أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة تحركات يمنية لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتكليف بوضع خطة التعافي
بمجرد صدور دعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إلى عقد مؤتمر دولي في لندن أواخر شهر يناير 2010 لمكافحة الإرهاب رحبت السلطة اليمنية بالحضور بل وتهافتت بتحسين صورة المؤتمر وهدافه ومراميه وتلقف إعلام الرسمي الدعوة وطبل وزمر وكأن المؤتمر حل نزل من السماء لمشاكل اليمن المتوالدة، ولم تحتج السلطة على تصريحات براون المصاحبة للدعوة عندما قال : إن اليمن أصبح حاضنا وملاذا آمنا للإرهاب، وإنه يشكل خطرا على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي" ، رغم أن أي مبتدئ في التحليل السياسي سواء خبر شؤون اليمن أم جهلها سيقول إن هذه الدعوة ومفردات الخطاب تعني فتح باب الوصاية الأمريكية والأطلسية ليس لمحاربة القاعدة كما هو معلن بل لجعل البلاد قاعدة عسكرية جديدة.
منذ زمن طويل واليمن بموقعها الاستراتيجي تغري الكثير من القوى الإقليمية والدولية وكل قوة تبحث عن المبررات المقنعة ليكون لها موطئ قدم في ذلك البلد الذي استعصى على كل أنواع الاستعمار وحتى بعض الجيران الذين تتفق سياساتهم مع تلك القوى يعملون بضمير مستتر وغائب لجعل جارهم بلدا ضعيفا ممزقا وحيطا واطيا ، وذلك برأيي استخفاف بالسلم الاجتماعي والذي في حال انهياره ستصل شظاياه حارقة وموجعة إلى المحيط الإقليمي وعندما تصبح اليمن دولة فاشلة كأفغانستان فلاشك بأن السعودية ستكون باكستان جديدة.
لم تحرك الإدارة الأمريكية الجديدة التي تفاءل العرب بمقدمها ساكنا إزاء الحرب المستمرة في محافظة صعدة وما جاورها والتي أحرقت الأخضر واليابس ومزقت معها أجساد نساء وأطفال أبرياء واستعمل فيها كل أنواع الأسلحة بما فيها الفسفورية المحرمة بل كانت هذه الحرب بالنسبة للسياسة الأمريكية شأن داخلي حتى وإن أخذت طابعا إقليميا والدعم الإيراني للحوثيين لم يتأكد منه الأمريكيون رغم قوتهم الاستخباراية وأساطيلهم الرابضة في البحر العربي والبحر الأحمر ولم يروا أبدا التحركات الإيرانية المريبة في ميناء عصب الأرتيري وميناء ميدي اليمني ، أما القمع الذي تتعرض له المظاهرات السلمية في المحافظات الجنوبية فتقول التقارير الأمريكية والأطلسية أنها تحدث في بلاد واق الواق ولا تعنيهم في شيء وحتى القمع الذي تتعرض له الصحافة اليمنية وآخرها العنف الذي مارسته السلطة على صحيفة الأيام رغم أن صحافيها وموظفيها مارسوا حقهم الدستوري في الاعتصام داخل مبنى الصحيفة للمطالبة برفع الحظر عن صحيفتهم الموقوفة منذ ثمانية أشهر ، لم تتحرك الإدارة الأمريكية ومنظماتها المدافعة عن حقوق الإنسان وعن الحق في التعبير وحرية الصحافة لتمارس ضغطها على النظام اليمني لكن يبدو أنها غضت الطرف ليغرق النظام أكثر فأكثر في استعداء مواطنيه ثم تأتي أمريكا وحلفائها ليمدوا له طوق النجاة وهذا ما نلحظه اليوم.
حرب الغد التي يستعد الأمريكيون لها في اليمن ستكون وبالا عليهم بلا أدنى شك لأن تنظيم القاعدة الذي يوجد عدد من عناصره في بعض المحافظات سيزداد نفوذه بحكم التعاطف الشعبي وموجات الكره المتأصلة ضد أمريكا وسياساتها وسيزداد الكره أيضا للنظام اليمني الذي بدأ يحاكي النظام القائم في أفغانستان ظنا منه أن اللجوء إلى الخارج سيحميه من شعبه الذي كثيرا ما وصفه برؤس الثعابين.
الإدارة الأمريكية زادت حجم مساعداتها للنظام اليمني من 70 مليون دولار إلى الضعف وذلك ليس بهدف محاربة الفقر وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل الذين تبلغ نسبتهم 35 % بل لمحاربة تنظيم القاعدة وكان الأجدر بالرئيس باراك أوباما أن يقف إلى جانب اليمنيين ويكسب قلوبهم وعقولهم ويخفف من وطأة المعاناة والفساد والتهميش الذي ينغص حياتهم من خلال الضغط على النظام القائم ليحدث إصلاحات ديمقراطية حقيقة ويفتح نوافذ الحوار وأبوابه أمام المعارضين لسياساته سواء المعارضة السلمية أو المسلحة لأن ذلك هو الطريق الحقيقي للانتصار على القاعدة .
هناك من يقول إن فتح النوافذ والأبواب أمام رياح الولايات المتحدة وحلفائها لتكون اليمن قاعدة عسكرية جديدة في الجزيرة العربية يأتي بمقابل الحصول على دعم من كل نوع لمواجهة الانفصاليين في الجنوب والحوثيين في الشمال وذلك إن صح فإنه يعد نوعا من السير نحو مستقبل مظلم ، وعلى الرئيس اليمني أن يستخدم دهاءه المعهود وحكمته لحل المشاكل التي تعصف بالبلاد وأن يدعو الحراك الجنوبي للدخول في الحوار ومناقشة مطالبه التي لن يكون الانفصال من بينها كما دعا تنظيم القاعدة والحوثيين إلى الحوار وإلقاء السلاح فمازال في الوقت متسعا ليكون زعيما حقيقيا يتعامل مع أفراد شعبه على قدم المساواة ، أما إذا أصر على المضي في خياراته العسكرية والمعالجات الأمنية فإن النتائج ستكون أسوأ من المقدمات وحينها لن تفيد المؤتمرات الدولية ولا حتى العربية للملمة شتات ما يتبعثر ولا نريد ولا نتمنى أن يسجل التاريخ أن من وحد اليمن هو نفسه من فرقها وأن يتحول اليمن إلى صومال أو عراق جديد، ولا يحلم اليمنيون سواء كانت أحلام نوم أم يقظة أن يكون في بلادهم حامد كرزاي أو سياد بري جديد.
M_HEMYARI_Y@YAHOO.COM