لكي لا يُساء فهم ما حصل في مهرجان الهاشمي
بقلم/ صالح ناجي الحربي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 7 أيام
السبت 08 سبتمبر-أيلول 2012 11:16 م

المهرجان الذي شهدته ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان صباح الأربعاء 5/9/2012م الذي دعت إليه عدد من الفعاليات السياسية والجماهيرية تنديدًا بالانتهاكات وبمسلسل الاغتيالات واستهداف الرموز الجنوبية السياسية والعسكرية وشباب الساحات والتي كان آخرها استشهاد القائدين العسكريين اللواء الركن سالم علي قطن والعميد الركن عمر بارشيد, والناشط السياسي محمد حسن البكيري وآخرين, وكذلك استهداف الشخصية الوطنية الكبيرة الحكيم وصاحب العقل الراجح والآراء الناضجة الدكتور ياسين سعيد نعمان والوزير الدكتور واعد عبد الله باذيب؛ نجل أحد الرواد الأوائل لنشر الفكر الوطني النّيّر في جنوب شبه الجزيرة العربية منذ منتصف القرن الفائت.

وبما أن بعض مراسلي الصحف قد اجتهدوا بالصواب والخطأ, فإننا نود وضع النقاط على الحروف؛ حتى لا يُساء فهم ما حصل في ساحة المهرجان بالهاشمي؛ لأن بعض التناولات, بدون قصد, أساءت لبعض القوى السياسية, وفيما يلي بعض الإيضاحات:

1- كانت ساحة الهاشمي قد اكتظت بالمشاركين منذ الصباح الباكر وتم تجهيز المنصة الخشبية ومكبرات الصوت وسارت الأمور بشكل طبيعي في البداية.

2- في الساعة الثامنة وصلت سيارة نوع باص صغير (فأر) إلى أمام المنصة يحمل حوالي عشرة أو 11 فردًا من بينهم امرأة واحدة ويحملون أعلام الجنوب, فظن الحاضرون أن هؤلاء من منظمي المهرجان, فإذا بهم يصعدون إلى المنصة ويردون بعض الشعارات المعتادة التي لا خلاف حولها من حيث المبدأ.

3- وعندما طلبت هذه المجموعة من الحاضرين مغادرة الساحة تحت حجج غير مفهومة, اندفع معظم من في الساحة بهدف إنزال المجموعة من المنصة بالقوة، لكن العقلاء من منظمي المهرجان حالوا دون ذلك حتى لا تتعرض هذه المجموعة للأذى وهم لا يتجاوزون الـ 12 فرد معظمهم مسنين, بما فيهم المرأة, مقابل بضعة آلاف داخل الساحة.

4- لم يتم إنزال علم الحزب الاشتراكي من الساحة كما ورد في بعض الصحف بل نحن القيادات الحزبية (السكرتير الثاني للحزب في عدن قاسم داود, وأنا, وآخرون) أقنعنا بعض الأخوة الذين أحضروا معهم أعلام الحزب بعدم رفعها؛ لأن المكونات الأخرى التي حضرت معنا للمهرجان لم تحضر أعلامها، ولا يجوز أخلاقيًا أن نميّز أنفسنا عليها.

5- علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نحن رحبنا به وحييناه بصرف النظر عمّن يرفعه لكننا سحبنا على تلك المجموعة علم اتحاد الجنوب العربي ولم نسمح برفعه.

6- عدد كبير من المشاركين انسحبوا قبل بدأ المهرجان الذي كان مقررًا له الساعة التاسعة؛ وذلك احتجاجًا على عدم السماح لهم بطرد تلك المجموعة من المنصة.

7- في تمام الساعة التاسعة صعد إلى المنصة الإخوة المكلفون بإلقاء الكلمات, وأنا صعدت معهم إلى المنصة, وتم إنزال المجموعة من المنصة باستثناء المرأة ورجل طاعن في السن, ثم ألقيت الكلمات على التوالي من قبل الإخوة المناضلين (أحمد القنع، فضل علي عبد الله، ياسين مكاوي، وقاسم داود).

حيث كانت الكلمات ارتجالية وليست مكتوبة؛ نظرًا للحالة التي حصلت, وقد نوه الأخ فضل علي عبد الله, رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان, في ختام كلمته إلى تعليق برنامج المهرجان حفاظًا على وحدة الصف الجنوبي.

8- عند بدء الكلمات في موعدها الساعة التاسعة, أُطلقت حوالي 7 طلقات نارية متتالية من الشارع الواقع على يمين المنصة, وحينها بدأ الرجل المسن الذي في المنصة من أفراد تلك المجموعة يقاطع المتحدثين وبصوت عالي بكلمات مبتذلة تسيء لقيادات جنوبية وطنية, مما اضطر بعض منظمي المهرجان لأخذه من المنصة إلى الجهة اليسرى منها وإسكاته.

9- الذين ألقوا الكلمات ليسوا في صف المقتحمين كما صورت بعض التناولات ذلك؛ بل هم من منظمي المهرجان. كما أن المجموعة لا تمثل الحراك السلمي الجنوبي كما قيل في بعض الصحف وليس بالضرورة اعتبار كل من يحمل علم جمهورية (ي. د) ممثلًا للحراك.

10- جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين وجمعية مناضلي حرب التحرير هم عمود الحراك السلمي وسياجه وهم الذين بدؤوا وواصلوا فعالياتهم الاحتجاجية منذ قبل 2007م في الهاشمي وفي طول وعرض البلاد، وهؤلاء السباقون كانوا حاضرين في مهرجان 5/9/2012م ومشاركون في التحضير له ومعهم عدد كبير من الجرحى ومن أبناء وآباء الشهداء, ولا يحق لأي كان أن يشكك في وطنيتهم وإخلاصهم لقضيتهم العادلة (القضية الجنوبية) وقد أوصلوا رسالتهم من خلال الحضور والمشاركة في هذا المهرجان.

11- وحتى لا تتحول هذه المجموعة إلى حصان غزوات لتعطيل ما يقوم به المناضلون وينظر إليهم كأبطال؛ نظرًا لما تناولته الصحف عنهم اجتهادًا... نقول الحقيقة أنه رغم بقائهم في المنصة لحوالي 50 دقيقة إلا أنه لم يسمح لهم حتى بملامسة الميكرفون.

وبالختام نقول إن الجماهير ضلت تتدفق إلى الساحة جماعات وأفرادًا حتى بعد إلقاء الكلمات وإنهاء المهرجان وخاصة القادمين من المناطق البعيدة في أطراف محافظة عدن.