التهافت على السلطة قبل إكتمال الثورات يعرضها للسرقة أو الفشل
بقلم/ محمد أسعد بيوض التميمي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 7 أيام
السبت 11 أغسطس-آب 2012 11:09 م

ما هي الصفات الأساسية والحقيقية للقيادة الناجحة

 (إلى من يهمه الأمر)

إن هناك(صفات ومواصفات ومؤهلات يجب ان تتوفر في القائد الناجح والذي بدون توفرها يكون القائد فاشلا وعاجزا وكارثة على الوطن والشعب والآمة)وهذه الصفات والمواصفات سنذكرها( الى كل من يهمه الأمر) في ما يلي :

أن يكون للقائد رؤيا والمقصود بالرؤيا هو(فهم الواقع في الدولة التي يحكمها بجميع أبعاده,وبكل سلبياته وإيجابياته,ومواطن الخلل فيه بجميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والفكرية والثقافية والعلمية,ويكون عنده تصور صحيح ودقيق وحقيقي وشامل وكامل لجميع المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشعب,وهذا التصور يجب أن يكون مبني على معلومات دقيقة وحقيقية يضع على أساسها خطة عمل ثورية لمعالجة جميع السلبيات ومواطن الخلل وتقديم البدائل والحلول الناجعة)وهذا يتطلب ان يكون لديه(فكر ووعي سياسي ناضج وأهداف سياسية)وهذا يتطلب ان يكون لديه(ثقافة سياسية متفوقة) فأي زعيم أو قائد(بدون فكر سياسي أوثقافة سياسية أو وعي سياسي)يبقى عاجزاً,فالفكر السياسي وطبيعته هو الذي (يُحدد الرؤيا وأهدافها وطبيعتها ويجعل القائد على علم ومعرفة بالقوى المعادية والمحيطة به وتجعله يميز تميزا دقيقا بين العدو والصديق فيعرف اين يضع قدمه وكيفية التعامل مع هذه القوى وإجهاض مخططاتها المعادية وكل حسب الأسلوب المناسب له) .

والقائد الناجح يقوم(بإختيار الكوادر اللازمة والخبراء في جميع المجالات القادرة على تنفيذ خطته ورؤياه,ويجب أن تكون هذه الكوادر من الموهوبين والمبدعين والكفاءات القادرة على البذل والعطاء والتفاني في الانجاز,ومن الذين يتصفون بالقوة والأمانة والصدق والإخلاص والانتماء الحقيقي للأمة ودينها وثقافتها وتاريخها)والذين يعتبرون أنفسهم جنودا في خدمة أمتهم وليس الأمة في خدمتهم,فهم خدم للآمة وليسوا سادة عليها,ففي لحظة إستلام السلطة والوصول الى الحكم يبدأ بتنفيذ الخطة والرؤيا ودون إبطاء ودون تضيع أي وقت بواسطة هذه الكوادر وكأنها خطة معركة مصيرية لا تعرف التردد ولا انصاف الحلول ولا التذبذب بالمواقف ولا مسك العصا من المنتصف ولا تعرف سياسة الآرضاءات..

فالقائد الحقيقي هو(الذي يؤثر في الجماهير ولا تؤثر فيه ويقودها ولا تقوده مما يُمكنه من القيام بتفجير الطاقات الكامنة في المجتمع وداخل الفرد والشعب مما يجعلهم يُحركون الجبال ويجتازون الموانع والعوائق)فالافكارالخلاقة العظيمة إذا مارسخت في عقول رجال متحمسين وأصحاب إرادة قوية وقرار مستقل وفكر ووعي ولديهم إستعداد للتضحية والبذل والعطاء ولا يحسبون حساب من خالفهم ما دموا مقتنعين بما يفعلونه,فان هذا سيحدث تغيراً في مسيرة التاريخ لأي أمة من الامم ويجعلها تنهض بقوة.

