آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

عن الإرهاب والتطرف
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و 28 يوماً
الخميس 28 يوليو-تموز 2016 12:17 م

المرشد الروحي للجيش الإسرائيلي الحاخام إيال كريم يقول إنه يجوز للجندي الإسرائيلي أن يغتصب نساء «الأغيار»، غير اليهوديات، من أجل ألا يعاني من الكبت الذي يقلل لياقته القتالية، ويؤثر على معنوياته.

هذا الحاخام يجيز قتل الأسرى، وهي جريمة حرب في كل القوانين الدولية، ويعلل لذلك بقوله «لا يمكن التعامل مع منفذي العمليات كبشر، كل من يشفق على المتوحشين سيصبح متوحشًا»، أي أن الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي ينزع عن «منفذي العمليات» آدميتهم ليتم النظر إليهم على أساس أنهم لا شيء لتتم تصفيتهم براحة ضمير، وهذا ما يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد من يحملون السكاكين بين الفلسطينيين.

ويزيد كريم في توحشه العنصري ضد العرب وغير اليهود بشكل عام بتأكيده على أن «معاملة غير اليهودي مثل اليهودي وإعطاءه الحقوق نفسها التي لليهودي مخالفة صريحة للتعاليم التلمودية».

أما الأب الروحي لحركة «شاس» الإسرائيلية وحاخام إسرائيل الأكبر عوفاديا يوسف، فيحرم بيع العقارات أو تأجيرها للعرب، وهو صاحب الفتوى في تحريم «تأجير الشقق للطلبة الفلسطينيين، داخل الخط الأخضر»، الأمر الذي عانى منه الطلبة من فلسطينيي 1948 أشد المعاناة، مع أنهم يعتبرون من مواطني دولة إسرائيل. الحاخام يوسف هو صاحب الفتوى المعروفة بوجوب طرد «الفلسطينيين» الأغيار إلى المملكة العربية السعودية، لأنه «لا يجوز أن يسكن في أرض إسرائيل إلا شعب إسرائيل». وهو الذي أفتى بعدم جواز بيع الأعضاء البشرية اليهودية، لأن «أجساد اليهود مقدسة».

المشكلة أن ما سبق من أقوال صادرة عن مراجع دينية كبيرة في دولة الاحتلال الإسرائيلي. والمشكلة الأكبر ربما لا تكون في الحاخامات أنفسهم، بل في كثير من «النصوص المقدسة» في التوراة والتلمود التي يبني عليها يوسف وكريم وأضرابهما مقولاتهم الدينية.

ومع ذلك، فكل تلك الأقوال لا تسلط عليها الأضواء، ولا يقول أحد إنها الأقوال المؤسسة لعنف المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وإنها هي التي تعطي المستوطنين التبرير الديني لأعمالهم اليومية المهينة للفلسطينيين، وإنها السبب في توحش جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في حروبه الاستئصالية ضد غزة.

الإعلام العالمي عادة يغض الطرف عن أقوال هؤلاء الحاخامات المتطرفين، لكنه يبرز كل ما يمكن أن يصدر عن أشخاص لا يمثلون مرجعية دينية عند المسلمين، فيركز على أن الشيخ الفلاني يحرم لعبة البوكيمون، وأن الآخر يدعو إلى «السيطرة على الغرب الكافر»، مع أن أغلب هذه الأقوال لا تصدر عن مراجع إسلامية في حجم الحاخامين يوسف وكريم.

الإعلام العالمي مشغول بقضايا الإرهاب الذي لم يحدد له توصيف دولي يسهل عملية محاكمة هذا الإرهاب من أي دين أو حضارة أو بلد كان. هذا الإعلام منشغل بأقوال أيمن الظواهري والبغدادي، وإبرازها في عناوين الصحافة ونشرات الأخبار، على أساس أنهما ممثلا المسلمين، من أجل حصر الإرهاب في المسلمين.

وهذا الإعلام يركز على ديانة «الإرهابي» عندما يكون مسلماً، لكنه لا يركز على ديانة الضحية، عندما يكون الإسلام دين الضحايا، وقد عرف الملايين ديانة منفذ هجوم ميونخ الأخير الإيراني المسلم علي سنبلي، لكن تلك الملايين تجهل حقيقة أن معظم ضحايا الهجوم كانوا من المسلمين.

والهدف من عمليات «المنتجة» تلك هو أن نصل إلى المعادلة التي يراد لها أن تكرس عالمياً، وهي أن الإرهابي هو المسلم، والضحية يعني بالضرورة غير المسلم، أو أن الإسلام هو دين الإرهابيين، بينما الديانات الأخرى هي ديانات الضحايا. لكن منتج هذه الصورة المفبركة لا يلتفت إلى أن معظم ضحايا الإرهاب هم من المسلمين، وأن أبشع العمليات الإرهابية قامت بها دول غير إسلامية تملك كل وسائل إرهاب الدولة الذي تمارسه بأغطية دولية فصلتها هذه الدول على مقاساتها.

لا نريد أن ندافع عن متطرفينا، ، ولسنا معنيين بالاصطفاف مع نصر الله والظواهري وقاسم سليماني والخليفة البغدادي. لكن أياً من المتطرفين المسلمين، مهما بلغ به تطرفه، لا يمكن أن يبلغ ما بلغه الحاخام كريم من تطرف وعنصرية وضمور دماغ.

قد يقول قائل إن الأقوال المتطرفة للأصوليين اليهود هي مجرد كلام نظري لا يتحول إلى واقع عملي، كما هو الحال لدى المتطرفين المسلمين الذين يحزون الرقاب، ويفجرون المنشآت، ويستهدفون المدنيين. وهذا الكلام صحيح في ظاهره، لكنه فاسد في التدقيق. وصحته الظاهرية تركن إلى أننا تعودنا على حصر الإرهاب في الأحزمة الناسفة، غير مدركين أن إرهاب الدولة يقتل أضعاف الأعداد التي يقتلها إرهابيو الأحزمة الناسفة.

كل الأعمال الإرهابية يجب أن تكون مدانة، لكن التركيز على العمل الإرهابي عندما يضرب باريس أو ميونخ أو بروكسل مثلاً ، وتجاهل هذا العمل عندما يضرب عدن، أو بغداد أو اسطنبول على سبيل المثال هو نوع من الانتقائية، التي تخفي وراءها ما يمكن أن يشم من ورائه رائحة تمييز بين ضحايا الإرهاب، على أساس العرق أو الجغرافيا أو الدين.

لكي نكون منصفين يجب أن ندين جميع الإرهابيين – دولاً كانوا أم أشخاصاً- من أي دين، وأن نتضامن مع جميع ضحايا الإرهاب من أية ملة كانوا.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
سوريا : ليس دفاعاً عن المكوّعين ولكن…
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سيف الحاضري
السودان ومعركة الوعي: انتصارات الجيش السوداني وانهيار إمبراطورية الوهم
سيف الحاضري
كتابات
مساعد الاكسراستنزاف المنطقة
مساعد الاكسر
عبدالناصر المودعالمراكز المقدسة في اليمن
عبدالناصر المودع
د.عوض محمد يعيشوقفات مع الفكر الحوثي
د.عوض محمد يعيش
خالد الرويشانأمين الشفق !!!
خالد الرويشان
د. محمد جميحالصراري حرة
د. محمد جميح
المسلمون وفتنة السلطة والمال
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد