بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين رئيس مجلس القيادة يطلع على خطة استئناف جلسات مجلس النواب عصابة نسائية متخصصة في الإبتزاز والنصب تقع في قبضة الأجهزة الأمنية بنوك صنعاء على حافة الكارثة.. اندلاع مواجهات مسلحة ومحاولة لاقتحام احد البنوك بالقوة تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه
من قلب الأجواء المحتقنة وسيناريوهات المواجهة والحسم بقوة السلاح والحديد والنار ومن فوهة بركان العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الثائرة الأخرى عدن ، تعز ، الحديدة ، إب ، مارب ، شبوة ،الضالع ،أبين وغيرها من المحافظات التي تكونت فيها ساحات الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومن قلب حمم المواجهة والقتل والدمار وسقوط الشهداء " 2000" شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والمخفيين وخدمات متوقفة واليمن غارقة في الظلام لا كهرباء ولا ماء ولا بترول والمدن مقطعة الأوصال وأولها العاصمة صنعاء جاءت " المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية" واستخدم المجتمعان الإقليمي والدولي أعلى درجات الضغوط لمنع الانفجار بالترغيب والترهيب .
وحفظت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مصالح جميع الأطراف خروج مرن وسهل بدون أي مقابل وكلفة يتم دفعها سوى القبول بالتخلي عن الحكم مقابل الحفاظ على الأرواح والأموال من خلال حصانة منحت كان يفترض اعتبارها طوق نجاة لحكام الأمس بلا استثناء سواء كانوا في مربع ثورة الشباب أو في المربع المضاد لها والمستعد للانقضاض عليها في الأخير كانوا من حكام الأمس والحصانة شملت الجميع.
هكذا انتقلت اليمن في ظل قيادة جديدة "رئيس جديد توافقي منتخب وحكومة بالنص بين قوى ساندت الثورة الشبابية الشعبية السلمية والقوى المناهضة للثورة " إلى هنا كان يفترض أن يبوس قادة القوى المتصارعة أكفهم " ظهر وقفا" فقد تحولت الثورة والتضحيات والدماء والشهداء والجرحى ومواجهة الرصاص والمصفحات بصدور عارية إلى " أزمة" وجرى التعامل على أساس المقايضة تسليم السلطة مقابل الحصانة وبقاء الأرواح والأموال.
فقد كان متوقعاً أن نموذج اللا حسم والبقاء في مربع التسوية أن الصراع سيأخذ أشكالاً أخرى وسيجري بناء تحالفات جديدة تجعل الصراع مستمراً بأدوات جديدة فكانت الاعتداءات المستمرة على الكهرباء وأنابيب النفط والغاز وزيادة الإختلالات الأمنية والإرباك الاقتصادي واستخدام الإعلام والإشاعات والترويج والحديث عن " توريث جديد" واستهداف الهرم القيادي ابتداءً من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي مروراً بطاقمه العسكري والأمني وصنع الإرباك وترويج الإخفاقات بل صنعها من العدم.
والهدف النهائي هو إفشال المرحلة الانتقالية بما في ذلك إفشال الحوار الوطني رافعة المرحلة الانتقالية وجعل المشهد السياسي اليمني ومجريات أحداثه غير مفهومة مألاته ولا واضحة مساراته وهذا هو بالضبط ما تريده القوى التي قبلت بالتوافق على مضض أو مكرهة لتعتبر نفسها في " استراحة محارب" تتحين الفرصة عند أي منعطف حاد لتضرب ضربتها القاضية كما حصل في مراحل ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الماضي عندما انقضت القوة الرافضة للتغيير والمعادية للثورة اليمنية "سبتمبر وأكتوبر "على مضمون التغيير ومضمون الثورة فكانت المصالحة بين الجمهوريين والملكيين بداية لتغيير تحالفات السياسة والقوة والمال ليجري الإجهاز على مضمون التغيير وجمدت أهداف الثورة بإقصاء القوى الاجتماعية الحاملة لمشروع التغيير الثوري فكانت حركة 5 نوفمبر 67م ثم أحداث أغسطس 68م المشئومة ثم مقتل إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي " سالمين" ذروة الانقضاض على مضمون الثورة والتغيير.