أما القادة والساسة والمسؤولين الجهلة والانتهازين والوصولين الذين يتسابقون لكسب ود خصومهم وأعداء الأمة لا يمكن أن ينهضوا بالأمة,بل سيخسرون ويخسرون شعوبهم معهم,والقائد الناجح يجب أن(يُحقق وحدة القرار والانسجام التام بين السلطات الثلاث)لأن أي إختلاف وتناقض وصراع بين(السلطات الثلاث)سيُعيق تنفيذ أي رؤيا مهما كانت جيدة,ولا يمكن لرئيس أن ينجح بمهمته حتى ولو كان لديه خطة وبرنامج عمل إذا لم يكن لديه(سلطة حازمة وحاسمة لا تعرف المجاملة ولا المداهنة)..

فما الذي جعل الزعيم التركي(اردوغان)ان ينجح في تطبيق رؤياه وخطته في حل أضخم المشاكل المزمنة والمستفحلة التي يعاني منها الشعب التركي منذ عقود طويلة,ان حزبه(حزب العدالة والتنمية)استطاع ان يسيطر على السلطات الثلاث سيطرة كاملة,فرئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان والنسبة العظمى من أعضاء البرلمان من حزبه,وبذلك استطاع أن ينفذ رؤياه بسهولة ويُسر ودون إعاقة من القوى السياسية المنافسة والتي تعمل على إعاقته بكل ما أوتيت من قوة,وهذا يدل على وعي سياسي وفهم عميق للواقع التركي وبناء على ذلك وضع خطته,فالرجل استطاع ان يحقق نجاحا كبير بغض النظر عن رأينا بالنظام السياسي التركي .

هذه بعض المواصفات الأساسية التي يجب ان تتوفر في القائد,أما أن يأتي أي رئيس أو حزب أو جماعة او قائد إلى الحكم دون ما ذكرناه أنفا وفي ما تقدم فإن الأمر يكون أقرب الى العبث ويُعبر عن غباء وجهل وعجز وفشل وعدم معرفة حقيقية لمعنى السلطة وأصول الحكم الراشد,ويكون الهدف فقط هو الكرسي والجلوس عليه والتمتع بمكتسباته والأبهة والمظاهر التي يوفرها لمن يجلس عليه,أما الشعب فليذهب إلى الجحيم وتكون النتيجة مزيداً من تفاقم المشاكل والأزمات وتدهور للأوضاع وزيادة الأعباء على الشعب,وهذا ما حصل ويحصل في عالمنا العربي,حيث يأتي الحكام على الحكم(دون فكر سياسي أو ثقافة سياسية أو وعي سياسي أو رؤيا أوخطة حقيقية تستهدف النهوض بالأمة وتغيير واقعها إلى الأفضل والعمل على حل جميع المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشعب,ولا يوجد فيهم صفات القائد فيزيدون الطين بله)فالحكام في العالم العربي إما جاؤوا إلى الحكم(بشرعية الاستعمار المباشر القديم وإما بشرعية الاستعمار الحديث غير المباشر أي بشرعية الدبابة,فلم يأتوا بإختيار الشعب على أساس المؤهلات الي ذكرناها)لذلك لا هم لهم إلا كسب ود ورضى من حملهم على رقابنا,ولذلك لم يكونوا يوماً معنيين بتحسين أحوال الشعوب التي يحكمونها,ولا بحل المشاكل والأزمات وتخفيف الأعباء التي يعانون منها,ولا يفكرون بالنهوض بها وتغيير واقعها للأفضل,فهم لا يُقدمون لهذه الشعوب إلا معسول الكلام وجميل العبارات وطيب الأمنيات والشعارات البراقة والكذب والخداع والتضليل والخطابات الحماسية دون اي فعل ايجابي حقيقي على الأرض,مستعينين بذلك بنوعية من الناس(مجبولين بالخسة والوضاعة والنذالة والحقارة,يتقنون فن الكذب والنفاق والتزلف وماهرون جدا بتزوير الواقع وتزييف الحقائق وإختراع البطولات والانجازات الوهمية لهم وتغييب العقل والوعي وتخريب الفكر والعمل من الحبة قبة,وعقيدتهم التي يؤمنون بها تقول الذي يتزوج أمي أقول له يا عمي,وليس لديهم ولاء إلا لأنفسهم, فالحكام لا يقربون منهم إلا كل مفسد وفاسد وفاشل وفاقد للكرامة,فهم لا يطيقون الحرية والأحرار والموهوبين والمبدعين,ألم نسمع أن المجحوم القذافي كان لديه( لجنة أمنية خاصة لمحاربة الموهوبين والمبدعين والعمل على تصفيتهم) لذلك أصبحنا على أيديهم (شعوب منهوكة مسحوقة متسولة ذليلة ومسخرة الأمم فقدنا الأمل في المستقبل على أيديهم).

