حياة هادي في خطر ولطمة الحوثي قد تكون قاتلة
بقلم/ خالد الذبحاني
نشر منذ: 9 سنوات و 8 أشهر و 21 يوماً
الثلاثاء 24 فبراير-شباط 2015 04:15 ص
السيناريو الذي أذهل العالم برمته، وأصاب الجميع دون استثناء بالحيرة والذهول هو سيناريو خروج الرئيس هادي من مكان إقامته الجبرية، ووصوله إلى عدن، هذا السيناريو لم يكن ليتخيله أكثر الناس خصوبة في الخيال ولا حتى كتاب الأفلام وقصص الخيال العلمي، ولا أقول سوى أنها الحكمة اليمانية التي تحدث بها من لا ينطق عن الهوى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولست هنا بصدد معرفة كيف حدث هذا العمل المذهل، ومن يقف ورائه، وإنما حديثي سيكون عن تداعياته على الحياة السياسية اليمنية بشكل عام، وعلى جماعة الحوثي بشكل خاص.
*يدرك زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي أن هروب الرئيس هادي من قبضته أضاع من يده القوة الجبارة والريموت كنترول الذي كان الحوثي يمتلكه ويحرك به الحركة السياسية والاقتصادية والأمنية، فبعد الهروب لم تعد الأحزاب والقوى السياسية تسعى لارضائه وتنفيذ مطالبه، وحتى الرئيس هادي نفسه بعد أن كان خاضعا خانعا لمطالبهم تحت القوة القاهرة ، ها هو يضع شروطه للمبعوث الأممي جمال بن عمر ويحدد مطالبه بأن يكون الحوار خارج العاصمة صنعاء.
*قادة الجماعة، وزعماء الحوثي وكل من يساندهم ويدعمهم سواء كانت إيران أو روسيا يدركون أن السلاح الذي أخذه الحوثي من المعسكرات والمحافظات التي سقطت بيدهم، لن تكون ذات جدوى، طالما والرئيس الشرعي حر طليق، خاصة وأن معظم المحافظات رفضت الانقلاب الذي قام به الحوثي على الشرعية، وهم على أتم الاستعداد لفعل المستحيل حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه، وهذا لن يتآتى لهم إلا إذا غاب الرئيس هادي عن المشهد السياسي، لذلك سينصب كل تفكيرهم وتفكير من يقف ورائهم على إزاحة الرئيس هادي مهما كان الثمن، فحذار من أن يرد الحوثي الصفعة التي وجهت إليه ، لأن
 لطمته ستكون قاتلة.
*أذكر الرئيس هادي أنه رغم سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وعلى العديد من المحافظات، إلا أن ذلك لم يجعل عبد الملك الحوثي يترك مكانه الآمن فهو يدرك أن الخطر ما يزال كامنا حتى في المحافظات التي سقطت بيده، لذلك ليس من الحكمة أن يكون مكان الرئيس هادي معروفا إلا لأقرب المقربين إليه، وعلى الرئيس هادي أن يدرك ان المغامرون وبياعوا الذمم والخونة في كل مكان، و أتمنى من الرئيس هادي أن يحذوا حذو زعيم جماعة الحوثي في التخفي على الأقل في الوقت الراهن، وعليه أن يتذكر أنه ليس في مأمن من غدر الحوثي، فليس لدى الحوثي شيئا يخسره ، ففي هذا
 الزمان كل شيء قابل للبيع ،وكما يقول الشاعر
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت..........مسافة الخلف بين القول والعملِ
صحفي يمني مقيم في الرياض.
 kalthabhani@yahoo.com