من عدن خبر مباغت بشأن «شوقي شفيق»
بقلم/ فتحي أبو النصر
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 25 يوماً
الإثنين 24 سبتمبر-أيلول 2012 12:25 ص

وصلني الآن من عدن الخبر المباغت المفجع التالي:

«حبيبنا فتحي.. الجلطة تصيب دماغ حبيبنا شوقي شفيق.. هل وصلك الخبر؟ ووضعه الصحي صعب للغاية».

إنه شوقي شفيق الذي يستحق دعواتكم جدًا، كواحد من أهم الأسماء في هموم الحداثة الشعرية باليمن منذ سبعينيات القرن الماضي.. الشاعر المتوحد الحالم الحزين، الأعلى ضحكًا والحارس الدؤوب للعواطف العدنية الأخاذة «عواطف البحر والجبل حين يلتقيان» بينما يصنع الحب دائمًا، متوسلًا التقدم وتهييج الكوزموبليتانية العدنية الأسطورية المرحة ذات النزعة اليمنية الأكبر في إثراء الحس والوجدان بالسلام وبالتسامح كما بالجمال وبالإبداع.

على أن القصيدة كانت تأتيه طيعة وبشوشة وأشد عمقًا وحفرية وتجاوزًا وفخامة في كل الممرات المتجددة، وحتمًا ستظل مخيلته النابهة محفورة في تحولات الأزمنة باقتدار مشهود ورائد..

صديقي المشاكس الحنون غير المأزوم مثلًا بعقدة التجييل الخاوية - هكذا عرفته - والمنخرط فوق ما نتصور بمشاغل الروح الشاعرة جدًا، معمدًا بسمو الصداقات المتجذرة التي لا تنسحب تدريجيًا - بالطبع - مهما كانت الأسباب..

كذلك لا يمكنني أن أنسى في هذا المقام بالذات سطوع اسم شوقي شفيق في ذاكرتي منذ عرفته في تسعينيات القرن الماضي كمنتج محترف لأروع مبتكرات الحشوش العدني الترويحي الرفيع الأنقى، إذ تمثل النكتة العدنية في اليمن عمومًا أنبل فعل مقاومة وصفاء لدحض صرامة وقسوة هذا الزمن التعيس الموحش الرديء كما نعرف..

دعواتكم لشوقي شفيق

دعواتكم لشوقي شفيق