فالذين يعتلون المسرح السياسي ويتبوؤون مراكز القيادة و المسؤولية في عالمنا العربي أناس(مهرجون خائبون عاجزون فاشلون وساسة منافقون ومفكرون مزيفون وحكام قساة جهلاء مجرمون) فانظروا ماذا يفعل(المجرم ابن المجرم والطاغية ابن الطاغية بشار الاسد في سوريا وشعبها)إنه يقوم بتدمير المدن السورية الوادعة الجميلة على رؤوس أهلها الطيبين الأخيار بدون ذنب إلا أنهم يقولون ربنا الله ويريدون الحرية والانعتاق من الظلم والجور ويريدون استعادة وطنهم من(أصحاب المشروع الصفوي الوجه الأخر للمشروع اليهودي) وانظروا كيف يدافع عنه وعن جرائمه التي يتقطع منها الفولاذ(هذه النوعية من الكائنات البشرية المختصة بالتزوير والتزيف وصناعة البطولات والانجازات الوهمية ودعاة الفكر المعادي لله ورسوله والمؤمنين).

وبناءاً على ما تقدم أخشى ما أخشاه ومن خلال مراقبتي للرؤساء والحكام والساسة الذين جاؤوا إلى الحكم والسلطة والعمل السياسي بعد الثورات العربية وخصوصا في مصر وتونس أنهم جاؤوا إلى القيادة والعمل السياسي(دون أي رؤيا أو خطة عمل أو فكر سياسي أو وعي سياسي أو ثقافة سياسية أو أهداف سياسية)وإنما الهدف هو الوصول الى السلطة والحكم في ظل ثورات لم تكتمل بعد لأنهم أصلاً لم يكونوا مفجري الثورة او صناعها الحقيقيون

فهذا التهافت هو بمثابة المسارعة لقطف الثمر قبل ان ينضج مما جعل هذا التهافت يعرض الثورة للخطر الشديد,وكان التهافت على هذا الأمر واضح وضوح الشمس ومن باب أنهم أولى بالحكم والسلطة لأنهم سُجنوا وحوربوا من الأنظمة السابقة(وهذا المؤهل بالنسبة لهم كما يعتقدون كافي) والأنكى من ذلك أن كثيراً من الذين دخلوا العمل السياسي بعد الثورة في مصر كانوا يعتبرون(حسني اللامبارك) ولي أمر المسلمين ولا يجوز الخروج عليه وحتى بعضهم أفتى(بأن من ينافس حسني اللامبارك في الانتخابات الصورية والمزورة التي كانت تتم قبل الثورة كافر وهو إلى جهنم) فليس لديهم اي وعي سياسي أو فكر سياسي أو ثقافة سياسية,فهم اصلا كانوا يحرمون السياسة والاهتمام بها,لان المسلم حسب فهمهم يجب ان يكون كيس فطن وفاقد لوعيه لا يدري ما يدور حوله ولا يجوز ان يهتم بأمر المسلمين فما بالك بغير المسلمين والآن أصبحوا يتهافتون على كراسي السلطة التشريعية والتنفيذية وكانوا يُحرمون ربطات العنق والآن أصبحوا يرتدون أفخرها فكيف لمثل هؤلاء ان ينهضوا بمصر وإنقاذها مما تعاني.

