انا كافر ...
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2012 10:48 ص

انا حر اكفر كيفما ومتى اريد.. وليس لاحد دخل بكفري ولا بنوعية هذا الكفر الذي اعلنه اليوم على الملأ ، واعلن رفضي لكل من تسول له نفسه ان يستتيبني مما انا فيه من كفر صريح فصيح لا رجعة عنه. ساكفر لاشتهر وليتضامن معي الناس وليذهب اخرون للدفاع عن اسباب كفري ،وليمت بغيضة من لا يعجبه كفري، فلم اعد في مرحلة مابين المرحلتين فانا لا اؤمن بالنتائج المتعادلة ابدا .. يا ايمانا لا لبس فيه او كفرا لا غبار عليه ..

واعلنها هنا كفرا بواحا بفكر مريض يمتد اليوم بين الناس ليحولهم من حاملي رايات الدولة المدنية الى حاملي الرايات السود واللطيمة اللطيمة ويذكر الناس بقصص الحزن العظيمة الممتدة من جبريل عليه السلام الى اخر الاصفياء .

واعلن كفري البواح بالمتشدقين باسم الحرية والديمقراطية والدولة المدنية وهم لا يؤمنون بالاخر ويحاول بعضهم قتله، او جره للمعركة الخطأ .

اعلن كفري البواح بكل حاسد للثورة اليمنية ومنتقص لها ومخفيا غيضه منها ،لتخوفه من ان تظهر حقيقته للناس بانه بلا وزن .

اعلن كفري البواح بكل من سخر قلمه للنيل من وحدة الصف الثوري وجر الناس الى خلافات تعود لما قبل العصر الحجري .

اعلن كفري البواح بمن جندوا انفسهم بالمجان للدجل والشعوذة والنكاية والتعريض بالحق الثوري لشعبنا العظيم .

اعلن كفري بكل مكونات الوسواس الخناس التي مازادت ثورتنا الا خبالا .

اعلن كفري بكل من تسول له نفسه باعادة عجلة ثورة التغيير الى الوراء .

اعلن كفري بنشطاء وشعراء ومتثقيفين سلموا عقولهم للمصروف اليومي وباعوا شعبهم "بقفا الملعقة" من الدولارات وصار همهم التنقيص من الثورة ومكوناتها ويظنون انفسهم فوق الناس ويتصرفون بنزق الصبيان .

اعلنت كفري بالثوار الضعاف الذين مازلوا يخافون من ان يقال انهم ثوار.. ومن الذين مازالوا يحرصون على ان لا يجرحوا احاسيس ومشاعر من لا عقول ولا قلوب لهم حتي يامنوا شرهم .

اعلن كفري البواح بضعاف النفوس المهزوزين الخاضعين لسلطة انفسهم، المقمين علاقات "مع الطرفين" حتى يتسنى لهم تثبيت مواقعهم بعد انكشاف الغمة عن قلوبهم المريضة والمدنسة برجس الخوف من تحديد موقف مشرف امام الشعب العظيم .

اعلن كفري البواح بكل ضعيف ارادة وبكل متفلت من حزبه معلنا تضامنه مع الطارف ..

اعلن كفري البواح بكل من يخشى ان يقول له الناس انه حزبي وبكل مستحي من رفع راية حزبة عاليا .

اعلن كفري البواح "بسدنة معبد امون" والمرابين الكبار والقطط السمان من الذين لم يستوعبوا ان عصرهم قد انتهى .

تلك هي البداية واليكم الحكاية :

في خضم الثورة انشغل الناس بالفعل الثوري الموحد للصفوف وانشغل الفريق الثالث - اطلقت عليه هذه التسمية منذ بزوغ فجر ثورتنا العظيمة – بشحن البطاريات الفارغة بالكره الموجه والحقد المستنسخ وهكذا دواليك لا يتوقف العمل الدئوب لاسقاط من لا يحبونهم تحت اي دعاوي حتى لو فشلت الثورة فهذا ليس مهما فنجاحها وفشلها لا قيمة له عندهم اهم شيء يسقط المشترك والاصلاح والزنادني وعبدالله دوبلة . ومستعدين يضعوا خناجرهم المسمومة في صدر او ظهر الثورة والثوار انتصارا للثورة التي يفهمونها مرة واحدة وست مرات لما بانفسهم من غل .

نظرية الأواني المستطرقة هي التي تعمل حاليا مع الفريق الثالث وهي علميا قائمة على مجموعة من الأواني المختلفة الأحجام والمتساوية الارتفاع، بعضها دائري وبعضها مستطيل أو حلزوني، تتصل بقاعدة مشتركة، وكلما صب في أحدها سائلاً توزع في جميعها بالارتفاع نفسه.. هذه النظرية اتسعت في كثير من ادوات الشحن المؤجج للكره والداعي لترك اليمن خالية من اليمنيين و مصدر هذا الشحن الايدولجي يرى احقيته في هذه البلاد فقد حكمها بسلطان الدين والنسب لالف سنة .

هذا الشحن في الاوني المستطرقة يدفع الناس الى الالتهاء عن الثورة والتفكير بقضايا جانبية لكن مصدرها واحد وان اختلفت اشكال الانية المستخدمة .. اننا نسمع الصراخ هنا وهناك لمن يمهدون للانقضاض على الثورة باي مسمى وتحت اي ظرف يعلنون عن انفسهم احيانا ويختفون بين السطور كثيرا وفي كل حادثة المستفيد واحد ..

هلوسة التكفير يقف خلفها الفريق الثالث الذي يتوقع ان هناك من سيكفره ومن سينتقده من بين بسطاء الناس ليقول كفروني ولديه افرادا مستعدين للتعدي على الله او غير الله لا يهم المهم انهم سيكونون محل نقد وسيتميزون عن غيرهم وسينظر لهم الناس بعين العطف والمظلومية انهم حقا مظلومين فساعدونا وساعدوهم على التخلص من التكفريين!! وهنا مربط الفرس فلم يكفر احدا احد الا ما يتناقله جازعي الطريق او المسافرين في وديان الفيسبوك وشعابه وكله كلام لا يعرف له مصدرا ومع ذلك يريد الفريق الثالث ولو من باب التسول التكفير من الطارف .. هذا الطارف سيتحول الى شيخ العلماء وحزب الاحزاب مع انه لا علاقة له بشيء من ذلك لكنه غرض في نفس زليخا .

يتعالمون على اساس انهم ذوات مقدسة فكيف للناس ان ينتقدوا احدهم فهم فوق البشر ومن حقهم ان يقولوا ما شائوا لمن شائوا حتى لو وجهوا غضبهم للسماء ومن فيها ،فهذا حقهم لكن ان يقول لهم جازع طريق استحوا على انفسكم يتحول هذا الجازع الى عدو تكفيري من الدرجة الاولى "من انت حتى تقول استحوا على انفسكم ؟!" انها الحياة البائسة والتسول للتكفير من الطارف .

لن يلتفت اليهم احد ولن يجدوا من الثوار في احسن الاحوال الا "يس على الطارف ".