وجاءت وحدة 22 مايو 90م كحاصل دمج مشروعين متناقضين كان يفترض أن ينتج عنه مشروعاً جديداً مختلفاً وعندما تخلق هذا المشروع في" وثيقة العهد والإتفاق" تم الالتفاف عليها قبل أن يجف حبر كتابتها والتوقيع عليها فجرى الانقضاض على مشروع التغيير الذي كانت تتوخاه الوحدة اليمنية بحرب صيف 94م المشئومة الغادرة التي غدرت ليس بالجنوب وحده وإنما باليمن كلها كونها أنتجت وضعا سار باتجاه الانقضاض على كل شيء بعد أن حول الحكم والاقتصاد " قوة السلاح والمال " إلى مشروع قبلي ثم عائلي ضيق
وحتى لا يتكرر المشهد أو السيناريو بأساليب وأدوات تناسب الوضع والظرف محلياً وإقليمياً ودولياً فقد كان تغيير التحالفات السياسية والإقتصادية والبحث عن مصالح اقتصادية وراء انتقال قوى مؤثرة وفاعلة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من مربعات الولاء القوي والشديد للثورة اليمنية "سبتمبر وأكتوبر " والتغيير باتجاه تغيير قوى الحكم السياسية والاجتماعية والعسكرية إلى مربعات القبول بنصف ثورة ونصف تغيير أو بتعبير أوضح بتغيير اسمي شكلي يغير الأسماء ويبقي المضمون وهو ما أوصلنا إلى الاستبداد والتوريث.
وليس خافياً على أحد أن ضرب الكهرباء وأنابيب النفط والغاز واستمرار الإختلالات الأمنية والفوضى وتوسعها الهدف منه هو النَّيل من الرئيس عبد ربه منصور هادي المنتخب بإجماع وطني ودعم إقليمي ودولي ، لماذا إذنْ يتّسع صدر الرئيس هادي لمن يريدون النَّيل منه ومن الوطن ؟ وإلى متى سيظل السكوت من قبل الفعاليات الشعبية والجماهيرية وأصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير واستكمال الثورة ؟
نفهم الاستهداف المباشر لرأس النظام رئيس الجمهورية وضرب الخدمات وصنع الإرباكات الإختلالات الأمنية المفتعلة وإنزال الإشاعات ومشاغلة وزراء في الحكومة من يريدون النجاح و"دعممه" وزراء آخرين أو عدم اكتراثهم كل هذا مفهوم يهدف إلى إفشال الرئيس عبد ربه منصور هادي والمرحلة الانتقالية.. لكن الشيء غير المفهوم هو عدم إنزال العقاب بالمخربين ومحاصرة الإختلالات الأمنية وفضح أصحابها أمام الشعب ومن ميزة المكاشفة والصراحة وفضح الذين يقفون وراء ضرب الكهرباء وأنابيب النفط والغاز والداعمين لهم والقائمين الإختلالات الأمنية الخطيرة والممولين بالمال والسلاح أنها ستجعلهم في مواجهة مباشرة الشعب ومع شباب ثائر شجاع هم وحدهم من سيتصدى للمخربين ومن يقف وراءهم.
هناك من يريد صناعة اليأس والإحباط ويسعى ليل نهار لضرب صفوف تحالف التغيير والثورة من داخل وخارج صفوف هذا التحالف تمهيداً لتوجيه الضربة القاضية وليست تجارب ستينات وسبعينات وثمانينات القرن العشرين الماضي ببعيدة عنا " حركة 5 نوفمبر 67 ، أحداث أغسطس 68، اغتيال الشهيدين إبراهيم الحمدي وسالمين حروب المناطق الوسطى والاغتيالات والمواجهات وحربي 72 و78 بين الشمال والجنوب وصولا إلى أحداث يناير 86 ثم حرب صيف 94م .
الهدف واضح والمطلوب أن يصل الشعب إلى اليأس ويكفر بما خرج من أجله سواء في فبراير 2011م أو قبل ذلك في مراحل النضال الطويلة منذ ثورة سبتمبر وأكتوبر ومعارك الدفاع عن صنعاء أو حروب التحرير ضد الاستعمار وتحقيق الاستقلال ومحاولة بناء دولة في جنوب الوطن بغض النظر أن كانت قوانينها وطريقة حكمها عادلة أو ظالمة لكنها كانت دولة.
ونلاحظ أن هناك من يريد إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف بالهجوم على كل المكاسب بدءاً من إلغاء ثورة سبتمبر وأكتوبر مروراً بتسفيه كل محطات الانتصارات وتضخيم محطات الانتكاسات فهناك من يحلم بالعودة إلى كرسي الحكم مستنداً على قاعدة الأحقية والاصطفاء أو بدعاوي الانتقام وإرضاء الذات المتضخمة أو المصابة بمرض جنون العظمة.
وأخيراً: إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي وكل المخلصين الشرفاء في هذا الوطن عليكم أن تتوقعوا الأسوأ ولكن لابد أن تضعوا نصب أعينكم أن النجاح في الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية ليس نزهة تقومون بها إنه عمل شاق ويحتاج لقوة وصلابة ومغامرة فالرجال الإستثنائيون الذين حققوا لشعوبهم النجاحات كانوا مغامرين أقوياء، فواصل أيها المناضل عبد ربه منصور هادي تجذير التغيير بقرارات قوية والشعب معك وأبداها من الجنوب اقصد قرارات تخص القضية الجنوبية تكون بمثابة الصدمة أو الصعقة التي تربك مراكز القوى التي تستهدفك وتستهدف التسوية واليمن.