|
على ضفاف نهر الواقع يرسو قارب النداء القادم من اعماق قلوبنا الصامتة عن كل شئ إلا عن تلك التنهيدة التي تشرع بالحرب الأولى لسلسلة حروب داخلية تعيشها قلوبنا بين السلم تارة والهدنة تارة أخرى
انحصرنا في مربع ذكريات حزينة لسنوات طوال على وقع أقدام اليأس الذي لا يملك بابا كما البعض يعتقد ، نرسم على محيانا ابتسامة ساخرة كمن يضع قبلة على جبين ميت معتقدا بذلك انه سيعود
تبدو على اوطاننا الداخلية اشكال استعمار كالبلدان تماما ، في الكيان اشد انواع الاستعمار يرينا العذاب على فرقة الاوطان ويزرع فينا خنجر ألم ومشنقة تلتف على كلماتنا لتلفظ آخر انفاسها من الوجود وترحل
لا نعي ما نحن فيه إلا أن رحيل شتاء هذا العام الذي اختلط برحيل ارواح فارقتنا ربما دون عودة دون ذكرى دون امل في اللقاء او حتى نبرة صوت على مرافئ الانتظار المملة ، كان الرحيل موجع وعادت ايام ترسم شبح الخوف على وجوهنا كاطفال فاجأتهم عاصفة غيرت مجرى مخطط العابهم تماما
نحيا دون انتظار .. نترقب الرحيل عن ذواتنا احيانا وعن واقعنا احيانا اخرى ، نرسم الأمل على تراب داسته اقدام العابثين برؤى الحب والسلام
مع هذا كله سنعتاد قادم ايامنا تغير مواعيد كثيرة سيتحول الليل إلى نهار وسيعلن القمر ملازمته لنا دائما يستنير العقل في رمضان وبقدومه تتحقق أمنيات كثيرة كأن ترتقي الروح من براثين الأيام المملة ، وتتخلل الارواح نسائم ربانية من شأنها أن تسد الفراغ الذي يعترينا .. فترتقي الروح لتملأ الجسد هدوء وطمأنينة يكاد يقارب هدوء الفجر إلا عن اصوات تلك العصافير المغردة
ربانية هذا الشهر المبارك ستمنحنا القوة لنتخلص من ذكرياتنا الحزينة ونستعيد عافية أرواحنا ونترفع عن كل من آذا وحدتنا الداخلية
سنجدد النبض في ذواتنا ونتعمد النسيان ونحلم احلاما بحجم السماء ، سنطلق العنان لخيالنا ليبدأ رحلة تحرر من كل شئ يؤلمنا ونمضي في طريق تطمئن به ارواحنا وتسكن اليه ذواتنا
سنتغير كثيرا مع هذا الموعد الروحاني الرباني الجليل ، سنطرق ابواب السماء بدعوات خافتة وامنيات جميلة وبقايا تمتمات لا يسمعها احد سوى الذي يسمع دبيب النمل ويزجي السحاب.
في الأحد 21 مايو 2017 02:57:52 م