نداء إلى الشعب
بقلم/ د/ توفيق النهاري
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 4 أيام
الجمعة 12 أغسطس-آب 2011 11:50 م

يا أخوتنا شركائنا في الوطن يا أخوتنا في حزب الحاكم حزب المؤتمر الشعبي العام يا أخوتنا في القوات المسلحة والأمن:

نضالنا الثوري لاسقاط النظام سلمي ومشروع أقره ديننا واقره الدستور القائم وأقرته الإنسانية جمعاء. نحن منكم وانتم منا. اقتلونا إن شئتم تظلون منا ونظل نحبكم أرواحنا فداء لكم وفداء للوطن.

نضالنا السلمي لأجلنا وأجلكم, لأجل كل الشعب, لأجل كل يمني جائع لا يملك لقمه عيش , عاطل لا يجد عملا , مشرد لا يجد بيتا , مريض لا يملك ثمن علاجه , طالب لا يحتمل نفقه دراسته , عازب لا يحتمل كلفه زواجه, مظلوم لا يقدر على دفع الظلم عن نفسه, لأجل شاب طموح قتلوا طموحه.

نضالنا السلمي لأجل القضاء على الظلم والفساد في وطننا اليمن الغالي علينا جميعا, من أجل بناء مجتمع الحرية والعدل والكرامة الإنسانية.

نضالنا السلمي لأجل بناء مستقبل زاهر لنا ولكم لأبنائنا وأبنائكم ولشعبنا العظيم كله.

يا أخوتنا والله إننا لا نناضل إلا لأجل هذه المطالب وليس لأجل مصالح شخصية أو حزبية ولن نسمح أن يقع وطننا ضحية لطمع الطامعين أو لنزوات المغامرين وسنكون معكم جنبا إلى جنب للدفاع عن الوطن والذود عن وحدته وسيادته وعن حرية وامن وكرامة المواطنين جميعا, ولن نسمح لفاسد أو ظالم أو طامح طامع أن يصادر إرادتنا او يسرق ثورتنا الشعبية السلمية المنتصرة بإذن الله والتي سنحرسها بإحداق العيون حتى تتحقق تطلعات شعبنا المشروعة,

إننا لن نقبل بعد اليوم حياه الذل إذ قضى ربنا سبحانه وتعالى، بأن من سكت على الظلم قد ظلم نفسه ، وأنذره بجهنم مع الظالمين أنفسهم. قال تعالى: «إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصير إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم، وكان الله عفواً غفورا» (النساء : 98 ،99).

ثم انه سبحانه ، قد حرَم السلبية والتواكل ، وانذر بأن شيئا من الحياة التي يكرهها الناس لن يتغير إلا إذا غيَر الناس ما بأنفسهم. قال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد :11). وقال: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون» (هود : 117) .

وذهب في تحريض المظلومين على المقاومة الى حد أنه أعلمهم أنه ، سبحانه ، يحب منهم المقاومة وإن مقاومة الظلم تطهر وسائلها مما يكون في طبيعتها من سوء. قال تعالى: «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم» (النساء: 148). ثم انه قد أخبرنا بأن الاعتذار عن التقصير فيما يجب ، بأن ثمة من ضلل المقصرين ، اعتذار غير مقبول . وانه لا يقبل من أحد أن يتهم غيره بأنه قد أضله ليبرئ نفسه من الضلال . قال تعالى: «كلما دخلت أمة لعنت أختها ، حتى إذا ادَاركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلَونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ، قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون» (الأعراف : 38). فدل على أن الغفلة التي تمكَن المضللين من ضحاياهم ذنب من ذنوب الضحايا أنفسهم يضاف إلى ما ظلموا به أنفسهم ، فيضاعف لهم العذاب وأخيرا قضى بأن من قبل الذل كفر حين قضى بأن: «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين» (المنافقون : 8), ونحن لا نرضى أن نكون أو يكون أي من أبناء وطننا حتى ممن ظلمونا من ظالمي أنفسهم وممن يضاعف لهم الله العذاب, فالدنيا فانية وإنما الحياة الدنيا مزرعة الآخرة وسيرى الذين ظلموا إي منقلب ينقلبون نحن إخوانكم الثائرون على الفساد والظلم من اجل حياة حرة كريمة لنا جميعا وهذه صدورنا مكشوفة لكم فلا تظلمونا دعونا نعبر عن آرائنا سلميا والشعب وحده هو من يقرر بإرادته الحرة ما يريد دون وصاية من احد.

نشهد الله على صدقنا وعلى من يظلمنا. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.