وهاهو(الرئيس مرسي في مصر)يُبالغ في المسارعة لخطب ود خصومه السياسيين والعقائديين وود أعداء الأمة فيريد ان يعين مساعدين له من كل شرائح المجتمع وفئاته الفكرية والدينية والآيدلوجية,والمصيبة الكبرى إن صحت الأخبار التي تقول بأنه قد أرسل رسالة إلى(رئيس الكيان اليهودي الغاصب)يُبدي له فيها كل حُسن نية وتطمين بدلا من ان يجعل الكيان اليهودي الغاصب يحسب له ألف حساب.

فالقائد الحقيقي هو الذي يتقدم للأمة (برؤيا واضحة شاملة كاملة وبرنامج عمل شفاف لا يعرف انصاف الحلول ولا مسك العصا من المنتصف ولا سياسة الاسترضاءات ولا المداهنات ويتقدم به للشعب,فإذا ما إختاره الشعب على أساسه فيمضي على بركة الله,فيقوم بتنفيذه دون أن يلتفت للمتربصين أو الخصوم السياسيين أو الأعداء ويدعوا الشعب أن يحاسبه على ما أنجز وما أخفق,أما سياسة الاسترضاء وخطب الود وتقديم التنازلات فهي أكبر عائق في طريق تحقيق الأهداف وتنفيذ الخطة الموضوعة للنهوض والله لن يرضوا عنه مهما قدم من تنازلات,فلماذا لا يقول(مرسي)انه بعد فشل(جميع الأيدلوجيات والمباديء والنظريات والأفكار التي حكمت مصر والأمة منذ عقود طويلة وأوردتها مهاوي الهلاك والردى والتخلف والفشل وجلبت عليها الويلات والكوارث والبوار والذل والهوان) سيطبق شرع الله كاملا شاملا وسيطهر المجتمع من كل أسباب التهتك والخراب والتخلف وبداية من الإعلام الذي عمل عبر عقود طويلة على تخريب وعي الشعب,فالإسلام جربناه فهو الذي(صنع مجدنا وعزنا وجعلنا خير الأمم)وعندما جربنا غيره أنظروا ماذا كانت النتيجة!!فلماذا يا (مرسي)تخشى الناس ولا تخشى الله؟؟

((الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا))] النساء: 139 [

فكيف انك إبن جماعة إسلامية تنادي بالإسلام وعندما تصل الى الحكم تتنكر للإسلام وتصبح تداهن في دينها وتسارع في كسب ود أعداء الإسلام بشتى مسمايتهم ومهما قدمت لهم من تنازلات فلن يرضوا عنك!!!

وهؤلاء الذين تداهنونهم وتجاملونهم هل يجاملون أويُداهنون في عدائهم للإسلام؟؟إنهم لا يمثلون شيئا في الشعب المصري ومع ذلك يرفعون صوتهم بكل حقارة ووقاحة في إعلانهم الحرب على الإسلام, ووالله لو وصلوا الى الحكم ليعلنون الحرب على الإسلام والمسلمين وبمنتهى الصراحة والوضوح,وهذا ما فعلوه سابقا عندما كان الأمر بيدهم فنحن منذ اكثر من مائة عام نحكم بأفكارهم وأيدلوجياتهم التافهة فماذا جنينا إلا الخيبة والفشل والذل والهوان, وانظروا كيف استغل هؤلاء بالتحالف مع(فلول اللامبارك وأمن الدولة المنحل)حيث ان معظمهم عملاء لآمن الدولة حادث رفح للطعن بمرسي وبجماعته وحزبه وتحميله المسؤولية,وكيف ارتفعت اصواتهم مطالبة بعزله رغم كل ما قدمه من تنازلت وقيامه بخطب ودهم بطريقة أضعفته كثيراً وأضاعت هيبته .

