حرب الفيروسات وصناعة الأمراض
بقلم/ احمد منصور
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 06 مايو 2009 07:41 م

جاء إعلان السلطات الأمريكية فى الأسبوع الماضي عن إماطة اللثام بأمر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن بعض الأبحاث السرية الخاصة باستخدام الخلايا الجذعية فى علاج البشر الذين يعانون من مشكلات فى النخاع الشوكي ، ليشير إلي الكم الهائل من الأبحاث والدراسات العلمية والطبية السرية التى تقوم بها الأدارة الأمريكية فى جوانب مختلفة ربما تكون أبحاث الحروب البيولوجية والجرثومية وصناعة الأمراض ونشرها واحدة من أهمها ، ولا نستطيع أن نتجاوز بعض أفلام هوليود التى أشارت إلي كثير من هذه الأبحاث السرية التى يدور معظمها فى كيفية تدمير قطاعات من الجنس البشري أو تطويعها أو إصابتها بأمراض قاتلة ومميتة دون حاجة لشن حرب عسكرية علي تلك القطاعات البشرية المستهدفة ، ولأن ذاكرة الشعوب والناس بشكل عام ضعيفة وكثرة وتتابع الأحداث وصناعة الأهتمامات خلال العقود القليلة الماضية تنسي بعضها بعضا فإن حجم ما استخدم حتى الآن من وسائل تدميرية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية سواء فى حروبها فى كوريا أو فيئتنام أو تدخلاتها فى لبنان والصومال وأمريكا الجنوبية ثم احتلالها لكل من العراق وأفغانستان وتمويلها إسرائيل بأسلحة قاتلة فتاكة ..

يمتد آثرها فى التربة والمياه وما يخرج منهما إلي عشرات السنين كفيل بأن يشير إلي أن ما يتحدثون عنه من انفلونزا الخنازير وقبلها انفلونزا الطيور وغيرها من الفيروسات المميتة التى تنتشر برعاية غربية إعلامية وطبية هي جزء من حرب الأوبئة والجراثيم التى يمكن أن تفلت من عقال معامل الأبحاث وتجتاح البشرية إما بخطط مدروسة ومنظمة تشارك فيها المنظمات العالمية التى تسيطر عليها الأدارة الأمريكية والقوي الغربية بشكل عام التى تمتلك مثل هذه المعامل والوسائل الأجرامية ، وإلا ما معني إرعاب العالم بما يسمي انفلونزا الخنازير في الوقت الذي لم يصب فيه خلال أكثر من عشرة أيام أكثر من ثلاثمائة شخص مع رفع حالة التأهب إلي الدرجة الخامسة حول العالم ، ولماذا لم يتم خلال العقود الستة الماضية الحديث ولو من طرف خفي أممي عن عشرات أو مئات الآلاف الذين يموتون في اليابان وكوريا وفيئتنام و العراق أو أفغانستان جراء الأصابة بالأمراض التى خلفتها أمريكا نتيجة أسلحتها القاتلة والفتاكة التى استخدمتها الولايات المتحدة في حروبها ضد تلك الدول و التى ستظل تفتك بالبشر لعشرات السنين ،

ما معني أن ينتفض العالم لما يسمي بانفلونزا الخنازير التى أصيب بها ثلاثمائة شخص حول العالم بينما لم ينتفض لعمليات القتل المنظم التى قامت بها إسرائيل بأسلحة أمريكية وغربية لأكثر من ألف وخمسمائة فلسطيني بينما جرح خمسة آلاف طوال أكثر من ثلاثة أسابيع فى حرب إبادتها علي غزة ولازال أثر وتأثير تلك الأسلحة القاتلة للحياة يتفاعل مع أمراض السرطانات المخيفة والفشل الكلوي والكبدي وأمراض الدم المرعبة التى تفتك بالبشر فى تلك المناطق ، ماهو ججم الأموال التى ربحتها لوبيات الأدوية التى هي أقوي من لوبيات السلاح جراء التصعيد الذي شاركت فيه منظمة الصحة العالمية لما يسمي بانفلونزا الطيور وماهي الأرباح الهائلة التى تنتنظر هذا اللوبي جراء ما يمكن أن يعلن عن اكتشاف لقاح فعال لانفلونزا الخنازير ، ليس معني كلامي هذا أني أقلل من خطورة فيروسات الأنفلونزا هذه لكني أدخلها بشكل مؤكد ضمن عملية صناعة الأمراض ونشرها لدي البشرية وهو شكل من أشكال الكراهية والعداء للأنسان وصناعة الأهتمامات والأمصال يمارسه هؤلاء ضد البشر وهم يخفون بذلك جرائم مباشرة قائمة أفظع وأنكي وتحصد كل يوم الآلاف من الضحايا بصمت في بلادنا .

هناك دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة وكثير من الدول الغربية تنفق مليارات الدولارات علي أبحاثها البيلوجية التى تستهدف شعوب العالم المناوئة لها عبر نشر الأمراض والأوبئة القاتلة والفتاكة غير المرئية بها ، وقد استخدمت كثير من الفيروسات القاتلة وأطلقت فى كثير من الدول ومنها دول عربية وعلي رأسها مصر والعراق وفلسطين واليمن و السودان لتدمر ببطيء هذه الشعوب دون حاجة لخوض حروب معها ، وإلا ما معني أن انتشار كافة أنواع السرطان بشكل مخيف بين الأطفال في مصر واليمن والعراق وكثير من الدول العربية الأخري حتى أني حينما زرت مستشفي سرطان الأطفال فى القاهرة والتى أقيمت علي أحدث النظم العالمية فى العلاج والمتابعة ومركز علاج مرضي السرطان فى اليمن أصابني الرعب من حجم الأصابات ونوعيتها بل وكونها فى أطفال كثير منها رضع ، ما معني أن تختل الخلايا فى جسد ظفل لم ير الحياة بعد وهي كذلك لدي الكبار بأشكال وأنواع مخيفة .

