لتحالف من أجل العدالة والوحدة
بقلم/ علي أحمد العمراني
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 29 يوماً
الأحد 13 سبتمبر-أيلول 2009 03:58 ص

زارني عدد من شباب محافظة البيضاء قبل فترة وأخبروني أنهم أسسوا ملتقى "التحالف من أجل العدالة والوحدة"... واستحسنت التسمية وأيدت الفكرة وشكرت أصحاب المبادرة... وبالتأكيد فإنه حري بالعدالة التي يتبناها شباب من أبناء البيضاء أن لا تكون لهم وحدهم وإنما ينبغي أن تكون شاملة لغيرهم أيضا...وينطبق الحال على ما ينبغي أن يتبناه أبناء تعز وأبين وصعدة والمحويت والجوف وحضرموت وغيرها...وحيث أن الوحدة لا تزال تتطلب جهودا مخلصة وحثيثة لترسيخ قيمها ومعانيها وفوائدها ، فلا بد من إدراك ضرورة أن يكون العدل الشامل هو أساس الوحدة المتين وسياجها القوي وروحها النابضة على مر الزمن ...

طول إهمال يستلزم قرع أجراس إنذار

وجميل أن تأتي فكرة تحالف من هذا النوع من محافظة قبلية في مجمل تكوينها...غير أن الأجمل هو أن الفكرة لا تشي بشي من روح الطائفية أو الكر اهية وإنما تهدف إلى إحقاق الحق ولفت النظر لما يمكن أن يكون غفلة طالت أوإهمالا استمر لوقت أكثر مما يمكن تحمله دون تنبيه أو قرع أجراس إنذار...

وحيث قد يشوب بعض التظلمات شيئ من سمات الطائفية المقيته والكراهية البغيضة فإن الدعوات التي تستهدف إزالة المظالم أو الفوارق والتشوهات بتجرد جديرة بالإحترام وحرية بالإهتمام ولا يلزمها أن تكون قاطعة طريق أو تُكُوُّنَ مليشيات حتى يلتفت إليها ، ودولتنا كثيرا ما تتجاهل الدعوات المخلصة الهادئة المسؤولة بل إنها قد تتعامل معها بصلف وتعالي ...وقد طغت ممارسات ودعاوى في فترات سابقة توحي بأن أشكالا من التمييز تمارس بنفس طائفي هنا وهناك لكن لعل التمييز على أساس طائفي لم يعد قضية اليوم...غير أن الشعور بالتهميش في مناطق ومنها البيضاء لا يزال مهيمنا بصورة كبيرة ..وهناك تهميش بالفعل لكنه لا ينم عن سياسة إقصاء طائفية أو استهداف جهوي بقدرما يشكل حالة من الإستحواذ والأنانية التي تعبر عن استمرار تراكم النفوذ التاريخي الجهوي جيلا إثر جيل واستمرائه واستغلاله واستحلائه وأحيانا تكريسه بسبب الفساد والجشع والطمع وعدم الشعور بالمسؤلية الوطنية والتاريخية...

كان أكثر القبائل في البيضاء أميين ولم يكونوا متدينين كثيرا ، لكن غالبا ما كان يشكل المذهب الشافعي هوية لهم مقابل الهوية الزيدية للحكم في عهد الأئمة ...ويشير علي الرويشان1 الذي أثنى على أهل البيضاء كثيرا ووصفهم بأنهم "بيض الوجوه " إلى شواهد من التحسس والتطير من قدوم جيوش الإمام يحيى ، مثل زامل صالح هادي الظفري الذي ارتجله في عشرينات القرن الماضي عند قدوم جيش الإمام بقيادة عبد الله أحمد الوزير وبصحبة السلطان حسين بن أحمد الرصاص حيث قال 2 :

"..واْنْتِهْ3 سلام الفين يا سلطانْنْا ...يا الْنَّاصري ذي شاع عِلْمِهْ والخبر..