وهاهو(الرئيس محمد مرسي) قد أضاع حوالي شهر من فترته الرئاسية وهو يبحث عن رئيس للوزراء إلى أن وجد هذا الرئيس,وهذا الرئيس أضاع بعض الوقت من اجل البحث عن الوزراء الذين سيختارهم لإجلاسهم على كرسي الوزارة!!وبعد أن وجدهم الله أعلم هل سيكونون أهلا للمنصب وعلى مستوى المسؤولية التاريخية المناطة بهم أم لا!!وهل لديهم رؤيا واضحة عن مهماتهم وعن المشاكل والأزمات التي تعاني منها القطاعات التابعة لوزاراتهم أم أنهم سيشكلون لجان للبحث عن هذه المشاكل والأزمات ودراستها والبحث عن أسبابها ومن ثم تشكيل لجان لوضع الحلول والعلاج لهذه المشاكل والأزمات وهكذا سيدخلون في دوامة اللجان وما أدراك ما اللجان وكما يقول أهل الخبرة إذا أردت أن تعبر عن عجزك وفشلك وعدم جديتك بحل أي مشكلة(شكل لها لجنة)وعندها سيصبح الزمن يضغط بقوة على مرسي مما يسبب له الإرباك والإرهاق,وخصوصا أن كثيراً من القوى متربصة به وعلى أهبة الاستعداد لوضع العصي في الدواليب لإخراج القطار عن السكة وتعطيل حركته ومسيرته وخصوصا أن مصر تعاني من مشاكل وأزمات وإختلالات مزمنة ومستفحلة وخطيرة تراكمت منذ أكثر من ستين عاما في جميع المجالات تحتاج إلى رجال تتوفر فيهم المواصفات القادة الحقيقيين التي ذكرناها في المقدمة

والأخطر من ذلك بأنه جاء إلى الحكم والسلطة في ظل ثورة لم تكتمل ولم تحقق جميع أهدافها وتتعرض الى هزات ارتدادية عنيفة تهددها بالإجهاض وفي ظل فراغ دستوري كامل أي لايوجد دستور يُحدد صلاحياته ولا مرجعياته ولا سلطاته ولا طبيعة العلاقة التي تربطه بالسلطات الأخرى ولا ماهي القوة القانونية لقراراته,فهو معرض للإطاحة به في أية لحظة من قبل من يمسك بالسلطة الحقيقة وهو(المجلس العسكري) فالذي أطاح بمجلس الشعب(السلطة التشريعية المنتخبة من ثمانين بالمائة من الشعب المصري)يستطيع ان يطيح برأس السلطات الذي انتخب بنسبة واحد وخمسين بالمئة,فأي رؤيا وأي خطة للنهوض بمصر إن وجدت عند الرئيس مرسي ستبقى تحت رحمة من بيدهم السلطة الفعلية,ومن الملفت للنظر ان وزير الدفاع الأمريكي زار مصر قبل يومين من اعلان تشكيل الحكومة وطلب من مرسي ان يُبقي على المشير الطنطاوي في منصبه وعدم الاقتراب منه بعد ان تسربت بعض الأخبار التي تقول بان المشير طنطاوي لن يكون في في الحكومة الجديدة,والأنكى من ذلك ان مرسي قد اختار رئيس الوزراء السابق الجنزوري ليكون مستشارا له فلا ادري كيف يأتي برئيس وزراء كان من الذين ساهموا بتخريب وتدمير مصر في عهد مبارك فهو من مخلفات عهد مبارك الذي أوصل مصر الى حالة الانهيار وجعلها دولة فاشلة و أيضا تم استخدامه من قبل المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية وأكد على فشله وعجزه, فكيف سيستشير الرئيس مرسي شخصا بمثل هذه المواصفات ولا يتمتع باي صفة من صفات القائد الحقيقي وثبت فشله وهو من الذين خربوا مصر كيف يكون ذلك بل هو مناقض لمرسي في التوجه والفكر ؟؟

فأخشى ما أخشى على مرسي ان يكون مصيره كمصير(محمد نجيب)الذي حصل على شعبية كاسحة ثم أطاح به العسكر( البكباشية) رغم انه كان عسكريا بل أعلى زملائه رتبة فهو كان يحمل رتبة لواء ومع ذلك حذفوه من التاريخ فمابالك بمرسي المدني .

المثال الأخر(على التهافت على السلطة بغير رؤيا ما يجري في تونس,فهاهم(حزب النهضة في تونس)نتيجة تهافتهم على السلطة ومجيئهم إليها بدون رؤيا وبدون معرفة لأصول الحكم وبدون المواصفات التي يجب ان تتوفر في القائد يقبلون بحكم توافقي بين قوى سياسية متناقضة وغير منسجمة فمن الطبيعي ان يكون تتضارب بالسياسات والمواقف والرؤى حيث رئيس الحكومة من(حزب النهضة)ورئيس الجمهورية(علماني)ورئيس مجلس الشعب(يساري)ونتيجة مبالغة (حزب النهضة)بالتزلف للقوى السياسية المعارضة لهم والمبالغة بالمداهنة لأعداء الأمة والمسارعة في كسب ودهم بل أنهم أعلنوا (بان لا مكان للإسلام في تونس وذهب زعيم النهضة الغنوشي الى واشنطن لزيارة المنظمة الصهيونية اليهودية الأمريكية المعروفة اختصار ب(الايباك)لتقديم اوراق اعتماده لهذه المنظمة التي هي عبارة عن الذراع السياسي والاقتصادي للكيان اليهودي في امريكا

(فتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ) ] المائدة:52 [

بل اكثر من ذلك انهم صاروا يطالبون بتعويض من خزينة الدولة عن سنوات السجن التي قضوها في سجون النظام السابق,يعني يريدون ان يأخذوا ثمن إضطهادهم من قبل النظام السابق وفي ظل أوضاع اقتصادية خانقة مما اثار حفيظة الشعب التونسي عليهم,فهل هناك غباء وجهل أكبر من هذا؟؟وهذا يدل على عدم فهم للواقع التونسي ؟؟؟

ألا يعلم هؤلاء بان الشعب التونسي بكامله كان مضطهدا ومعذبا,وبأن الحرية التي حصلوا عليها هي الثمن الذي حصلوا عليه مقابل ذلك وأن الشعب هو الذي ثار وضحى وهم قطفوا الثمرة,فعليهم إذا أرادوا أن يحصلوا على تعويض أن يعوضوا الشعب بكامله والحركات الاسلامية دائما وأولا وأخيرا تسعى الى نيل الاجر والثواب من الله على ما تقدمه في سبيله ان كان عملها خالصا لله .

لذلك لم يلمس الشعب التونسي أي تحسن على أوضاعه المعيشية في ظل(حزب النهضة)بزعامة الغنوشي بل تفاقمت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية,مما جعل الشعب التونسي ينقلب عليهم كما تقول مراكز استطلاع الرأي وكما أصبح ملموس في الشارع التونسي,وهناك مؤشرات كبرى على ان الثورة التونسية ستندلع من جديد لتستستكمل تحقيق أهدافها ويبدون ان البداية الثانية لإستكمال الثورة ستكون من نفس المدينة التي انطلقت منها الثورة وهي مدينة سيدي بوزيد .

إن الحاكم أو القائد بدون هذه الصفات والمواصفات التي اشرنا اليها في ما تقدم كالذي يسير في الصحراء بدون بوصلة فيته فلايعرف في أي إتجاه يسير يتخبط ذات اليمين وذات الشمال ويدور حول نفسه او كمن يقود حافلة مليئة بالركاب وهو لا يعرف شيئا عن أدوات القيادة والتحكم فيها ولا يمكن إلا ان يحدث كارثة وهذه سبب كوارثنا في العالم العربي .

فالأمم المتقدمة علميا وسياسيا واقتصاديا لا يحكمها إلا من تختاره أو تنتخبه أوترضى عنه وعلى أساس برنامجه وخطته للعمل ورؤياه الاستراتيجية لحل المشاكل والأزمات وفهمه للواقع وتبنيه العمل الدائم والمستمر على تغييره للأفضل لذلك هم متقدمون ونحن متأخرون .

أرجو من الله ان تكون رسالتي التي أردت إيصلها إلى من يهمه الأمر قد وصلت من وراء كتابة هذا المقال

أولا الى الأحزاب التي تسمي نفسها بالإسلامية والتي جاءت الى السلطة ولكنها رفضت تطبيق شرع الله وسارعت في كسب ود أعداء الإسلام فعليها ان تعيد النظر في حالها وان تخلع نفسها من الإسلام فلا تنسب نفسها للإسلام زورا وبهتانا .

ثانيا الى الذين سيُحملون فشل الأحزاب التي تسمي نفسها بالإسلامية الى الإسلام والإسلام من فشلهم براء,فالإسلام حجة عليهم وليسوا هم حجة على الإسلام فهم لم يحملوا الإسلام كاملا شاملا ولم يقولوا بأنهم سيطبقون الإسلام.

والمقال ايضا هو بمثابة رسالة نصح لأبناء الأمة حتى نعرف ونتعلم كيف نكون قادة المستقبل,وكيف تقاد الأمم والشعوب الى النهوض,وحتى لا نبقى محل استخفاف واستهتار أعداءنا بنا بان يبقى الذين يتولون أمرنا من هم ليسوا أهلا للمسؤولية فنبقى نعيش في دوامة التخلف والضعف وفي أزمات طاحنة مزمنة وذل وهوان مقيم .

وإنني أقول ان أخطر شيء أن يكون هناك تهافت على السلطة في ظل ثورة لم تكتمل.

القادة الثوريون الحقيقيون لا يقبلون بأنصاف الحلول ولا يقبلون إلا بثورات حقيقية مكتملة وغير منقصوصة ولا يقبلون بان يستغفلوا لسرقة الثورة منهم أو يستخدموا كأداة لإجهاضها,فإذا ما قبل من يدعون قيادة الثورة بذلك فاعلموا بانهم متهافتون على السلطة وباي ثمن وليسوا قادة ولا ثوارا,فالثورات يجب ان تكتمل وإلا كان من السهل سرقتها او اجهاضها.

فيا شعب الكنانة ويا شعب تونس ويا أيها الشعوب الثائرة إنتبهوا جيدا,فالأمر جد خطير فقد يقول البعض وما هو البديل نقول لهؤلاء البديل هو اكتمال الثورة وتحقيق جميع أهدافها جذريا,وهاهي الثورة السورية المباركة لن تقبل إلا ان تكون مكتملة باذن الله وذلك بخلع(نظام عصابات الاسد العلوية ومن يتحالف معها من جذورها وتطهير سوريا المباركة من رجسهم ودنسهم وشرهم)

فيا ثوار سوريا الأحرار لا تقبلوا بأنصاف الحلول ولا بحل الثورة اليمنية فخذوا العبرة مما يجري في مصر وتونس اليوم واليمن حيث تتعرض الثورات فيها الى السرقة والإجهاض من قبل الوصوليين والانتهازيين المتهافتين على السلطة بسبب عدم اكتمال الثورات فيها .

*الناطق الرسمي باسم تيار الأمة في بلاد الشام

*مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية