بداية النهاية.. نصيحة للرئيس
بقلم/ محمد الزوبه
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
الخميس 03 مارس - آذار 2011 12:29 ص

الشعب يثور والنظام يحاور ويناور, ومجموعة المنتفعين اليائسة تتحدى الثورة وتطلق المرتزقة ويقودها شلة من الغوغاء وزعماء الفوضى الحزبية من عناصر المؤتمر الشعبي الذين باعوا ضمائرهم وقدموا مصالحهم الضيقة والحقيرة على مصلحة الوطن الأساسية, واستغلوا إمكانيات المؤسسات التي يديرونها ولم ير الوطن والموطن فيها إلا أبشع صور الفساد.. ويتساءل المواطن على سبيل المثال: أين هي المؤسسة الاقتصادية اليمنية؟ أين أموالها؟ أين أصولها وما حجم مساهمتها في رفد الاقتصاد الوطني؟ وها هي اليوم علم من أعلام الردة والفساد وتحدي إرادة الشعب و ثورته المنتصرة لا محالة.

لقد حسبنا أنفسنا يوما نمثل رأي الوطن من خلال انتمائنا للمؤتمر الشعبي بأنفسنا وعقولنا وأرواحنا وأموالنا, لكن تحولت رايات المؤتمر إلى الأيادي العابثة والعقول المخبولة والنظام الفاسد, وأصبح المؤتمر هياكل شاخصة وروحا ميتة يوقظها النظام حينما يشاء ويميتها حينما يشاء, وتلاشت نظرية الوطن والإصلاح في سبيل خدمة الفرد والاستبداد, وهنا تجلت فينا روح الانتصار لأرواح شهداء ثورة الشباب الذين يتساقطون يوميا في محافظات الجمهورية, ومن ذلك أعلن استقالتي من المؤتمر الشعبي العام الذي سقط.

لقد بدأ النظام يتساقط وها هو النظام يسيطر على دائرة 50 كم حول صنعاء فقط ويحاول استغلال مرتزقة ومن بعض القبائل والعصابات التي حاربت ثورة 26 سبتمبر وحاصرت صنعاء سبعين يوما استبسل فيها سكان مدينة صنعاء في الدفاع عن صنعاء اليمن والتاريخ والذي فيها قهرت فيه فلول الإمامة ومرتزقتها وانتصرت صنعاء وإرادتها المنتصرة. اليوم إن تجرأ أعدها.. صنعاء اليوم هي كل اليمن حاملة راية التحدي ومشعل الثورة الجديدة ولن نسلمها للطاغوت وفوضى المرتزقة إلى على أشلائنا.

وهنا يجب القول إن النظام المتراجع قد أثر على المؤسسة العسكرية في حروب صعده الخاسرة التي لم تكن معروفة الأسباب ولم تعرف نتائجها وكانت ساحة صراع مراكز القوى في داخل النظام وكذلك تداخل أفكار هدامة طائفية تفرق وحدة الوطن.

لم يعد النظام يراهن عليكم يا سيوف القوات المسلحة والأمن لأنه يعرف أنه تأمر عليكم وفي حساباته أنه حيدكم من عملكم الوطني, لكن أقول إن الأيام ستثبت العاكس؛ ذلك لأنكم أبناء شعبكم وحراس ثورته ولستم عبيدا لشخص أو أشخاص. أنتم لليمن ورايتكم ترفع لثورة اليمن الجديد ومستقبلكم ومستقبل أبنائكم وأهداف ثورة 26 سبتمبر, و14 أكتوبر أمانة في أعناقكم. اليوم الشعب من صعدة إلى الغيضة يقف وراء الثورة ويقول نعم للوحدة الوطنية الذي يقوم النظام بتفتيتها بدعوى القبلية والمناطقية.. قفوا ضد هذه الدعوى حددوا لليمن وطنيته لا تجعلوا قوى أخرى حتى وإن ادعت دعمها للثورة تركب على الموجة وأنتم تعرفون سوء النية.. لكن الوطن للجميع من ترك نبرة العنصرية والطائفية والمناطقية والقبلية هو أول الثائرين ومن طبق الانتهازية فالثوار للرد جاهزين.