بَرْدْ الزيودْ أَيْبَسْ عُضاةْ4 الشافعي ...مدْرَيْ متى يرْجع وَرَقْها ذِيْ هَبَرْ"5.

وعلى الرغم من تطير كثيرين من حكم الأئمة غير أنهم حرصوا على أن يعينوا مسؤلين هناك على قدرعال من الكفائة والقدرة أمثال محمد عبد الله الشامي الكوكباني 6 وصالح بن ناجي الرويشان الذي لا يزال الأهالي يشكرونه ويذكرونه بخير إلى اليوم...ومع أن علاقة دولة أئمة بيت حميد الدين بالشعب كانت تتسم بالعسف وكثرة الجبايات غير أن الإئمة كانوا حازمين وحريصين على ترسيخ دعائم الأمن والعدل بين عامة المواطنين وكان الأمن مستتبا بدرجة عالية قياسا إلى ما كان عليه الحال قبل وصول الحكم الإمامي إلى البيضاء وغيرها من المناطق إلى حد جعل هارولد إنجرام7 يندهش وهو يشاهد رسوخ الأمن في دولة الإمام يحيى وإضطراب الأحوال وسيادة الفوضى والخوف والإقتتال في المحميات ... وهارولد إنجرام هو نفسه الذي فرض بعد ذلك صلحا بين قبائل حضرموت لا يزال مفعوله ساريا إلى اليوم ...وقد قصف هارولد إنجرام بالطائرات القرى التي أخلت بالإلتزام بالصلح ، وقد ذكر هذه العبارة الأخيرة الدكتور رشاد العليمي عندما كنا نناقش في البيضاء ضرورة سن قانون يمنع الأخذ بالثار في اليمن...وكان تعليقي أننا نحن نملك طائرات لكننا ربما نفتقد الإرادة...

تغييب الوطنية... وأهمية التجديد المستمر لروح الثورة ومضامينها

في عام 1962 قامت الثورة اليمنية على إرث وسلطة الإمامة التي حكمت اليمن أكثر من ألف عام ...وعلى أهمية وضرورة قيام ثورة في اليمن إلا أن الثورة لم تحقق لحد الآن الكثير من الآمال والتطلعات التي كانت تعول عليها وتُرجى من ورائها...ويبدو أن هناك حاجة ماسة لتجديد مستمر لروح الثورة اليمينة والعمل على ترسيخ أهدافها وتحقيق مضامينها خصوصا فيما يتعلق بالنزاهة والعدل قيمة ومفهوما وسياسة وممارسة .. والحق إنما تم القيام به عام 1962 هو أكبرمن كونه مجرد انقلاب عسكري لكن ما تم إنجازه إلى اليوم يعتبر أدنى من مضامين ومستوى ونتائج ثورة...

كان موقف أكثر أهل صعدة موقفا مناصرا للإمامة الملكية أثناء الحرب الأهلية في الستينات ولعل ذلك موقف مفهوم من الناحية التاريخية ، لكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتصر الجمهوريون لم تعط الدولة لصعدة الإهتمام الكافي وسارت إليها الدولة ببطء وارتباك وعشوائية .. ويبدو أنه لم يتحقق لصعدة شيء يذكر في مجالات التنمية المختلفة وخصوصا في جانب التنمية البشرية...وغالبا ما تكتفي الدولة بالتواصل والإهتمام بشخصيات محدودة من كل منطقة ومحاباتها وترك البقية الباقية وشأنهم ولا ينقصهم إلا قادة محرضين يثيرون نقمتهم وغضبهم لينفضوا من حول الدولة ويعاد التفكك والفوضى من جديد.. وبسبب ذلك فقد عادت صعدة من جديد لتكون منطلقا للحوثي وحاضنة لدعاواه الرجعية بمقاييس العصر ومنطق العقل..

