لو استمرت مفاوضات موفنبيك الدائرة حالياً بين ممثل الحوثيين من جانب وبين بقية القوى السياسية الأخرى من جانب آخر لعشرة سنوات قادمة فلا يمكن أن يتفقوا وحتى لو اتفقوا مع الحوثيين فسيكون إتفاق هش وسيسقط في أول إختبار وذلك للأسباب التالية:
1- الحوثي له هدف واحد هو حكم اليمن كاملاً بمحافظاته ال22 مستنداً لدعم إيراني وأمريكي وروسي وإسرائيلي والتنسيق الأمريكي الحوثي أعلنه الساسة الأمريكان وعلى رأسهم الرئيس أوباما.
2-هدف الحوثييون ومن ورائهم إيران وأمريكا (اللاعبان الرئيسيان) ليس السيطرة على اليمن فقط بل على كل دول الخليج وهذا ما يؤكده قادة إيران ليل نهار في كل قنواتهم الفضائية والهدف المعلن هو مكافحة الإرهاب والهدف الخفي هو السيطرة على منابع النفط والتحكم في أسعاره وبالتالي التحكم فى الإقتصاد العالمي.
3-الأطراف السياسية تتفاوض مع الحوثي وهذا خطأ كبير ويجب التفاوض مع اللاعبان االرئيسيان وهما أمريكا وإيران والحوثي هو الطرف الأضعف في المعادلة وينفذ الأوامر فقط.
4-الرئيس السابق جزء من المخطط ولكن الأطراف الدولية أصبحت لا تثق فيه وهو فقط يريد أن يرجع إلى السلطة بأي طريقة إما بشكل مباشر أو عن طريق إبنه ليكون الإبن في الصورة والحاكم الفعلي سيكون الرئيس السابق وهذا حلم لا أعتقد أن الحوثي ومن ورائه الأطراف الدولية سيقبلون به.
5-الحوثيون مستميتين لدخول مأرب وحضرموت للسيطرة على منابع النفط وإيجاد أرضية تمكنهم من دخول المملكة ومن ثم إلى بقية الدول الأخرى ولتحكم قبضة الكماشة عندما تتصل القوات الإيرانية الحوثية في اليمن مع نظيراتها في العراق مروراً بالأراضي السعودية.
6- القوى السياسية تتفاوض مع الحوثيين وفي نفس الوقت يرسل الحوثيون قواتهم إلى عدن وحضرموت ومأرب للسيطرة عليها لأن عامل الوقت ليس في صالحهم وسيستفيق المتحاورون وقد أصبحت اليمن كلها في قبضتهم بمساعدة قوات الحرس الجمهوري الذي يأتمر حتى يومنا هذا بأوامر الرئيس السابق.
هذا هو المخطط ولا يهم أمريكا سوى السيطرة على نفط اليمن والخليج رافعة شعارها الكاذب وهو محاربة الإرهاب حتى لو تمزقت اليمن ودول الخليج إلى مائة جزء وحتى لو كان الضحايا مئات الألوف (كما يحدث في سوريا والعراق) فأمريكا وإيران لا يهمهم قيم ولا مباديء بقدر ما يهمها مصالحها الأنانية وإيران لها مصلحة أخرى وهى نشر مبادئها الشيعية في كل المنطقة.
فهل سيعقل سياسيوا موفنبيك ويتحركون ولو لمرة واحدة في الإتجاه الصحيح؟؟؟