مرة اخرى يسقط ضحايا ابرياء لعنجهية رجال القبيلة في بلد اللادولة، مرة اخرى نعيد نفس الاكتشاف الممل بان اليمن فعلاً ليست بدولة، اليمن مسخ سياسي يشبه بيت العنكبوت الواهي فهو اشبه بشجاجين نسجتها كيانات قبلية متعددة يعيش في وسط هذا النسيج شعب ليس له قبيلة تحميه ولا مشايخ يدافعون عن ابنائه عندما يسقطون كقرابين في اعراس شيوخ تلك القبائل...
سقط منذ يومين شابان عدنيان قتلي في زفة عرس قبلية في صنعاء، قد يبدو هذا التعبير اشبه بلوحة سيريالية خيالية فكيف يقتل من يفترض انه في حالة فرح ولكن هذا التناقض هو شرع هذا البلد السريالي العجيب. قتل الشابان بدم بارد ليواصل الموكب الفرائحي البهيج زفته على قرع طبول الهمجية والوحشية.
العجيب ان القتلة قيل انهم من حراسات مشايخ اللادولة فاحد هؤلاء المشايخ الذين ذكروا عضو في مجلس نواب اللادولة والأخر هو احد المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل لاخراج اللادولة من عنق الزجاجة الى عنق زجاجة اخرى. لا ادري على ماذا يتحاورون في صنعاء ومع من يتحاورون ولاجل من ولأجل ماذا يتحاورون؟ فغالبية المتحاورين يبحثون عن طريقة لابقاء بيت العنكبوت كما هو أي مجموعة من الكيانات القبلية الحاكمة لباقي الشعب الذي لا قبيلة له، هذا هي خلاصة مايدور في مؤتمر الحوار.
قبل خمس سنوات عندما اتهم حارس صحيفة الايام في صنعاء العبادي المرقشي بقتل احد المعتدين على دار الايام، تم القبض عليه ولفقت حوله الاتهامات وتم اخراج مسرحية المحكمة وحكم عليه بالاعدام ولايزال معتقلاً حتى اليوم فقط لانه قام بعمله على خير وجه، حتى وان كان القتيل فعلاً سقط برصاص المرقشي فمن المعتدي ومن المعتدى عليه؟ شرع غريب اليس كذلك؟
الان سنرى كم من الضغوط ستمارس على الاسرتين العدنيتين اسرة الشهيد حسن امان واسرة الشهيد خالد الخطيب من اجل عقد صلح قبلي همجي ممجوج يتم فيه استرخاص دماء الابرياء قرباناً لارباب القبائل بدون ادنى اعتبار لمشاعر الاسرتين وفداحة المصاب الجلل في غياب كامل للادولة...
ولكن الاسر العدنية والمجتمع العدني الجنوبي المدني لن يقففوا ساكتين منتظرين دية قتلاهم ولا مساومات مشايخ السوء، عناكب اللادولة، بل لن يرضوا الا بماترتضيه الاسرتين و بما يخفف بعضاً من مصابهم...
رحم الله الشهيدين الشابين حسن جعفر امان وخالد الخطيب رحمةً واسعة واسكنهما فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.