إنما يحدث في صعدة هذه الأيام ومنذ خمس سنوات يجعلنا نتساءل ما الذي حققه الثوار وأنجزه الجمهوريون طيلة حوالي نصف قرن...واضح أن اليمن اليوم تدفع ثمن قصور نظر الكثير من قادتها وكبرائها وانشغالهم بأنفسهم ومصالحهم الأنانية غير المشروعة أكثر من إنشغالهم بشان اليمن ، وواضح أيضا غياب الوطنية الحقة عند هولاء ، أو أن هناك غياب أو تغييب للولاء الوطني والأنصاف كما أشار الدكتورعبد العزيز المقالح في مقال له بتاريخ 1/9/2009 حيث قال : " ولا أشك ، بل أؤمن أنها لا تتسرب ذرة من الشك إلى قلوب المواطنين في هذا البلد أن مشكلته الأولى والأخيرة على الصعيدين السياسي والإجتماعي تعود إلى غياب الولاء الوطني وإلى تغييب حالة الحب التي تجمع بين المواطن ووطنه وحالة غياب الإنصاف التي تجمع بين المواطن وموطنه " ..لكنه يستدرك ويقول : " كما أنني لا أشك ولا يتسرب إلى وجداني وعقلي أدنى شعور بالشك في أن الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن الطيب على صلة حميمة بالوطن وأبنائة ... وحتى أولئك الذين هجروه بحثا عن المعرفة أو لقمة العيش يحملون لوطنهم ما هو أعمق من الحب والحنين... 8" .وفي حديث مع الأستاذ يحيى الشامي محافظ صعدة السابق بعد عودته منها قلت له: لعل ما يحدث في صعدة يرجع إلى غياب الفكر الصحيح فقال : بل يرجع إلى غياب الوطنية !9

أما محافظة البيضاء فقد شاركت بفعالية في الدفاع عن الثورة والجمهورية وقدم أبناؤها تضحيات كبيرة وكثيرة لكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها غالبا ما وجدت البيضاء نفسها خارج سياق إهتمام الدولة وعند ما تصالح الملكيون والجمهوريون شعر كثيرون في البيضاء وغيرها بأنهم قد يستبعدون ويهملون !.. وقد عرفت بعض مناطق البيضاء حركة سياسية مسلحة مناهضة للنظام في صنعاء في عام 1969 بقيادة المناضل الجمهوري الكبير أحمد عبدربه العواضي10 وقد قامت تلك الحركة على خلفية أحداث 1968 في صنعاء وكان هناك تلويح بالإنفصال والتوجه جنوبا. وعلى إثر تغير الأحوال في الجنوب والتوجه أكثر نحو اليسار المتطرف بسبب حركة 22 يونيو 1969 بقيادة سالمين يبدو أن أصحاب تلك الحركة آثروا المصالحة مع الحكومة في صنعاء وبعد ذلك تم تعيين أحمد عبدربه العواضي محافظا لصعدة بعد أن انضوت ضمن النظام الجمهوري ثم محافظا لتعز وكان أشهر وأفضل محافظ عرفته تعز لحد الآن ويحمل أحد شوارعها أسمه في حالة نادرة ووحيدة بالنسبة لمحافظ في اليمن...وقُتِلَ الشيخ العواضي في قصر السلاح وهو لا يزال محافظا لتعز وكان مقتله يمثل قمة المأساة لدور مناضل كبير وبطل جمهوري بارز نافح عن الثورة والجمهورية ببسالة وقوة ، ومع ذلك فقد كان مقتله محل شماتة الرئيس القاضي الإرياني وآخرين غيره وقد نسب الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مذكراته إلى الرئيس عبد الرحمن الإرياني عند سماعه مقتل العواضي أستشهاده بالآية الكريمة " بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته"11 ... ويرى أهل البيضاء أن الشيخ عبدالله مثل آخرين هضم دورهم في مذكراته حيث لم يتعرض أو يشير إلى دور أهل البيضاء وتضحياتهم الكبيرة في الدفاع عن الثورة والجمهورية ...

