عن العلاقة في الماضي والحاضر بين الحراك الجنوبي وأنصار الله وآفاق المستقبل
بقلم/ طارق مصطفى سلام
نشر منذ: 10 سنوات و شهر
الخميس 16 أكتوبر-تشرين الأول 2014 12:29 م

(بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لثورة أكتوبر المجيدة من العام 1962م تتجسد هذا العام بمغزى عميق ومعاني عديدة الذكرى والعبرة في ثورة عظيمة طردت المستعمر البريطاني الذي جثم طويلا ولمدة 128عاما على أرضنا الطاهرة في الجنوب ..كما تبرز ايضا هذا العام في هذه الذكرى/المناسبة الدلالة البعيدة لحشود مليونية الحسم لإنهاء الهيمنة لمراكز النفوذ الشمالية الفاسدة على جنوبنا الحر والثائر.) .

كناشط حقوقي وباحث سياسي جنوبي أنتمي لأحد مكونات الحراك الجنوبي السلمي أوكد (وسواءً أقرينا بذلك في الحراك الجنوبي أم نفيناه) بأن ثورة الواحد والعشرون من سبتمبر2014م جاءت في أهدافها وفعلها ونتائجها لصالح ثورة الحراك الجنوبي وفي خدمة تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي شاء من شاء وابى من ابى وكذلك أثق تماما بصدق نوايا وتوجهات أنصار الله نحوا قضيتنا الجنوبية ومطالبنا العادلة والتي عبرت عنها الخطابات العديدة للسيد عبدالملك الحوثي, وهنا يجب التأكيد مجددا (واتساقا مع ما جاء في مقالاتي السابقة) بأن المكون الشمالي الوحيد الذي لم يسيء للجنوب وأهله ولم يتورط في الحرب الظالمة ضد الجنوب ومصادرة هويته وظلم شعبه ونهب ثرواته هي جماعة الحوثي وحركة أنصار الله بل قلت واثناء سير جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقبل انسحاب المناضل محمد علي احمد من ذلك الحوار بأن الفصيل الشمالي الوحيد المؤهل لإجراء حوار شفاف وصادق وتفاوض ندي وجاد مع الجنوب هو أنصار الله ..

فماذا عن هذا السلوك الغريب الذي يبدر حاليا من قبل بعض الأطراف المعنية في الحراك الجنوبي ؟ ولماذا يتصرفوا في الحراك بهذه الطريقة العدائية التي لا مبرر لها مطلقا نحوا أنصار الله وهم رفاق لنا في المعاناة المشتركة والنضال المرير وهم من أرادوا العدل والانصاف لنا وهم من دعم قضيتنا العادلة منذُ بداية النشاط المنظم للحراك الجنوبي في العام 2007م ..؟! .

أعتقد بأنه يمكنني اعادة هذا الأمر الغريب والمستجد على نشاطنا الحراكي إلى عوامل داخلية وخارجية أبرزها العامل الذاتي المتمثل في وجود بعض القيادات الحراكية التي أصبحت (للأسف الشديد) لا تثق بوجود أي دور ايجابي أو موقف تضامني قادم من المحافظات الشمالية لأسباب خيبات الأمل العديدة التي أصابتهم من أخوة لنا من المحافظات الشمالية ..ولكننا نثمن عاليا مبادرة الأخوة في (أنصار الله) والتي عبرت عن بعد نظرهم كفصيل عانى معنا من ظلم السلطات السابقة والمظلوم حتما يشعر بالمظلومية الواقعة على غيره ولذلك جاءت الأن (كما في السابق)هذه المواقف المتضامنة والنبيلة من اخواننا في حركة أنصار الله وهم يشكرون كثيرا عليها بل تلك لفتة ايجابية تحسب في صالح انصار الله وسوف يسجلها التاريخ اليمني المعاصر في أنصع الصفحات واكثرها اشراقا المعبرة عن التضامن الأخوي الصادق والموقف الحريص والشجاع ..

وهنا يجب أن ننوه بأن الحراك الجنوبي هو الحامل والرافعة السياسية للقضية الجنوبية العادلة في ابعادها المختلفة وبمطالبها السياسية والسيادية كافة..

كما يجب أن نؤكد موقفنا الايجابي من مخرجات الحوار الوطني الشامل كحلول ممكنة ومتفق عليها من معظم المكونات السياسية في الساحة الوطنية, تلك المخرجات التي يجب أن تتوافق وتستجيب لتطلعات شعب الجنوب وتلبي مطالبه العادلة وتعمل على صياغة عقد جديد في الشراكة اليمنية في اطار الدولة الفدرالية من اقليمين وعلى طريق احقاق كافة الحقوق المشروعة لشعبنا في الجنوب ..

ولكن من الملاحظ ان تلك المخرجات للحوار الوطني الشامل (وبعد انقضاء كل هذه المدة الطويلة على انتهاء مؤتمر الحوار) ما زالت مجرد ادبيات موثقة فقط, بل انها بعض المطبوعات الورقية حبيسة الادراج وحتى هذه اللحظة ولم يتم تحويلها الى مواد دستورية نافذة ولم يتم اختبارها بعد في الميدان لنعرف صدق نوايا اخواننا في سلطة صنعاء الجديدة ..

واستجابة لهذا المسار الوطني في التوافق ووضع الحلول الممكنة والمناسبة حاليا واظهار لحسن النوايا نحوا الجهود المبذولة من المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي جاءت رسالة الرئيس علي سالم البيض لمجلس الأمن الدولي لتعزز السير في هذا الاتجاه حيث من الملاحظ هنا بانه قد تم التعديل في الخطاب السياسي للمناضل البيض والذي تحول من المطالبة باستعادة الدولة السابقة إلى حق تقرير المصير.

( أستمر الاحتلال البريطاني لمدينة عدن من19 يناير 1839 م وحتى جلاء المستعمر منها في 30 نوفمبر 1967 م وبعد 128 عاماً من الاحتلال .) .