إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية بسبب موقف ترامب وهاريس من غزة.. الناخب المسلم أمام خيارين ''كلاهما مُر''
لعل المرء يتساءل ماذا بقي من مبررات أمام صالح حتى يدعي بأحقيته وشرعيته بالبقاء في الحكم؟ كان صالح في كل جمعة ومناسبة يخرج أمام أنصاره بصنعاء, ويدعو إلى احترام الشرعية الدستورية والعمل بمقتضاها, فهاهي الشرعية الدستورية أفقدته صلاحيته وشرعيته كرئيس للدولة, من خلال المادة 116 «في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولى مهام الرئيس مؤقتا نائب الرئيس لمدة لا تزيد عن الستين يوما من تاريخ خلو منصب الرئيس ... الخ».
فهاهي الستين يوما كما رأينا مرت دون أن يكون صالح قادرا على أداء مهامه كرئيس للبلاد, إذا فلماذا لا تجرى انتخابات رئاسية جديدة بحسب المادة 116 نفسها؟, ولماذا لا يزال صالح محتفظا بصفته رئيسا للبلاد؟
لقد كان صالح قبل الثورة كثيرا ما يدعي أمام أنصاره ومعارضيه على السواء, بأنه وصل للحكم عن طريق الشعب الذي أوصله واختاره عن طريق صناديق الاقتراع. وكثيرًا ما كان يدعي أيضا بأن الشعب هو مصدر السلطة ومالكها الحقيقي. فهذا خطاب جميل أن يصدر عن حاكم عربي, ولكن الكارثة والأسوأ من ذلك هو عدم احترام الرئيس صالح لما يقوله بالأمس أمام شعبه..
فإذا كان صالح وصل للحكم عن طريق الشعب, فهاهو الشعب خرج عن بكرة أبيه في 17 محافظة, وعلى مدى ستة شهور يطالبون برحيل النظام ورحيل صالح الذي أوصلوه للحكم, إذًا فلماذا لا يحترم مطالب هذا الشعب مثلما احترم خياراته الانتخابية التي أوصلته للحكم بحسب ادعائه؟
صالح وبعد ثلاثة عقود من حكمه, لم يفلح إلا في التناقض مع نفسه, وفي كثرة أكاذيبه وعدم تنفيذه لوعوده, وكذا التضخيم من حجم مشكلات البلاد, بغرض تلقي الدعم الخارجي, وأيضا وصفه لليمن بأنها قنبلة موقوتة. رؤساء العالم يتباهون بالانجازات والإصلاحات التي ادخلوها لبلدانهم أثناء حكمهم, بينما صاحبنا صالح يأتي في آخر أيام حكمه ليبشرنا بإنجازه «اليمن قنبلة موقوتة», الله عليك, وهل يعرف من السبب في جعل اليمن قنبلة؟؟ أم ماذا تعني لنا بأن اليمن قنبلة؟ ببساطة تلك القنبلة هي خاتمة انجازات صالح لليمن بعد القاعدة والحوثي والحراك, وفقدان الأمن والفقر والبطالة والأمية.. ومع ذلك الرجل لا يزال يريد البقاء رئيسًا..
أخيرا, المادة 116 تقول لصالح: حكمك انتهى شرعيا ودستوريا. وكذا المظاهرات والاعتصامات الشعبية تقول لصالح: حكمك انتهى شعبيا. إذا ماذا تبقى أمام الرجل من مبررات حتى يتشبث بالسلطة؟
إن عدم احترام صالح لهاذين الخيارين دليل على استخفافه بعقلية ومشاعر المواطن اليمني. ويجب التحذير هنا من عواقب ذلك الاستخفاف والتقليل من قيمة المواطن وما يطمح إليه؛ لأن الصبر, لاشك, قد بدا ينفذ من المواطن اليمني بعد ثلاثة عقود من سياسة الكبت والقهر, وبعد ستة شهور من وجوده في الساحات متحملا حرارة النهار وبرد الليل.
إن عدم الاستعجال في الحسم بخصوص نقل السلطة, ورحيل النظام, قد يؤدي بالشعب إلى حرب طاحنة, خصوصا بعد التأكد من انتهاء حكم صالح دستوريا. نحن نضع أيدينا على قلوبنا وأنفاسنا محبوسة, خوفا مما تخبيه الأيام القادمة لليمن, ونرجو من الله أن يكون في ذلك خير لليمن..