ومع التسليم بالدور الكبير للشيخ عبد الله في الدفاع عن الثورة والجمهورية إلا أن هناك كثيرين يؤكدون أن دور أهل البيضاء في الدفاع عن الثورة والجمهورية أكبر من دور حاشد بكثير ويكفي أنه لم يكن يوجد من أهل البيضاء ملكي واحد بينما كان جل دور الشيخ عبد الله ومن معه من حاشد هو مواجهة الملكيين من منطقة حاشد نفسها...

كان ولا يزال مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم يفتح طريقا نحو الأمل في حياة كريمة للبشر...لكن التعليم لم يصل إلى محافظة البيضاء إلا متأخرا وما أن عرفت المحافظة التعليم حتى تعرض التعليم للتدهور والفساد والإفساد في البلاد كلها علاوة على ذلك فإن المتعلمين المجتهدين الجادين قد لا يجدون فرصا مناسبة في الوظائف العامة إلا بشروط مجحفة وغالبا ليس أهم تلك الشروط الجدارة والكفاءة... ونادرا ما تجد مديرا عاما في دواوين الوزارات والمؤسسات ينتمي إلى محافظة البيضاء وأذكر أنني سألت رئيس مصلحة الضرائب قبل أيام كم يوجد عندكم في مصلحة الضرائب من محافظة البيضاء ؟ فكان رده أنه يوجد " علي البيضاني" ! والملفت أن غالبية موظفي الضرائب وقياداتها ينتمون إلى منطقة واحدة... ولأسباب ترجع في مجملها إلى الفساد والمحسوبية والإستحواذ والأنانية ظل أبناء البيضاء وأمثالهم من المناطق المحرومة يواجهون صعوبات بالإلتحاق في الجامعات والكليات العسكرية على وجه الخصوص..وفيما كانت الأسباب الطائفية وعلامات الإستفهام وفقا لتعبير الأستاذ عبد القادر هلال هي التي ظلت تعوق أبناء بعض المناطق ومنها البيضاء عن الإلتحاق بالكليات العسكرية والأمنية 12 فقد أصبح الفساد والفوضى الآن هو العائق..وحيث صارت الدولة تحرص الآن على أتاحة فرص أفضل نسبيا من ذي قبل في الإلتحاق في كلية الشرطة مثلا لكن نتيجة للفساد غالبا ما يستحوذ كبار ضباط الداخلية على نصيب الأسد لأقربائهم ومحاسيبهم ... قبل فترة تلقيت من الزميل النائب عبد السلام هشول رسالة "بلوتوث" من هاتفه السيار تتضمن حوارا بين شخصين يسأل أحدهما الآخر من أي محافظة هو ؟ وفي كل مرة يجيب المسئول بالنفي أنه ليس من المحافظة الفلانية بسبب ما يراه من مثالب فيها تستدعي التهكم والسخرية،فلما أن سأل السائل :هل "أنت من اللّي ما منهم عسكري ومهنتهم يا مرنج يا سمكري فأجاب: "أصحاب البيضاء ولا أنا منهم"!.

