آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

يمن بلا قابل
بقلم/ سام عبدالله الغباري
نشر منذ: 8 سنوات و 9 أشهر و 4 أيام
السبت 21 مايو 2016 05:17 م
 في اليمن مدينة إسمها "ذمار" ، هي هكذا.. يموت كل شيء جميل فيها ، لقي شيخها البطل عبدالكريم ذعفان مصيره المؤسف على يد قاتل مغرور وطليق قبل أربعة أعوام ، وبرغم موقف أنجاله المخجل من الإمامية السلالية والحوثية التي ظل الفقيد الكبير يقارعها بقوة وإيمان إلا أني سأظل أردد أن ذلك العِـرق الحُـر في صُـلب "ذعفان" لن ينتكس مهما كانت تحدياته وآلامه .
- هي الذكرى الأولى أيضاً لإستشهاد الملائكة الأنقياء في جبل هران الذي شهد معركة التحرير الوطنية لمن كانوا يُـسمون "الجنبيين" على قوى الإمامة الغادرة قبل سبعمائة عام ، والذكرى السادسة والعشرين للوحدة اليمنية ، وبين ذكرى الشهادة والوحدة يُـبعث إسم الصحفي العظيم عبدالله قابل ، ورفيقه الشهيد يوسف العيزري إلى الحياة ، وتظهر إرادة الجيل الذي أنجبته الوحدة مسفوحاً على جنبات المعركة الأطهر في تاريخ اليمن القديم والمعاصر ، وبدمهما العزيز تتطهر آثام الجبناء الذين بقوا في المدينة يداهنون الحوثيين ويرضخون لعارهم المقدس.
- قابل والعيزري أكثر رجولة من كل الفحول الذين كانوا يتبخترون كالدمى الفارغة في شوارع آزال ، وجاء صعاليك صعدة لينزعوا شرفهم وعارهم ، وكبريائهم ويقتلوا أولادهم ويلاحقونهم في كل شارع ، ويقتحموا بيوتهم ويفجروا منازلهم دون أن ينبسوا ببنت شفه !.
- هي الذكرى الأولى للبكاء الذي تمزق من عينيّ ، للقهر الذي جعلني أفقد أعز صديقين ، وأغلى صاحبين ، وأجمل حبيبين .. ذكرى الخلود الذي كان هاجس الفقيد "قابل" ، وذكرى البطولة والشرف ، وقد صارت هذه القيم العزيزة مفقودة بعد تفسخ جيل التفاهة وصعوده إلى الأنانية المفرطة ، وفقدانه للتاريخ والقراءات المكثفة لوطن لم يتنفس يوماً إلا بجمهوريته الخالدة التي إنتزعها اليمنيون من فم الظالمين .
- عبدالملك الحوثي اليوم صار آخر المجرمين ، انه عندما يموت فإن العصور الوسطى لليمن تكون قد بلغت نهايتها ، إنه الجبان الذي يظهر في قنوات التلفزيون بعيداً عن معركة الحرب التي تطير فيها رؤوس رفاقه وأنصاره الحمقى ، يخشى حياته المُـدللة ، وهو الوحيد الذي وجّه عناصره الإجرامية بإقتياد "قابل والعيزري" إلى مخزن الأسلحة في متنزه "هران" الذي تحول إلى معتقل رهيب لإخفاء الجرائم وتصفية الشهود ، وهناك قضى الشهيدين نحبهما ، وظل قابل يُـصارع الموت لأسبوع تحت أنقاض المبنى بعد انفجاره بغارة جوية من قوات التحالف العربي ، ولم يتمكن أحدٌ من إنقاذه ، وكانت الدود تأكل جيف الحوثيين التي قضت تحت حِمم القصف ، وخرج قابل والعيزري كالملائكة صامتيّـن ، وهناك تداعى عشرات الآلاف لتوديع الشهيدين البريئين إلى مثواهما الأخير .
- من بقي في ذمار ؟! ، الأحرار هربوا إلى مأرب بعد هزيمة ظالمة على يد باغٍ متكبر ، ومن عرش بلقيس أعادوا لسبأ ألقه ، وهم على تخوم ذمار الآن بقيادة خمسة الآف فارس ينتظرون إشارة الفتح .
- الشجعان ماتوا ، ومن بقي منهم إنصهر مع جيش البطولة والفداء في مأرب والجوف ونهم ، يتوزعون في جبهات المعارك للمشاركة في بطولة خالدة سيذكرها العالم لألف عام مُـقبلة ، معركة "فتح صنعاء" ، التي ستأتيها كل القبائل والعرب من على جبالها ، سيدخلونها كما دخل الصحابة مكة من أبوابها السبعة ، ولصنعاء سبعة أبواب أيضاً ، ولجنة الله كذلك ، مفتاحنا إلى النصر هو القلم المكسور على جبل هران ، ولم يكن قلماً بل دمٌ وروح ، دم قابل و روح العيزري ، دم الشهداء الذين يقاومون في البيضاء ومأرب والجوف ونهم وأرحب ، دم الخالدين الذين يُـقاتلون الخوارج البغاة ، بمثل السيف الذي إستلوه على أبرياء دماج ونساءهم وأطفالهم الضعفاء .
- سنعود كما يعود الحصان البري إلى موطنه وغابته ، اليمن موئلنا ومصيرنا ، مِـلكنا وحق كل قحطاني أبيّ ، وإلى النصر الذي أراه يلوح في أفق صنعاء سأجدكم يا كل أصدقائي ، وسأهنأ بزيارة الشهيدين العظيمين مع كل الأسرى والمختطفين والمظلومين والصحابة والأحرار والمقاتلين الذين تصدوا لهمجية السلاليين الدامية ، وفوق صنعاء بيرق النصر والسلام والمستقبل .. إني أرى صنعاء في عينيّ قابل والعيزري .. هل ترونها أيضاً ؟
.. وإلى لقاء يتجدد 
د. محمد جميحنبي في السوق
د. محمد جميح
مشاهدة المزيد