دولة عربية تقترب من اتفاق استثماري كبير مع السعودية بعد صفقة الإمارات ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها
بعد أن غادر بوش البيت الأبيض بصفعتي حذاء يلحقه اليوم أولمرت مغادرا الساحة السياسية الإسرائيلية بصفعتين أيضا، صفعة في الشمال وأخرى في الجنوب، في الشمال كانت حرب لبنان وفي الجنوب حرب غزة، بعد الصفعة الأولى أي حرب لبنان فتحت إسرائيل لجنة لتحقق مع الجيش الإسرائيلي أسباب الهزيمة وهي لجنة فينوجراد المعروفة، وبعد الصفعة الثانية أي حرب غزة، يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيتم أيضا التحقيق معه ولكن ليس من قبل لجنة فينوجراد ولكنها من قبل لجنة عالمية وعن جرائم حربه،علما بأن الزعيمين تبسما بعد الصفعة الثانية لكليهما، كل يتحدث عن نصر ما!
وإذا كانت المقدمة أعلاه تتحدث عن تشابهات بين زعيمين، فهذه الفقرات القادمة هنا ستتناول الاختلافات بين قيادتين وفئتين أداء الحكومة اليهودية و المقاومة في غزة، لنتناولها بموضوعية:
حماس لم تكن متشددة كما يريد البعض أن يصورها، حماس لم تطلب حرق إسرائيل ولا قذفها في البحر، حماس لم تطلب تحرير الأقصى اليوم، حماس بكل بساطة طلبت فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة، طلبت بكل اعتدال وبكل وسطية هذين المطلبين البسيطين!!!! بينما إسرائيل غامرت بحرب شرسة ووحشية، وصرحت تصريحات نارية مدلولها بأنها ستقضي على حماس وتنهيها وتغيرت تصريحاتها مرة تلو الأخرى في البداية القضاء على حماس ثم القضاء فقط على الصورايخ وفي الأخير وقف تهريب السلاح !!! أما حماس وكلنا نتذكر خطابات قائدها خالد مشعل فكان مطلبها ثابت هو نفسه قبل الحرب وأثناءها وبعدها أي حتى كتابة هذه الكلمات، سمعناها كثيرا وتكرارا ومرارا: فتح المعابر ورفع الحصار!! أليست هذه دليل على أن هذه المقاومة مقاومة عقلانية ومنطقية، وليست متشددة إلا عندما نقارنها بالمتطرفين جهة اليسار!! أليست هذه المقاومة مقاومة رزينة بينما عدوها من الصهاينة هم المتعجرفين والمخبوطين! ولكن البعض لديه وجهة نظر غريبة، فأن تقصف الأطفال والنساء أمر طبيعي ومبرر ويتمفهمونه، ولكن أن تطلب رفع الحصار عن نفسك فهذا تطرف وتصرفات غير مفهومة ومشبوهة، ولا بد أن أحد الأطراف يحرضك!!!!
إن تعقل المقاومة الفلسطيية يثير الإعجاب فرغم القصف الهمجي والوحشي الذي تلقته من إسرائيل ورغم أن بعض العرب ومباشرة بعد الساعات الأولى للعدوان حملوا حماس مسؤولية الحرب، وبشروها بالفناء والندم، رغم كل هذا فإننا لم نرى حماس تفقد أعصابها أو تتطرف أو تهاجم الدول العربية إعلاميا، ولم تخون حماس القادة العرب ولم تتهمهم بالعمالة، فكانت هادئة وراسخة، توجه هجومها نحو عدوها الإسرائيلي، وذهبت لتطلب من القادة العرب بكل عقلانية وطوال فترة الحرب أن يجتمعوا في مؤتمر قمة!!! وكررت الطلب مرارا وتكرارا! هذا كان مطلبهم من الدول العربية على "قد العرب"، لم يطلبوا من أحد أن يقصف بالصواريخ تل أبيب، ولم يطلبوا من الجيوش العربية التدخل، طلبوا وفقط طلبوا اجتماعا طارئا!! أما الذين هاجموا الدول العربية المتخاذلة فهم الشعوب والكتاب والإعلاميين والصحفيين الذين لم يحتملوا الموقف، وأخيرا عندما عقدت قمة في الدوحة، قال البعض إنه شق للصف العربي، ويحهم لم يكن ذلك إلا شقا للصمت العربي!!
ما ينساه الكثيرون أن حماس طلبت في البداية فتح المعبر بهدوء، وقامت بالوسائل السلمية لمدة 3 سنوات وهي مظاهرات سلمية حضارية للفلسطيين عند المعبر، فماذا كان رد وزير خارجية ،جارتها، كان الرد أنه سيقطع أرجل من يعبرون المعبر!!! فمن هم المتطرفون!! ولأن حماس عاقلة ومعتدلة لم تحب أن تواجه دولة عربية فتوقفت حماس عن تلك المظاهرات السلمية،!!! ووجهت صرختها باتجاه إسرائيل، وبصواريخها، لتقول لقد حان وقت رفع الحصار، ثم بعد هذا كله يحملون حماس أطماع إيران!! ما ذنب حماس إذا كانت لإيران أطماع في الوطن العربي!!!! هل نريد من حماس التي تحاصرها الدول العربية أن ترفض أي مساعدة من دولة أخرى!!!!!هل نريد من حماس أن تتفرغ للقضايا العربية الفارسية في الوقت الراهن وشعبها يتعرض يوميا للقتل ومنذ أن نشأت دولة إسرائيل!!!!! هل سترفض حماس دعم الدول العربية، وإذا وقفت مصر والسعودية مع حماس فلن تحتاج حماس لأحد!! لو لم يطرد مشعل من عمان لما تواجد اليوم في دمشق!!! لو أن مصر سترحب به لجعل مكتبه هناك، عجبا، طردوا حماس وحاصروها وأغلقوا عليه المعابر، ثم يلومونها لأن بعض الآخرين يقفون معها كلاميا أو يدعمونها قليلا!!!
لا يسعني في الأخير إلا أن أقول لحماس أعانك الله على الحكومات الصهيونية المتطرفة يمينيا والحكومات العربية المتطرفة يساريا، وابقي أنت في محور الاعتدال الحقيقي والنصر إن شاء الله حليفك.