لقد عمل النظام على القضاء على أهداف ومبادئ ثورة اليمن 26 سبتمبر و14 أكتوبر محولا البلاد إلى نظام قبلي عنصري مناطقي طائفي أحادى الرؤية غابت فيه روح الوطن الواحد والمواطنة والإصلاح وساد الفساد والعبث بالمال العام من خلال حاشيته, ومن حوله وقام على مبدأ المنفعة الشخصية وتحقيق المصلحة الفتوية والقبلية وبدأت ملامح انفصام لعري الوحدة الوطنية تظهر وتتجلى على مستوى جموع الشعب مكنت لبعض الجهات الدعوة للانفصال سواء كانت دعوة حق أو باطل فقد قسم أبناء الوطن إلى فئات عدة تتزايد حظوظها كلما تقربت منه.

عمل النظام على تطبيق الحكم الشمولي للشخص الواحد, فهو القائد العام للقوات المسلحة ورئس مجلس القضاء الأعلى ورئيس ومعين الحكومة التنفيذية الفعلي ويحل ويقيل مجلس النواب وهو شيخ المشايخ في اليمن.. جمع كل السلطات بيده.. في عهده ضاع اقتصاد الوطن وأهدرت الثروات النفطية والغازية أكثر من 85 مليار دولار مما جعل اليمن أكثر فقرا وأقل تنمية في العالم العربي. مجموع من يتخرج من الثانوية العامة من جيل التعليم الأساسي اقل من 18 سنة 3% فقط في السنة. البطالة أكثر من %35 وتحت خط الفقر50% من سكان اليمن حسب منضمات دولية والأمم المتحدة, غاب النظام وتسيدت الفوضى, غاب الأمن وظهر الخوف واليوم الوحدة اليمنية تتشظى هذه هي إذا انجازات النظام. اليوم القبلية تحكم وتعود بنا إلى حقبة العصور الوسطى اليوم مجموعة من الفسدة والحاشية الجهلة يتحكمون بمصير الوطن مؤسسات الدولة, وضاعت وانتهكت مبدأ العدالة الاجتماعية وأسس الوحدة الوطنية والمواطنة المتماثلة وسادة المحسوبية والعنصرية, غاب العدل وسيطر الظلم.

وهنا يجب توجيه رسالة مفتوحة للشعب للقيام بواجبة والحفاظ على ثورته وفيها الآتي:

1ـ التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الانفصالية والطائفية والقبلية.

2ـ الدعوة للقوات المسلحة والأمن الوطنية للأخذ بزمام المبادرة وتوفير الحماية للثورة الشعبية.

3ـ عدم السماح للقبيلة لتكون مصدر ومنفذ لحركة التغير والثورة إلا في الإطار الاجتماعي البحت وعدم التدخل

في العمل السياسي المباشر.

4ـ الدعوة إلى إعادة صياغة دستور اليمن من جديد يقوم ويعزز فيه مبدءا فصل السلطات وتوزيع المشاركة في الحاكم على جميع هياكلها.

5ـ المطالبة بإقامة نظام حكم برلماني بلائم مرحلة التحول التي تمر بها اليمن ويحدد أهداف حكم الشعب نفسه بنفسه.

6ـ المطالبة بتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثورة.

7ـ إرساء مبدأ المواطنة ونبذ المناطقية والعنصرية المحسوبية.

 8- محاسبة كل من اعتدى على المواطنين أو المتظاهرين وإحالتهم إلى المحكمة وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في جميع محافظات اليمن.

