الخارطة الرابعة:الانقلاب الأبيض
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 10 أيام
الإثنين 31 أغسطس-آب 2009 01:35 ص

هي 4 خرائط تحملها أربع جهات وكلا يدعي وصلا بليلى فلمن تقر هي بالوصال ؟!. فلماذا لا نقف متأملين خارطة كل جهة تدعي المعرفة بدروب السير والوصول بالسائرين معها إلى باب الخروج من متاهة اليمن الكبير.. نقف دارسين غير منحازين ننقل ما في يدهم وما يرونه ثم نقول تساؤلنا لهم لتتم الصورة وتكتمل وهي 4 خرائط لمخرج واحد فمن ذا الذي يحمل خارطة المخرج الصحيح في طريق سهل وسريع وأمن فلنرى ونتابع:

الخارطة الرابعة:الانقلاب الأبيض 

وهذه لا ادري من يحملها مجرد تخمينات انه ربما يحملها أفراد الأسرة الحاكمة والبطانة الملازمة حينما يجدون الأمر خرج من السيطرة .. وسينالهم بعد الغنى حيدرة .. وهي تكمن في إجراء تغيير في سدة الحكم .. باتفاق محكم .. فبدلا من ضياع الجمل بما حمل .. لا بأس من فقدان الهودج وبقاء الجمل .. ، فليذهب الكبير ويأتي الضابط الصغير ومن معه من العسكر .. وكلهم درر منتظمة في عقد واحد مرصع بالجوهر .. وربما طراءت خارطة هذا المخرج على رأسي كفكرة جهنمية .. تنحل بها كل الأزمات الطلسمية .. وعسى عواقبها علي سلمية وتبقى الأمور بيني وبينهم حميمية ..

-سيرون أن مصلحة الوطن اقتضت ذلك .. مع وعود بالأمن والأمان وانتخابات قادمة بعد فترة وجيزة .. ربما تطول لأعوام مديدة .. ويرافق ذلك الانقلاب معاملة شديدة لكل من يخالف النظام ويتجراء على الاعتراض على سير الأحكام

وان لزم الأمر فسيتم إعلان الأحكام العرفية وإلغاء القوانين الدستورية وتطبيق الأحكام العسكرية

وسيرون انه أبقى من الميت الحي .. وإنهم اضطروا لذلك فآخر العلاج الكي .. للتخلص من الاحتقان وامتصاص تفجر البركان وسيبقى حاجبنا فوق عيننا .. وزيتنا في دقيقنا .. وكبيرنا راض بفعلنا .. المهم بقاء حصننا مكين ... وحبلنا متين..واسمنا العائلي ( الصالح ) عالي الجبين .. وكلم فرج يفطن سالمين ...

-سيرون انه يكفيه ما قد مضى ... وأنه قد آن للجيل القادم أن يتمطى .. وقد سبقت تجارب ناجحة لذلك في البحرين وقطر وعمان والأردن .. والشعب جاهز للخروج في احتفالات حقيقية لا وهمية في كل من صنعاء وعدن ..

وحتى اذا لم يتوفر الدقيق سيتم العجن !!!

- وسيرون انه إجراء احترازي لابد منه قبل أن يحل عليهم إجراء اجتزازي .. فلنتغدى نحن بجوادنا ألأصيل قبل أن يتعشوا بالقطيع الجميل .. وستبقى مزارعنا لنا .. والغاية تبرر الوسيلة .

- وسيرون انه على كل القوى السياسية والشعبية الوقوف معهم في إصلاح الأوضاع ..ودعمهم بالباع والذراع فلتضعوا ثقتكم فينا .. ولتمدوا أياديكم إلينا .. معا سنبني يمنا عظيما ..

أما تروننا من اجل الوطن والشعب ضحينا بكبشنا الأقرن أفلا يستحق ذلك منكم لنا قليلا من الدعم وحسن الظن ؟

بلى فهذا جواب أهل الحكمة وأهل الفن .. فقد اختلطت مصالح معاوية مع حقوق الحسن .. فهنيئا لك بنا يا أغلى وطن ... سترون معنا الخير والحبور والفرح والسرور وسيشرق الصبح الأسفر .. وما للحب الدبش إلا الكيال الأعور 

-سيرون أن الأمر سهل التحقيق .. كيف لا وهم قادة .. قوات خاصة .. وحرس جمهوري .... وامن مركزي ..