وعلاوة علي أمراض السرطان فهناك كثير من الأمراض الفتاكة والمرعبة الأخري مثل الفشل الكبدي والكلوي التى أصبحت تنتشر مثل النار في الهشيم حتى أن الدرسات تشير إلي بعض الشعوب العربية مثل مصر يعاني ثلث شعبها من أمراض الكبد وا لكلي أي ما يزيد علي عشرين مليون إنسان وربما مثلهم فى معظم الدول العربية الأخري وهو ما يستدعي إن كانت هناك إنسانية لدي المسئولين عن هذه الشعوب أن يدقوا ناقوس الخطر ويعلنوا أقصي درجات الطواريء ليقفوا علي هذا التفشي لتلك الأمراض التى يمكن أن يوصلها إلي مرحلة الوباء ، وذلك لمواجهة هذه الحرب المدمرة الصامتة لهذه الشعوب والتى شارك فيها بعض المتواطئين من بني جلدتنا عبر فتح البلاد علي مصراعيها للأعداء يعيثون فيها وفي الشعوب فسادا عبر تلويث المياه والتربة والطعام والشراب .

من يذهب إلي أي قرية مصرية يجد صحة كثير من الناس مدمرة وقد قال لي جمع من الفلاحين التقيتهم فى بيت أحدهم في إحدي القري أنهم طوال أعمارهم وآبائهم وأجدادهم يعملون فى الزراعة ولم تظهر أية أعرضا لهذه الأمراض التى تفتك بهم فى آبائهم لكنها الآن تفتك بهم وفي البيت الواحد يمكن أن تجد خمسة أفراد ينتظرون الموت البطيء دون أن يتحرك أحد لدراسة هذه الظواهر ويعقد مقارنات ولو بسيطة حول صحة شعوبنا خلال خمسين عاما مضت أو حتى ثلاثين أو حتى عشرين وبين ما تتعرض له اليوم من دمار شامل ، كم عدد الذين يموتون كل يوم فى العراق جراء الأصابة بإشعاعات اليورانيوم الذي ألقت منه الولايات المتحدة علي العراقيين ما يوازي القنبلة النووية التى ألقيت علي هيروشيما أو نجازاكي عشرات المرات ، وما الذي يعاني منه سكان أفغانستان بسبب نفس الجريمة ، أما سكان غزة فإن تربة بلادهم تشبعت بكميات هائلة من رواسب الأسلحة التى استخدمتها إسرائيل فى حربها الأخيرة وربما قبلها عليهم مما يجعل التربة والماء والهواء مشبع بالجزيئات القاتلة التى كما أخبرني الأمين العلمي للجنة الأوربية للـأشعاع البروفيسور كريس باسبي أن أثرها سوف يظهر بشكل جلي فى الأجيال القادمة وليس في هذه الأجيال ، ومثل هذا الأمر وأشنع منه فى مصر والسودان و اليمن وكثير من الدول العربية الأخري حتى أن علماء أمريكيين مثل دوج روكة يقولون بأن كثيرا من المناطق فى هذه الدول أصبحت لا تصلح للحياة الآدمية .

إذا كانت بلادنا كما يقول العلماء سوف تستقبل أجيالا مشوهة خلال العقود القادمة وهذا يحدث الآن فى العراق وأفغانستان ، وإذا كانت التربة والمياة والهواء ملوثة فى كثير من بلادنا بفعل الجرائم التى ارتكتبها الولايات المتحدة وإسرائيل وأعوانهم وإذا كانت الأمراض القاتلة والفتاكة للكلي والكبد و السرطانات تفتك بشعوبنا دون أ ن نقوم بأية دراسات جادة حول أسباب تفشي هذه الأمراض وحول ما يأكله الناس وما يشربوه وما تتشبع به التربة لأن الكبار يحضرون طعامهم وشرابهم بالطائرات من أماكن غير ملوثة بينما الشعوب تأكل السموم وتشرب الأمراض .

كيف يتم الضحك علينا وخداعنا وانسياقنا وراء هذه الدعاية الأعلامية الكبيرة التى ستصب في النهاية بحصاد المليارات فى جيوب الذين يلعبون بها بينما شعوبنا تباد ببطيء بفيروسات وجراثيم أخطر آلاف المرات تهلك الحرث والنسل ؟ كيف ننساق وراء كل ناعق عن انفلوانزا الطيور والخنازير وسلاسل الفيروسات القاتلة التى سيطلقونها من آن لآخر، ونتغاضي عن حرب الأبادة التى تتعرض لها شعوبنا إننا بانسياقنا وراء هؤلاء وغفلتنا عما يحدث فى ديارنا نساعد هؤلاء فى التغطية غلي جرائمهم الأصلية التى ارتكبوها ولازالوا يركتبونها بحقنا وحق شعوبنها وبلادنا وأجيالنا القادمة ، بل إننا نصبح شركاء معهم إن لم نتحرك لأنقاذ شعوبنا وكشف خفايا ما يقوم به هؤلاء المجرمون ضد بني البشر .