وتستمر ثورتنا في طريقها الصحيح
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و يومين
الجمعة 15 يونيو-حزيران 2012 11:17 م

كلما تأملت في الانتكاسات التي تصيب الثورة المصرية كلما تأكدت من أن ثورتنا تسير في طريقها الصحيح

الشئ المؤكد أن معظم الذين يقولون الآن أن ثورتنا فشلت هم أنفسهم الذين حاربوها في البداية أو الذين شككوا بها و هم أنفسهم الذين قالوا أن الثورة سرقت و ذلك منذ انضمام العسكر و القبائل لها في مارس العام الماضي بل و من قبل انضمامهم حتى ، أنها أقوال المقلوع نفسه و أتباعه و فلوله الذين ظلوا يرددوها على مسامعنا منذ قيام الثورة .

إنهم يتعامون عن رؤية النتائج التي وصلنا اليها حتى اللحظة – و عن عمد – ديدنهم اليوم عبارة ( مش قلنا لكم من البداية ) و لا أتذكر أنهم قالوا لنا في البداية الا أن ثورتنا ستفشل اذا خرجنا على المقلوع و سيسرقها منا العسكر و المشايخ ، هذا إن نجحنا في إسقاطه من الأصل و كان اعتقادهم الأقوى أن سيدهم المقلوع من المستحيل أن يزاح عن كرسيه أبداً و أن من سيقلع هو عداد سنوات حكمه ليحكمنا للأبد بحسب نبؤه سلطان البركاني التي أتت بالنحس على سيده فقلع هو و عداده .

اليوم يحلو لي أن أسألهم أولئك الممتلئون حقداً على ثورتنا و الذين يحتقرون مقدرة الشعب اليمني على إشعال ثورة حقيقية و ناجحة أين هم المشايخ و العسكر و أين هو المخلوع ؟؟

من المبكر جداً الادعاء بان المشايخ و العسكر – مع احترامنا لهم – هم من استولوا على السلطة في اليمن فهذا القول يلغي الثورة كلها التي قامت من أجل تحقيق الدولة المدنية التي لن نقبل كثوار أن تبقى على ما كانت عليه في عهد المقلوع ، و الثورة التي جعلت المستحيل ممكناً و أزاحت اللا صالح بالرغم من كل مواجهته العنيفة لها و بعد 33 عام من سيطرته على كل مفاصل الحكم فيها هي قادرة أيضاً على حماية نفسها من أي فئة قد تعيد العجلة للوراء سواء كانوا مشايخ او كانوا عسكر !

و أحب أن أسأل هؤلاء الحاقدون المنضمون لصفوف الثورة المضادة التي يقودها المقلوع .. أين هو المقلوع اليوم؟

ألم يصبح اليوم أسير قصره و الشوارع القليلة التي تحيط به ، هل يستطيع – رغم حصانته – أن يتنقل هو و أولاده و أبناء أخيه – كأي حر في اليمن ؟

أين هو جبروتهم و سلطانهم و هل هم قادرون على أي عمل يتجاوز ما يمكن أن تقوم به أي عصابة إرهابية ؟ أو أي فئة ضالة متمردة ؟؟

واهم من يقول أن ثورتنا فشلت حتى لو لم تبقى خيمة واحدة في الساحة - و طبعاً هذا مستحيل أن يحدث - ؟؟

ثورتنا لا زالت مستمرة و النتائج المبشرة بالخير أكثر من تلك المبشرة بالعكس و مهما كانت الأخطاء التي ارتكبتها بعض قوى الثورة حتى الآن فهذا لا ينتقص من إخلاصها أو يؤثر سلباً على نجاح الثورة لكن البعض للأسف يستعجل قطوف ثمار الثورة بالرغم من أنها لم تنضج بعد ، كما أنهم يريدون محو آثار 33عام من الخراب خلال عام واحد متناسين أن التدمير أسهل بكثير من البناء فكيف بتدمير استمر أكثر من ثلث قرن من الزمن .

ثورتنا مستمرة في مسارها الصحيح رغم كل العراقيل التي واجهتها و رغم خلافاتنا الصغيرة فيما بيننا البين ، و أذكر الذين سخروا من أن اليمن ليست هي مصر و أن الثورة اليمنية ليست هي ثورة مصر مثلاً – مع تقديري لجهود ثوار مصر – أذكرهم أن الأيام تثبت ان الثورة اليمنية هي الأفضل حتى اللحظة ، فقط أمعنوا النظر جيداً

في مصر الفلول تعود الى السلطة و تزداد قوة يوماً بعد يوم و أخر انتصاراتها حل ثلث مجلس الشعب و لاشك ان هناك الأعيب أخرى يحضرها الفلول للانتخابات الرئاسية في مصر

في اليمن يحدث العكس ... الفلول تتلاشى و تضعف يوماً بعد يوم

و أخر هزائمها - و ليست الأخيرة طبعاً - الانتصارات العسكرية التي تحققت أولاً داخل العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الماضي و ثانياً الانتصارات المتلاحقة على قاعدة المقلوع في الجنوب .

لابد أن تستمر ثورتنا حتى نحقق جميع أهدافها و ثقوا أننا إن اتخذنا الحكمة و لم نستعجل النتائج سنهزم أخر الفلول بل و قد يأتي وقت مناسب لنسقط الحصانة و يتحقق لنا النصر كاملاً غير منقوص .

في مصر على الثوار اليوم أن يبدأوا ثورتهم من جديد ... و من أول خطوة لتصحيح كل شئ و إلا لصار زعيم الفلول شفيق زعيماً لمصر ...

نحن و بعد عام ونصف من الآن نستطيع إن واصلنا السير على خط الثورة بشكل سليم أن نضمن زعيماً لليمن يأتي وفق طموحاتنا و تصوراتنا ، فقط أحسنوا النية و ابتعدوا عن التخوين و الإقصاء و واصلوا العمل .