كلها في اليد .. وما قصر يجيبه الدولار الأخضر .. فهكذا هم البشر ..

-وسيرون أن الأمر يحتاج أن تعد له عدته داخليا وخارجيا .. فصحف البطانة جاهزة للمداهنة والتلفاز والإذاعة كلها تبارك هذه الخطوة الشجاعة .. ومجلس النواب لا يمانع مادام الأفضل قادما ومادمنا أغلبية فما نريده سيتحقق بالتصويت .. وستصفق بكل حرارة وتهتف لنا الرعية وخارجيا بسيطة وسهلة .. فهذا شأن داخلي يمكن لليمنيين حله .. وربما تباركنا أمريكا وبريطانيا إن غمزنا لهما بعيننا ..وكذلك دول الجوار إن أحسنا فن الحوار .. وقدمنا مزيدا من العروض التنازلية 

-وسيرون أنها مخاطرة مجنونة ولكنها تكاد تكون مضمونة وخاصة أنها المخرج الوحيد أمامهم للحفاظ على أملاكهم واسمهم قبل أن تهب رياح التغيير فتقتلع الخيام من أوتادها والأشجار من جذورها فيذهب كل ما تم بناءه هباء منثورا

-وسيرون انه لابد من حزم وشدة في هذه المرحلة المهمة .. اضرب بيد من حديد .. افلق رأس أجبنهم فينخلع قلب أشجعهم..فمن لم يسكته المال .. سيعيد له عقله تكبيل الحبال .. وسيسعون صدقا لإحداث تغيير حقيقي وحاسم لأوضاع البلاد ..وتكوين دولة بحق وحقيق ولو لزم لذلك الإطاحة برأس اللواء والفريق والشيخ الصديق .

- هذه بعض ما يتراءى لي من خارطتهم وهناك أشياء أخرى فيها لم أتبينها ولعلها خطة بديلة .. لمن شد حيله أو لمن أراد أن يطول عليه ليله .

ونضع الآن التساؤلات عليهم :

- هل ترون حقا أن القوى السياسية الموجودة والقبائل المشدودة ستوافقكم على هذا الإجراء المكشوف ؟!

وهل استعديتم لذلك ؟! إما بملئ الظروف أو باستعمال الكفوف ..

- وهل الوقت سيساعدكم للترتيب لها وإجراء التواصل مع من بالداخل والخارج للحصول على علامات الرضاء ومباركة خطوتكم القوية والمشهود لها بالدهاء ؟!

-ما هو مخططكم لإصلاح البلاد ؟ .. هل حقا ستدخلون انتخابات نزيهة أم ستجعلونها عسكرية لأطول مدة ممكنة ؟ أم ستجعلونها ائتلافية ومشاركة في حكومة وطنية

-والسؤال الأهم ماذا سيكون وضع الأب المكرم .. نفي إلى الخارج مع عيشة هنية ..أم بقاء في البلد مع إقامة جبرية أم سيبقى مستشارا للوطن بحكم الخبرة وتاريخه المعظم هل حسبتم جيدا حجم الخسائر المتوقعة في الأرواح والعتاد إذا جاءت النتيجة عكسية .

أم لا يهم فهي في الأصل قضية منتهية .. فان أصابت الرمية هدفها فتلك هي الأمنية .. وان لم تصب فخير من الذل المنية..

هذه خاتمة المخارج من المتاهات التي تعيشها الأمة اليمنية ..

وربما هناك مخارج فرعية ولكنها لا ترتقي لمستوى تلك الأربع ..

فأيهم تراها تحقق المخرج الأسلم والأمن والأسرع ..

أم ترى أنهن غير مجديات وبقاء الحال على ما هو عليه أصلح وانفع أما أنا فأرى في الثانية المخرج الصحيح برغم طول السفر وألم التحمل لمظاهر القهر إلا أنها ستؤدي إلى تحقق الظفر .. وان كان حاملوها يسببون أحيانا لي صداعا في الرأس وللجسم المزيد من الوجع .. حينما يقولون اسمع وأطع .. واقنع واقتنع !!!