تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
مأرب برس ـ خاص
أستاذي الحبيب عبد الله سلام الحكيمي . اطلعت على مقالتيك اللتين كتبتهما بعد خلوة احد عشر شهرا .. ورأيت فيهما كالعهد بكتاباتك إشارات لا يخطؤها النظر للكثير من الأوضاع والأشخاص المؤثرة في مجرى حياتنا السياسية والعامة وكعادة أستاذنا الحبيب .. لا ينسى أن يوزع اللفتات ويبعث برسائله في كل اتجاه
وكل ذلك محبب عندي ولئن كان لي من مأخذ على أستاذي عبد الله فهو اعتقادي الجازم أنه يخونه التوفيق دوما في الاعتماد والرهان على قوى واتجاهات لا علاقة لها بالله عزوجل ولا علاقة لها بالمصلحة الإيمانية لليمانيين.. وإن وجدت بين هذه القوى وبين مصالحنا الإيمانية أدنى علاقة فهي علاقة عداء واحتراب .. وهي تستثير أهل الهمم من أمثال أستاذنا حينما تشاء وتثنيهم عن السير حينما تشاء ..
***
أذكر قبل أعوام وحين حاور أستاذنا الأخ حمود منصر .. في قناة الجزيرة ختم المقابلة بنفس الطريقة التي ختم بها مقالتيه الأخيرتين بأن شيئا ما يعتمل في داخل البلاد ينذ ر بالويل والثبور وعظائم الأمور.. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بل الأكثر من ذلك أن أستاذنا عاد اليمن وبطريقة هادئة دحضت كل التوقعات التي كانت تشير إلى أنه سيواجه عقوبة وتضييقا من الرئيس ولكن شيئا من ذلك لم يحدث أيضا ..
***
واليوم نرى أستاذنا في محاولة للحشد والترويع واستحضار قوة الحجة وبنفس الطريقة يستحضر شبوة والضالع والمسرحين من الجيش و الظلم والفوارق بحيث يظن القارئ أن القيامة قد قامت أو تكاد على صاحبه الرئيس علي عبد الله صالح وحكمه والأمر لايزال تحت السيطرة .. أوكما يقولون .. ( عوافي )
وأذكر قبل عام أو يزيد قليلا وأستاذي يهيؤ نفسه للترشح لرئاسة الجمهورية جاءت البشائر الكثار بتحقق النصر والفتح المبين على يديه وتفاءلنا كثيرا بهذا وبدأت أنا أوازن بين المصلحة الإيمانية في انتخابي لصاحبي وأستاذي أو انتخاب الرئيس باعتبار أن المنافس القريب إلى العقل والقلب والعواطف الصوفية والإيمانية بعد الرئيس هو عبد الله سلام ولكنه لم يمكني من الاسترسال في التأمل حين قرر العزوف عن الترشيح وبثورة لاأدري سببها على وجه التحديد..
لكنني أظن أنه قد خذله المخذولون أصلا كما يفعلون به دائما ..
***
وهناك محطات كثيرة مررنا بها معا .. كان كل شيئ يشير فيها إلى أن أمرا سيحدث في الوضع السياسي أو في الحكم على وجه التحديد ولكن وبتقدير إلهي غير متوقع تنقلب الأمور فيعود علي عبد الله صالح هو الخيار الأفضل لدى الله والناس .. وتذهب كل الفرقعات .الحادثة كان ذلك منذ أول انقلاب يشارك فيه أستاذنا عبد الله سلام الحكيمي وينجو منها الرئيس وابن عمه علي محسن وحتى أحداث صعدة الأخيرة ..
***
الأمر يا أستاذ عبد الله ليس بالتمنيات ولا بالتفضيلات .. ولا بالعواطف كما وأنه ليس بالقوة والتآمر والاستنصار بدول الجوار أو بالغرب أو بإيران أو بغيرها .. كماوأنه ليس بالتنجيم ولا بكتاب الجفر ولا بضرب الودع ولا برؤى أصحاب العمائم السود الحاقدة على تاريخ الإسلام والمسلمين .. ولا ببشارات أصحاب الكهوف ..كما وأنه ليس بالتهويل الإعلامي وحشد الأشهاد والمعلقين والمحاضرين وكتاب الصحف والمذيعين ومواقع الانترنت والاستطلاعات والرصد وغيره .. الأمر باختصار .. هو هكذا ..
" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير "
وقد روي لنا من الأخبار " إن الله إذا أراد أن يخلق ملكا مسح على ناصيته"
يقول شيخنا الأكبر "وفي هذا المس مافيه" من إلباس للوقار والهيبة .. لأن الملك صفة من صفات الحق جل وعلا .. وهي وظيفة استخلاف عظمى بين بني البشر ..
هذه الحقيقة يدركها الكثير ولا يدركونها .. وصاحبنا هذا الذي نسميه رئيس جمهورية يقوم بدو ر موكل له ليس من المملكة الشقيقة ولا من قطب التأثير العالمي ولا من المؤتمر الشعبي العام ولا من مجلس النواب .. ولا من قبيلة حاشد ..ولا من الجيش والأمن بل ولا من كل هذا ولا من غير هذا .. ولكنه يقوم بدور اختاره الله له وأقدره عليه .. وألبسه الهيبة والحكمة والعقل والقدرة التي تمكنه من تسيير شئون مملكته الأرضية بتفويضه وهو الفعال لمايريد .. وهو يقيه مادامت مشيئته متعلقة ببقائه من كل التآمرات والمكائد والدسائس والمحاولات الهادفة لتدمير نظام حكمه رحمة بحال أهل اليمن الأرق قلوبا والألين أفئدة في هذا الوسط العالمي المتأجج بالصراعات والمهدد بالانهيارات التي لا تبقي ولاتذر ..
***
هذا لايعني أن ما أشرت إليه أنت وماأشرت إليه أنا ومانشير ويشير إليه الصادقون في النظر من مفاسد واستئثار وتصرفات رعناء وعدم عدل وصلاح غير موجود بل أن حالات الفساد المشهودة غير مسبوقة في تاريخ اليمن المعروف .. ورموزه واضحة للعيان .. وكماقلت أنت ذات مرة فإن الأقدر على إصلاح هذا الفساد وإخراج البلاد من حالتها إلى حالة أفضل هو الرئيس علي عبد الله صالح ..
ولكن الرئيس كمايبدو يحتاج لمن يعينه حتى بالصمت لكي يجد وقتا يتفرغ فيه من مواجهة هذا الدوي الفارغ إلى مواجهة الفساد المليء فمن يعينه على ذلك ؟
***
وبالتالي فإن العبث الدائر في أوساط المعارضة عبث لا طائل تحته وكم كنت أتمنى أن لا تشارك فيه من قريب ولا من بعيد خصوصا وأنهم هذه الأيام يتبنون قضية تمرد صعدة .. ويزخرفون البيانات والأخبار والحملات والمقالات ومسيرات الانترنت .. لجعلها قضية القضايا ورأس الحربة للفتك بالنظام ,,
والواقع أنه لا جماعة التمرد تبنوا خيارات الأمة .. ولا النظام منعهم حقوقهم هذا ما تحققنا منه .. ولكن الأطراف التي يهمها خلق منطقة الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة ترغب بأن تبقي جذوة الفتنة مشتعلة .. وهكذا هي حتى يأذن الله بإخمادها ..
***
من ناحية ثانية يا سيدي فإن مذهب الاثني عشرية أو الجعفرية ليس معترضا عليه من قبل أحد من المسلمين .. إنما التوجهات الصفوية لدولة فارس وعصاباتها في العراق وعلاقات بعض وجوه التمرد فيه هي العدو ..
أستاذ عبد الله هل تتابع مايدور في العراق؟
هل سمعت عبر التاريخ أن عصابة تسمي نفسها دولة تقوم بدعم من المحتل الصليبي والحقد الفارسي على شعب العراق .. وتستخدم إمكانيات دولة لتشرد ملايين العراقيين من أرضهم؟
هل سمعت بأن عصابة تسمي نفسها دولة تهجم على المنشآت التعليمية والصحية وعلى الأحياء وعلى كل مناطق تجمع العراقيين المخالفين لها لكي تشرد وتغتصب و تقتل وتأسر وتذهب بأسراها إلى السجون ثم تتفنن بتعذيبهم وتقطع رؤوسهم وترميهم جثثا في الشوارع ..؟
وكل يوم يحدث هذا ويأتي رئيسها كلما فضحت ممارسات عصاباته اللاأخلاقية لكي يكرم الفاعلين على رؤوس الأشهاد ..؟
****
وفي كل مرة يأتي الإعلام ليقول لنا بشكل توافقي غريب قام مسلحون يرتدون زي الشرطة العراقية ويستخدمون سياراتها ..بالهجوم على كذا وقتل كذا واختطاف كذا وهكذا.تتساءل لماذا لايقولون قامت الشرطة العراقية ؟
الله وحده يعلم
من الذي علمهم أن يقولوا هذه الصيغة ؟
الله أعلم
ألا ترى كيف يفعلون .. ؟
بالله عليك لو قدر لك أن تقسم المنازل في الآخرة بين هؤلاء وبين عصابة الصهاينة أين ستضع هؤلاء وأين ستضع هؤلاء ؟
وماذا ستقول عن هؤلاء وماذا ستقول عن هؤلاء ؟
ثم ألا يستحق الصهاينة بكل ما يفعلونه من فواحش وقتل وتدمير وحصاروماينشرونه من رعب في أوساط الفلسطينيين ألا يستحقون نسبةً إلى هؤلاء الوحوش أن تصلي وتسلم عليهم وتدعو لهم بالرضوان ؟
***
هل سمعت بأن أنا سا يعذبون ويقتلون لأن اسماءهم هي ابوبكر وعمر ..؟
هل سمعت بأن توأما أحدهما عمر والآخر علي يترافقان في دراستهما من أول العمر ثم تأتي دولة العصابات الصفوية لتحرم على عمر الخروج إلى المدرسة مع شقيقه علي .. وتبقيه في بيته حتى لا يعذب ويلقى بجثته في الشارع وهو لم يبلغ الخامسة عشرة بعد ؟
هل سمعت بأنه خلال أسبوع واحد تم رصد تعذيب وقتل واحد وعشرين شخصا من الذين شاءت لهم أقدارهم أن تكون أسماؤهم عمرا ..؟
أجل تعذيبهم أولا في سجون وزارة الداخلية الصفوية وبمعدات كهربائية من معدات صولاغ وورثته الحديثة كماتعلم ..ثم رميهم جثثا في الشوارع .. وهكذا تستمر الطاحونة المرعبة يا أستاذي ..
وهل سمعت ذلك الصفوي صولاغ ذات يوم حينماانفضحت بعض حقائق فظائعه فخرج علينا على ملإ من الناس مع بعض وحوشه البشرية الملعونة ليقول ماهذا التهويل هم كلهم الذين عذبوافي الوزارة سبعة .. فقط سبعة ..!!
***
هؤلاء هم الذين تبشرنا بهم أحداث صعدة وليس الذين يسجدون على حجرمن الإثني عشرية .. وهؤلاء هم من يؤججون نارها .. أما غير ذلك فلا شيئ ومرة أخرى أحب لك أن تعلم أن مطالب متمردي صعدة كلها مجابة من قبل الدولة المطالب المعلنة على لسان الأستاذ حسن محمدزيد .. ولكنهم غير مالكي أمرهم .. كي يسلموا أنفسهم..
ومعارضتنا غير مالكة أمرها كي تقوم بالتوسط لإبرام صفقة كهذه .. ترضي الله والناس ولكنهم مكلفون بتأجيج نار الفتنة من خلال الأكاذيب وحملات معاضد الحر ب التي يبعث بها السادة الكبار من واشنطن وقم .. بعد أن رأوا أن الحسم العسكري أصبح قاب قوسين أو أدنى ..
سيدي الكريم ..
أما موضوع التوريث فلا أظنه في حال كهذه موضع اهتمام الرئيس أو غيره من أقطاب الحكم وإن كان هو أحد وسائل المعارضة في الإثارة فمارأيك أن نتبني أنا وأنت مشروعا لخاتمة سعيدة للحكم في اليمن يخرج الناس من حالة التشرذم والتمترس والمناكفات ؟
مشروع فيما أحسب هو أصلح وأرجى ثوابا عند الله ..
سأحدثك عنه .. لا حقا ..وإلى لقاء ..