرأي، بدلاً من نفض الغبار عن العقول. هم اليوم مستسلمون لأحكام مسبقة ورثوها عن السلف وما هي إلا أحكام من الصنيعة البشرية، وليست مطلقة ولا جازمة ولا موجبة. لذلك فإن التذرع بنغمة"العادات والتقاليد" لمحاربة الحرية الفكرية والنشاط العقلي هو أمر مردود على عازفيها، وإن الخضوع لها هو كالانحناء في وجه النسمة لا الريح ولا العاصفة.
ليس منطقيا ً ولا مقبولاً أن تقيّم الآراء وفقا "للعادات والتقاليد " التي تحاصرنا أينما نولّي العقول لجعلها عاملة لا عاطلة. ولن يتقدم مجتمع ما دامت أفكاره وسلوكياته هي ذاتها التي عاش و اعتاش عليها من سبقه بمئات السنين من دون تحديثها، ومن دون خلق أفكار بديلة أكثر مناسبة وانسيابية مع العصر الحاضر المُعاش. هذه الحالة مثل الذي ما زال يستخدم في السفر دابة رغم وجود السيارة والطائرة، ليس لضيق الحال أو قلة المال، إنما بسبب التبلد ورفض التجدد .
من هذا المنطلق، بمقدور الذاكرة أن تستحضر من مخزونها بعض الحالات التي تبرهن على العجز الفكري الرافض لأي دواء وعلاج يعيده ناشطاً. ثمة أدباء وشعراء وفنانون قطع هذا العجز أعناق إبداعهم، أو على الأقل دعا إلى ليّ تلك الأعناق إما تذرعاً بالحلال والحرام، أو بعدم انسجام الإبداع مع العادات والتقاليد. والإبداع في مكنونه ومضمونه لا يكتمل إلا بتحرره من أي معوّق مهما كان. ومثلما يقدم الإبداع نفسه وفقا لحرية قبوله أو رفضه، يصبح من غير الجائز منعه بسيوف العادات والتقاليد التي يتشبث بها البعض بأكثر من الدين .
العجز الفكري الذي يعانيه معظمنا، له "الفياغرا" التي تقضي عليه إذا ما استخدمت بالشكل الصحيح. وأولها الإيمان والقناعة بأن حرية الرأي ليست حكراً على أحد، ولا يجوز منعها من قبل أي أحد مهما كانت صفته الاعتبارية. وأيضا ً عدم إخضاع أي رأي إلى موازين موروثة، وأن عدم موافقة امرئ على رأي غيره، وإنْ من منطلق عاداته وتقاليده، فهذا لا يعني أن عاداته وتقاليده هي السليمة والصحيحة، ورأي الآخر زندقة وهرطقة. كم يسعى الكثير إلى "الفياغرا"المنشطة جنسياً ! ليتهم ساعون أيضاً إلى "الفياغرا" المحفزة عقلياً خصوصا ً من هم ما زالوا في أوج شبابهم.
**إعلامي بقناة العربية