|
لقد فجعتني حادثتي تهامة ، فأصبت بذهول وانا أشاهد أهلي من أبناء زبيد بين قتيل وجريح دون ذنب جنوه ، فهم في أمان الله كل منهم بعد حاله ، يسعى لإيجاد مايسد به رمق أهله و أولاده في وقت كهذا عز فيه العيش الكريم ، حتى أصبح الساعي له يوازي وينافس أجر المجاهد في سبيل الله ، فهو يكُد ليل نهار لتوفير لقيمات يسد به رمق أُسرة تنتظره بفارغ الصبر ، لتلتهم تلك اللقيمات بعد فترة جوع قد تصل إلى مايقارب الأبعة وعشرون ساعة ، فكيف سيكون وقع الخبر عليهم بفقد عائلهم ، سيكون ، أقوى من الصاعقة ، وأكثر إيلاما من نزع الموت الذي يتجرعه أثناء الإحتظار من الإصابة بها ، فكيف اذا لم تجد هذه الأسر من يواسيهم ويخفف وطأة المصيبة عليهم ، وكأني أشعر بأن لا بواكي لهم ، وقد تذكرت ألم النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة رضي الله عنه بعد إستشهاده حيث قال : حمزة لا بواكي له ، فجاء الأنصار بأهلهم جميعاً يبكون حمزة ، فأين الأنصار يبكون شهداء مجزرة زبيد ؟!! ، وانا أعيش صراع والآم هذه الكارثة التي حلت بأهلي في زبيد ، دهتني الكارثة الأخرى ؛ شهداء سجن عبس ، فإستشعرت كوارث الحروب ، ولا سامح الله من أوصلنا إلى هذا المستوى ، ومن منطلق الإنصاف فإن قوات التحالف تتحمل مسؤلية هاتين الكارثتين ، فقد كانت بسبب القصف دون لبس أو مواربة ، قد يقول قائل : بأن من أعطى الإحداثيات يتحمل ذلك ، وكل ذلك تبرير غير مقنع ولا مقبول .
صحيح للحروب أخطاؤها ، لكن يجب أن تحدد مسئولية مرتكبها ثم تقيم بعد ذلك ، وقد أرسل النبي عليه السلام علياً رضي الله عنه يؤدي ديات من قتلهم خالد رضي الله عنه وجيشه ، بل بعد أن دفع كل الديات ، وأدى الأروش لكل من أصيب ، صاح في القوم : هل من شخص لم ننصفه قالوا : لا ، قال كرم الله وجهه وهذا المبلغ خذوه لمن لم يصلنا شكواه إحتياطاً لذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسُر النبي عليه الصلاة والسلام بذلك
وعليه فإني من هذا المنطلق أحدد مايلي :-
1. أحمل دول التحالف مسئولية ذلك الخطأ الفادح دون مواربة .
2. أحمل صالح والحوثي هذه الدماء ، وأي نزيف آخر للدماء ، ويكفيهم التمادي الى هذا الحد .
3. أطالبهم بالإنسحاب الفوري من جميع الجبهات ، وإعلان القبول بقرار مجلس الأمن كاملًا دون تأخر أو تلكؤ أو نقصان أو مماطلة .
4. دخولهم فوراً في الحوار والتخلي عن العنف ، لأنه لا يولد إلا عنفاً مُضادً ، ولن يصلوا الى تحقيق مآربهم والحكم بهذا الطريق مهما اوغلوا فيها .
5. تتحمل السلطة المحلية المسؤلية في هذه الحادثة وعليها تبني المطالبة بإنصاف هذه الأسر المنكوبة بالتعويض العادل دون إجتزاء او تأخير .
6. على التحالف تعويض هذه الأسر التعويض العادل ، وتوفير فرص عمل لذويهم في دول الخليج ، لعل ذلك يكون تكفيراً عن ذلك الخطأ الجسيم .
7. يجب أن تتحمل السلطة المحلية مسؤليتها في إخراج المسلحين ، من المناطق المأهولة بالسكان ، حتى لايكون هناك مبرراً لأي تأويل خاطئ او أخطاء تطال المواطنين .
8. نُهيب بالمواطنين أن يتحملوا مسؤلياتهم في المطالبة بإخراج المليشيات المسلحة والمعسكرات من مناطقهم الآهلة بالسكان .
9. نُهيب بالجميع الإضطلاع بمسؤلياتهم كل فيما يخصه ولا نتدافع المسؤليات فجميعنا مسئول ومن قصر في واجبه نعاقب جميعاً بسبب ذلك التقصير .
* هذه شجون متألم لعلها تجد آذاناً صاغية وقلوب واعية ، فالمرحلة حساسة ، والوضع لا يحتمل ، والأمة في وضع يجب أن تتكاتف كل الجهود للخروج منه .
(( اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد ))
في السبت 16 مايو 2015 08:02:41 ص