وعلى إثر مشادة مع محافظ البيضاء حصلت مؤخرا نُسِبَ إلى جحلان مدير مكيراس قوله بإنه يريد فك الإرتباط مع البيضاء !..وبالطبع فإن السيد جحلان وحدوي لكن أحدهم علق على موقفه بقوله : " لا يريد جحلان أن يربط حماره إلى جانب حمار المدبر ! " ... أي أنه لا يريد أن يصيب مديرته التهميش الذي تعاني منه البيضاء منذ زمن .. والملفت أن المرأ يجد عدد القادة العسكريين والسفراء الذين ينتمون إلى مديرية مكيراس التي ضُمَّتْ إلى محافظة البيضاء بعد الوحدة - وكانت ضمن محافظة ابين - أكثر من نظرائهم الذين ينتمون إلى محافظة البيضاء كلها..وسيكون الأمر مثيرا إذا تمت المقارنة بين البيضاء وأي من المحافظات التي تجاورها من الجهات الأربع أو الثمان!...أما سلك القضاء فلست أعرف أو أعلم أن حكومة الثورة قد أهلت قاضيا واحدا من أبناء البيضاء ، وأذكر أنه قد تم مناقشة الكثير من تلك القضايا مع الأخ الدكتور رشاد العليمي المشرف على مؤتمر المجالس المحلية في المحافظة في شهر مايو الماضي، ومن ذلك ضرورة إعادة النظر في شروط القبول في الكليات العسكرية والمدنية بما يتيح فرص التحاق أبناء المناطق المحرومة ومنها البيضاء 13 فغالبا ما يصنع وينفذ سياسات القبول في الكليات العسكرية والمدنية النافذون وأبناء المناطق الحضرية الكبرى الذين واتتهم الفرص مبكرا نسبيا دون مراعاة عادلة للمناطق المحرومة ولم نستطع في مجلس النواب أن نزحزح تلك السياسات إلا قليلا ! وقد يقول قائل إننا لم نستطع أن نغير من الأمر شيئا . وبسبب الفوضى والفساد والمحسوبية فإن الظلم والحرمان يتراكم وتكافؤ الفرص يتضاءل ويغيب.وبالنتيجة فإن التبرم والضيق والإحباط والغضب والتطرف يتزايد ويتفاقم ...

ولعل أبناء البيضاء يشعرون ويلاحظون أن الكثير من الترضيات والتسويات التي تتم الآن وستتم لاحقا ستكرس حرمانهم وإهمالهم وتهميشهم وقد كرستها من قبل ..وإذا كانوا يلاحظون أن ذمار جارتهم من الغرب متنفذة تاريخيا في الدولة على مستوى الجيش والأمن والقضاء (والسلطة التشريعية الآن) فإنهم يشعرون أنه لن ينالهم شيء من الإهتمام والتركيز الذي صار ينصب اليوم على جيرانهم في أبين وشبوة ولحج والضالع ومارب أيضا التي ستغطيها الكهرباء حتى مشارف البيضاء مع أن مارب كانت أحد أقضية البيضاء حتى أوائل عام 1974 14

وعلى قلة الذين تولوا مناصب علياء من أبناء البيضاء وكانت كفاءتهم المهنية مشهودة ومتميزة فإنهم جميعا ممن واتتهم فرصة الهجرة الداخلية والخارجية منذ بواكيرأعمارهم وارتباط أكثرهم بالمحافظة ضعيف وتفاعلهم مع احتياجاتها بقي محدودا جدا وإن رغبوا أن لا يكون الحال كذلك ، فحتى الوزراء في اليمن لا يزالون مجرد موظفين كبار على حد تعبير الأستاذ عبد الله البردوني ...

الهوامش

1 - علي بن علي الرويشان : شهادة من الريف

2 - في الأصل كان الزامل موجه لقائد الجيش ابن الوزير وكانت بدايته كما يلي :

سلام يا سيدي ولك يا مسندي يا ذي توليت الرعيه والجبر[ الجبر : لا يقدمون الزكاه ]*

سيت[ عملت ] النمر والذيب والنعجه سوى كلن تزهد محرفه [تزهد محرفه : عرف طريقه]* لاما [ لا ما : حتى ]* سبر

ولصالح هادي زامل آخر في نفس المناسبة يتضمن رجاء لإبن الوزير أن لا يمر في منطقته القاع خوفا من أكل الجند للمحصول من الذرة ...وهناك زوامل أ خرى تعبر عن التطير مما حدث ومنها ما يلي :

قال محمد حسين الوهاشي :

" حيىَّ الله الَّليْلِهْ قُدوْمْ النَّاصري ... حيّى النمر ذي مَحَّن الدنيا محَيْنْ

جَابْ المرض لِلْكِبْدْ لا ما سَبَّهَاْ [ سبها :أتلفها ]... وِشْ با يِدَاوِيْهَاْ وقِدْ راحت طَحَيْنْ"

أما الرصاص فقد أوضح أنه لم يأت بجيوش الإمام إلا إنتقاما لمقتل شقيقه السلطان صالح في مدينة البيضاء حيث كان رده على الوهاشي :