وهنا يجب أن أوجه رسالة مفتوحة أيضا للأخ الرئيس, وأقول:

يا فخامة الرئيس لقد عرفنك لمدة 33 عاما ووقفنا حاملين صورك في مناسبات كثيرة ونادينا بحياتك. لقد آن الأوان التنازل للشعب وحتى تبقى في قلوبنا وذكراك خالدة في وجدننا كونك حقنت الدماء ورضيت بمطالب الشعب. لقد قلت إنك سئمت الحكم شكرا.. وأنك لن ترشح نفسك للحكم مرة أخرى شكرا.. ابدأ من اليوم وطبق طلبات أبناء شعبك. لا تصدق ولا تصغِ لأبواق الكذب والخديعة وشلة المصالح الفردية يزيفون الحقيقة.. هؤلاء من خربوا ودمروا الوطن وسوف يهربون في ساعة الحقيقة ويتركونك تواجه الشعب.. تذكر أن هذا النظام بني على عدة مراكز للقوى ها هم اليوم انقلبوا عليك وقد يباغتوك بعد أن ضاعت مصالحهم وقاموا وشوهوا نظامك, فسلّم الراية إلى أهلها واعدها إلى شعبها.

يا فخامة الرئيس قد يركب الانتهازيون موجة ثورة الشعب فلا تعطهم الفرصة وتكون المسؤول عن هلاك اليمن وقم ومن اليوم ومن هذه اللحظة بالخطوات الآتية:

1ـ اعد المؤسسة العسكرية والأمنية للشعب لتحمي ثورته وتحقق أهدافه.

2ـ تخل عن كل مراكز القوى ومراكز الفساد التي تؤثر وتستأثر بالثورة.

3ـ سلم الدولة لحكومة كفاءات وتكنوقراط تعد برنامجا تطبيق أهداف الشعب في خلال عشرة أشهر من الآن, تحقيق أهداف الثورة وتكون للجماهير دور الرقابة في تنفيذ أهدافها.

4ـ يجب أن تكون تلك الخطوات السابقة حاسمة وسريعة وفي فترة زمنية محددة حتى تثق الجماهير بمرحلة التغير ونجاح الثورة.

وأخيرا يا فخامة الرئيس الثورة رياحها تهب وإعصارها يتقدم, وليس على اليمن وحسب, لكن على المنطقة برمتها, فكن من يصنع الحدث ولا يصنعك الحدث.

رياح التغير لن تتوقف وثورة الشعب لن تتراجع مهما فعل الفاعلون أو تحدى المشعوذون أو توقع السحرة والحاسبون.. الثورة الحديثة ليست لغة أيدلوجية أو مفهوم وفكر تنظيري, إنما هي مرحلة تحول في ظل منظومة عالمية وتغيير طبيعي اجتماعي وثقافي وعلمي تكنولوجي تلاشت فيه نظرية ((الملك والفلاح)) وظهرت نظرية ((الجماهير الحاكمة)) التي فهمت واعتقدت بحقوقها وحكم نفسها بنفسها من خلال مؤسسات تسيطر عليها يمكن أن تستغني عنها أن لم تحقق أهدافها.

نعم هذه الثورة الحديثة لا يمكن لأي منا أن الوقوف أمامها مهما كنت الأدوات والأفعال والقدرات الخاصة للإنسان لفرض آفاق ومفاهيم وأساليب التحدي ضدها (الثورة التغيير). المسألة مسألة وقت, بل إن الوقت أحياننا لا يسعفنا في اتخاذا القرارات والمواقف الواجبة والهامة والمصيرية, سواء للفرد أو للمجتمع, ولا ينفع الندم بعد فوات الأوان, وما حصل ويحصل حولنا أكبر دليل على ما نقول والحكيم من اتعظ بغيره.

وعموما الثورة انتصرت؛ لأن كل وقودها جماهير اعتقدت بحقها وقدمت دماءها وهي الحاكم وهي الفاعل.. الفرد فيها وحدة صغيرة لا يصلح إلا بالكل, وهنا يتلاشى الملك الفرد ويبقى الشعب الكل.