الجهاد الأمريكي المقدّس
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً
الثلاثاء 16 ديسمبر-كانون الأول 2014 02:06 ص

عندما كانت روسيا تحتل أفغانستان كان الجهاد مقدّساً لدى الشعوب العربية وأنظمتها الحاكمة فقد كانت تدعم الجهاد ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وترسل المقاتلين بطريقة رسمية من قبل الأنظمة الحاكمة وكان العلماء يفتون بالجهاد ويدعون إليه وينظمون الشباب ويدربونهم ويرسلونهم إلى أفغانستان لتحريرها من الاحتلال السوفيتي .
كل هذا لأن كسر السوفيت في أفغانستان يصب في مصلحة أمريكا لهذا فقد كان الجهاد في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي جهاداً أمريكياً مقدساً .
وعندما غزت أمريكا أفغانستان واحتلتها كان الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي جريمة لا تغتفر وإرهاب عقابه السجن والتعذيب أو النفي أو الإعدام .
وكذلك عندما غزت أمريكا العراق كانت الأنظمة العربية مشددة على المنافذ البرية والبحرية والجوية حتى لا يتسلل شبابها إلى العراق للقتال ضد الغزو الأمريكي ومن حاول يتم اإلقاء القبض عليه ويغيّب في السجون ويبقى تحت وطأة التعذيب ولا يرى الشمس حتى من استطاع التسلل من دولته إلى دولة مجاورة للعراق وألقت القبض عليه يغرب في سجونها .
أما الاحزاب والجماعات والعلماء في الدول العربية لا صوت ينطق بالحق أو يتبناه أو ينتقد ما تمارسه السلطات الحاكمة ولا نسمع عن جهاد، لأن الجهاد العربي دائماً ما يكون جهاد أمريكي مقدّس .
أما في اليمن كانت وحدة صالح امتداد للاحتلال الأمريكي المتواجد في شمال اليمن عبر سلطة وإدارة صالح ليمتد إلى جنوبه بحرب صيف 94 م .
شاركت احزاب وجماعات يمنية الجيش اليمني وأعلنت الجهاد ضد الحزب الاشتراكي اليمني واجتاحوا الجنوب وخلال فترة وجيزة حُسمت المعركة لصالح صالح والمصالح الأمريكية تحت راية الجهاد .
اليوم ارتكبت مليشيا الحوثي ومن يقف الى جانبها أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني فدمرت بيوت الله وفجرتها وفجّرت دور القرآن والحديث وهجّرت المئات من أبناء اليمن وسفكت دمائهم واقدمت على جرائم اعتقد لم تترك مجال للصهاينة لارتكابها ما لو احتلوا اليمن أو الجيش الأمريكي .
كل هذا تم ويتم ويُمارس من قِبل مليشيا الحوثي في ظل انبطاح شعبي وسياسي وديني ولم نسمع عن حي على الجهاد ؟؟؟ .
لن نسمع عن حي على الجهاد رغم أن الشعب مرغم على الدفاع عن عرضه ودينه وحياته وسيموت مرغم ومكره وهو هارب من الموت ولن نسمع عن حي على الجهاد .. لأن الحوثي دمية أمريكية والعرب لا يكون الجهاد لديهم مقدّس وفرض عين إلا عندما يكون يصب في خدمة المصالح الأمريكية .