" الله يِحِيِّي كُلْ مَنْ حَيَّى بِنِا ... ماْ تْقَارَحَتْ لَمْيَالْ [ لميال : الذخيرة ] مِنْ سُودْ الخَزَيْنْ [ سود الخزين : البنادق ]

بلاد سبتني[ سبتني : ضرتني ] وانا سبيتها [ سبيبتها : ضريتها ]... ما شِيْ حَنَقْ لا حَدْ بَكَى مِنْ كل عَيْنْ... "

وقال الرصاص في زامل آخر :

" يا قَلْعَةْ البيضاْ سَلَامِيْ ... قِدْ جِبْتْ لِشْ مِرِّي ومُرَّهْ [ مري ومره : قوم الشر ]

مَاْ مِنْ قَفَا [ من قفا : من بعد ] صَالِحْ بِنِ حْمَد ..ما جرت الدنيا تُجُرَّهْ "..

لكن الحميقاني أجاب عليه وكان خصمه الرئيس حينذاك قبل نزول عسكر الإمام وقال :

" يا ذِيْ ذَكَرْتْ اليوم صالحْ... رَعْ [ر ع : ترى] قِدْ قَنَيْسِهْ [قنيسه : المعادل له ] في العُتُّرَّه [ العتره :المقبرة ]..

ما عيره [ عيره : عار ] ألاَّ خَلْفْ مثلك ... ذي جاب لِهْ جَرَّه تُضُرًّه "..

3- وانته : وأنت

4-عظاة : شجرة

5- هبر : تساقط

6- جاء محمد الشامي بحملة كبيرة مهمتها دعم ابن الوزير الذي كان يعاني حصارا محكما في البيضاء ، وقال أحد الشعراء حينها " يا درب ذي ناعم ويا حيد السماء با تخبرك كم جت من القبله زيود ..خمسة وسبعين الف ذي عديت انا من عسكر الشامي توطي يا الحيود

7 - هارولد أنجرام : اليمن الأئمة والحكام والثورات

8 - الدكتور عبد العزيز المقالح : صحيفة الثورة العدد (13665) تاريخ 1/9/ 2009

9 - عند ما كلف الأستاذ يحيى الشامي محافظا لصعده كان يعول عليه كثيرا في إنهاء المشكلة تماما نظرا لقدراته الكبيرة من جهة وكونه من بني هاشم كالحوثي لكن يبدو أن المسألة كانت أكثر تعقيدا من كل الإعتبارات والجهود التي بذلها الأخ الشامي ومع ذلك لم يسلم من الإتهام بالتقصير ظلما ..أقول هذا مع أنني قد اختفلت مع الرجل في آخر عهده محافظا للبيضاء ... ولكن أيا ما يكون الإختلاف فالرجل قدير وجدير بالإحترام

10- كان يقود تلك الحملة العميد محمد صالح الكهالي وقد هزم في تلك المعارك وجرح أيضا وقد كلف في عام 1973 بقيادة القوة التي تولت قصف قصر السلاح حيث تم قتل أحمد عبدربه العواضي ...

11- الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر : قضايا ومواقف

12- في حديث مع الأخ عبد القادر هلال في مكتبه عند ما كان وزيرا للإدارة المحلية قال إن مناطق مثل البيضاء كانت تعاني مما أسماه علامة إستفهام بسبب المشاكل التي كانت تحصل بين الشطرين وكان معلقا على كلام للكاتب حول المظالم التي يرى الكاتب أن البيضاء لا تزال تعاني منها ولما تساءل الكاتب عما إذا كانت علامة الإستفهام لا تزال قائمة أجاب الأخ عبد القادر بالنفي !

13- مداخلة للكاتب في المؤتمر الفرعي للمجالس المحلية في محافظة البيضاء مايو 2009

14 - في نفس الوقت تم إلحاق رداع بالبيضاء وكانت رداع محافظة تتبعها ذمار