أرحب شامخة رغم العواء ؟
بقلم/ محمد مبخوت العرشاني
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 13 يوماً
الإثنين 02 إبريل-نيسان 2012 06:45 م

يتفق معي كل إنسانٍ يمتلك ذرة عقل يستطيع من خلالها التمييز بين الصحيح والخطأ ويدرك بها الأشياء , أنه لو اجتمعت كل كلاب الدنيا على جبلٍ شامخ راسخ , وبدأت تنبح وتعوي ضده , هل سيهتز ذلك الجبل أو يحني رأسه ؟ هل سيصبح عواء الكلاب ونباحها عامل خوف لديه أو حلحلته ولو حتى قيد انملة من مكانه ؟

بكل تأكيد ويقين سيكون الجواب لا وألف لا ولو ظلت تلك الكلاب تعوي وتنبح مئاتٍ من السنين لأنه في الأخير سيبقى الجبل جبلاً والكلب كلباً ؟!

ما أريده من خلال هذه المقدمة هو ما تمارسه تلك الأبواق الإعلامية المأجورة من المواقع الإلكترونية وكذا القنوات والصحف التي لا تزال تدين بالولاء لمن أسقطه الشعب بثورته السلمية الرائدة , ومرغ أنفه في التراب .

تلك الأبواق مجتمعة , ونأنف عن ذكر أسمائها , تحاول جاهدة وتسعى بدون كلل منذُ أكثر من شهر وحتى اليوم إثبات تهمة باطلة ودعوة زائفة وكذبة مفتراه بأن هنا في أرحب معسكرات تتبع تنظيم القاعدة وسيارات مفخخة واستقطاب لعناصر من القاعدة من محافظات عديدة , بل قالوا " وصول أفراد صوماليين وجزائريين يتبعون القاعدة " للاشتراك في ضرب معسكرات الحرس في أرحب ....الخ .

وهكذا تظل تلك المواقع تهرف وتعوي وتنبح وتفتري الكذب المحض مرات ومرات ومئات المرات , ومن أراد التأكد فعليه الرجوع إلى تلك الأبواق والمواقع .

النقطة الهامة في الموضوع تأتي جواباً على سؤال لماذا هذه الحملة الإعلامية الشعواء على أرحب بالذات ؟ ولماذا هذا التوقيت الزمني ؟ ومن المستفيد من هذا الهراء والعواء المتواصل ؟

دعني أجيب عليك من خلال هذه النقاط الأتية :

الأولى : حملة شعواء ونباح وعواء ضد أرحب لأن لها الفضل بعد الله في اسقاط ما كان يسمى "الأسطورة " الحرس الجمهوري , حيث توقفت ألات الحرب المدمرة في المعسكرات الواقعة في أرحب , محبطة واجمة مرذوله متعثرة أمام الأسد المغاوير الصامدين في خنادق الدفاع عن النفس والذود عن الكرامة والعرض , والمدافعين أيضاً عن ثورة الشعب السلمية الرائعة من أبناء هذه القبيلة .

الثانية : يتضح جلياً من خلال هذه الحملة النكراء مدى الحقد المتغلغل والدفين على هذه القبيلة العصماء من قبل المخلوع وعملائه وأزلامه .

الثالثة : إيجاد غطاء اعلامي ومبرر يستندون إليه ليعيدوا الحرب الظالمة على هذه القبيلة وبحجة ضرب القاعدة الرابعة : استعداء القوى الخارجية وتأليبها كي تقوم بالضرب هي بدلاً عنهم , تحت مبرر ضرب معسكرات القاعدة في أرحب .

الخامسة : تعتبر هذه الحملة النكراء مقدمة لخطواتٍ لاحقة , تمارس بخطة مدروسة , أقرت عبر اجتماع عقده نجل علي صالح مع قيادات أمنية وعسكرية في المنطقة . الهدف من وراءها تفجير الوضع ثانية وإخلال الأمن وإحداث القلق والإرباك في اليمن , وربما الوصول إلى حد الاغتيالات لكثير من الشخصيات الوطنية بمن فيهم أعضاء في حكومة الوفاق الوطني .

السادسة : يريدون من خلال هذه الحملة الشعواء إثبات ضرورة إبقاء ألوية الحرس العائلي في معسكراتها , بحجة تصديها للجماعات الإرهابية كما يدعون , بينما أبناء أرحب يطالبون وبإصرار رفع المعسكرات من منطقتهم , بعد أن ارتكبوا كل تلك الجرائم المروعة والتي لا يسعنا ذكرها الآن .... الخ , وغير ذلك من الاعتبارات .

أخيراً : على الجميع تدارك الأمر بوضوح وحزم , لإسكات تلك الأبواق المأجورة التي تلقي بالتهم جزافاً , وتعوي بإسراف دون ارعواء , فإن المصيبة قد تعم .

أما أرحب فستظل شامخة شموخ الجبال الشم الرواسي , داعمةً لثورة الشعب السلمية حتى تتحقق كل أهدافها , مدافعةً عن نفسها بالغالي والنفيس , وسيبقى ردها على هذه الأصوات العاويه كما قال الشاعر :

 لو كل كلبٍ عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار