فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن صنعاء..مليشيا الحوثي تجبر جميع العاملين في القطاع الصحي على هذا الأمر مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية
كم أتمنى أن يقرأ ثوار الربيع العربي هذا المقال بهدوء , ويتفكروا به مليا , فليس مستقبلهم فقط مرتبط بهذا أو مستقبل الآمة كلها, بل يمكن أن اجزم أن مستقبل الإنسانية كلها قد يتأثر بالخيارات المطروحة الآن . فالمسئولية كبيرة , والخطب جلل
الثورات ليست جديدة في العالم . وسبقتنا أليها الكثير من الأمم , ويجب علينا التفكر في نتائج الثورات ,الثورة الفرنسية , اعدم الكثير من مسئولي عهد الملكية , وأدت إلى ظهور نابليون , وعقود من الفوضى والدماء إلى أن استقرت بعد أن أكلت أبناءها .
الثورة الماوية , اعدم الكثير من مسئولي العهد السابق , وأدت الى ظهور "ماو تسي تونج" كقائد وظهور الثورة الثقافية وتدمير التراث الصيني , وتأخر الصين سنين طويلة
الثورة البلشفية , اعدم القيصر وعائلته وقتل الكثير من مسئولي عهده . وحدثت مآسي قتل والسجن والتعذيب لكل المخالفين أو نفيهم لسيبيريا . وظهور سفاحين أمثال ليبين وستالين
بالطبع ما حدث في العراق لن أسميه ثورة , لأنه إسقاط نظام حكم بقوة أجنبية , والحكام الجدد جاءوا على ظهر الدبابة المحتلة . ولكن حتى هؤلاء احضروا معهم مأساة نظام اجتثاث البعث .
والآن نحن في عصر الثورات العربية , فهل سنسير بنفس الطريق الذي سارت عليه الثورات السابقة , اجتثاث كامل , ثم نمضي حقبا من الزمن في حالة فوضى وضياع أمن ؟
أم نقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه الثورة في رومانيا , عندما أعدم رأس النظام "نيكولاي تشاوتسكو " وزوجته "أيلينا" , ولكن عاد النظام القديم بناء نفسه على يد أحد رجال العهد السابق" إيون إيليسكو" وكوّن " جبهة الخلاص الوطني" ونشر الخوف والإرهاب وزعزعة الآمن في البلاد , وقام الإعلام بتصوير الثوار والمطالبين بالتغيير أنهم عملاء للخارج . والغريب أن عدد الضحايا الذين سقطوا قبل قتل تشاوشيسكو كانوا 162 قتيل وبينما مات اكثر من 950 بسبب الانفلات الأمني الذي تلى ذلك . وجعل "ايون" الشعب يقاتل الشعب , وجعل العمال يقاتلون الشباب , حتى أجهض الثورة , فأصبحت مثال على نجاح الثورة المضادة .
وأمامنا أيضا خيار آخر , هو الثورة في جنوب أفريقيا , مع الفوارق , فهي كانت ثورة ضد التفرقة العنصرية , وليس الفساد وسرقة المال العام , فجنوب إفريقيا كانت حتى قبل الثورة من أفضل الدول تقدما علميا وبناء . وبعد الثورة لثورة لم تكن هنالك فلول , وتم القضاء على التفرقة العنصرية كنظام اجتماعي وسياسي , وساهم في ذلك وعي البيض , حيث اقتنعوا أنهم لكي يحافظوا على وطنهم يجب أن ينتهي هذا النظام , وتجاوب السود مع نلسن مانديلا ,
الحيرة هنا , كيف سنسير نحن ؟ هل سنسير طريق الفوضى المعتادة بعد الثورات وننتظر عقدا أو عقدين حتى تؤتي الثورة ثمارها , أم سنسلك طريق الثورة الرومانية حيث ستنجح الثورة المضادة وتعود حليمة لعادتها القديمة , أم سنعمل على اكتشاف طريق آخر ؟
جميع الظواهر والمعطيات ترجح أن مصر , تصارع مثل ما صارع الثوار في رومانيا , يقاتلون ضد رجال العهد السابق ويقف النظام القديم والإعلام ضدهم , ويحاول تفرقتهم بينما نجد أن الكثير من ثوار ليبيا جر البلاد إلى عمليات اجتثاث , ويطالبون بالقيام بعمليات اجتثاث كامل للنظام السابق وكل من ارتبط بالنظام القديم وبصورة متطرفة جدا , وحتى ولو بصورة مع رأس النظام السابق , وهذا يدفع الوطن إلى الدخول في عصر الفوضى , وعصر الصراع إلى أن تهدا الأمور بعد عقد من الزمن ليبدأ الليبيون في قطف ثمار ثورتهم .
أم أن يكون لثورات الربيع العربي مسار آخر , مسار جديد , حيث تنجح عمليات المصالحة الوطنية , وينتهي تقسيم الشعب إلى موالي للثورة وموالي للنظام السابق . بشروط أهمها , أن لا تتلطخ اليد بالدم , أو الجيب بالفساد المالي , وأن تكون المحاكمات بعد نجاح الثورة , حيث أنها إلى الآن لم تنجح كاملا , فما زالت الثورة قائمة ودخلت في المرحلة الثانية وهي مرحلة تأسيس نظام الحكم , ومراحل الثورة ثلاث , مرحلة إسقاط النظام السابق , ثم مرحلة تأسيس النظام الجديد , ثم مرحلة بناء الوطن , وما زالت الثورات العربية في بداية المرحلة الثانية , هنا يكون الخطر كبيرا جدا , فهو إما اتجاه للفوضى , أو اتجاه لعودة النظام السابق , أو تكاتف الثوار لبناء نظام جديد .
قانون العزل السياسي قد يساعد كثيرا في تجنب عودة النظام السابق , وهذا ما أخذت الثورة الليبية به , فيمنع ترشح من تولى أي منصب قيادي في النظام السابق أو أذرعته السياسية أو الأمنية , وهذا قد يسهل للثوار الطريق .
ولكن الخطر ما زال قائما بسبب محاولات البعض تمييع معنى "المنتمي للنظام السابق ", وجعل المعنى مطاطا , قد يشمل معظم أبناء الوطن , مما يولد صراعا داخليا , تخسر الثورة فيه التعاطف الشعبي معها , وتطيل من أمد فترة انعدام الآمن . وقد نعود مرة أخرى لمثال الثورة الرومانية أو الثورة الفرنسية أو الماوية ولكن بطريق آخر المصالحة الوطنية هي واجب على الثوار , وليست حقا للمتعاطفين , بمعنى أن الثوار يجب أن يعملوا على تهدئة المجتمع , والعمل على بناء نظام الدولة , وأي تأخر في هذا يدخل الثورة في مخاطر الفشل .
ولهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة بعد الفتح , أذهبوا فانتم الطلقاء , ولكنه في نفس الوقت أباح دم أربعة, في القصة المشهورة نبراسا وهاديا لكل الثوار .
الفشل في بناء الثقة بين أطراف المجتمع يرجعنا إلى المربع الأول في الخيار بين الأمن والاستقرار أو الحرية التي حارب الجميع من أجلها . وضحى من اجلها شهداء الثورات العربية , فدماء الشهداء تطالب ببناء الدولة التي سيعيش بها أبناء الشهداء وإخوانهم وأهلهم اكثر مما تطالب بغيره . فلو لم تبنى الدولة الحديثة المستقرة , فستكون دمائهم ضاعت هباء , الطريق إلى الحرية يجب أن يكون واضحا ,وأجب الثوار هو بناء وطن الحرية والكرامة والقانون والعدل , ويجب أن نعلم أن أي شي آخر هو بالمرتبة الثانية وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي