|
لم نعُد نعي معنى الحُب , معنى الخسائر الفادحة التي نتكبدها , شقاء الخراب , ومازوت الطلس وأنفاس اللحظات الأخيرة .
نعدو للأمام بـــ بطىء , نتقاسم تاريخنا الوهمي , نُجادل ونُدافع عن جلاد وندرك مُسبقاُ مدى قذارته ومدى بحثه عن الشُهرة والتلميع , نرى كُل ذلك بألم شديد ونعرف مع هذا التوهان أننا ماضون في آتون سوف يبتلع الكُل لـــــــــــــ نُمرر كُل تناقضاتنا على اعتبارها جُزء من شقاء يومي حافل ومليء بالهزائم ونقول بعد كُل واقعة نعيشها مركبنا يغرق وموج البحر أشد ابتلاعاُ وضرباُ من ذي قبل , نتلقى اتصالات عابرة من أصدقاء خذلتهم أوطانهم في لحظات بائسة لنحكي لهم أن الوضع لم يعد يحتمل البقاء , وأن عجلة الزمن تدور للخلف وبقوة .
بوابة إبريل تفتح لنا اليوم شهية جديدة في الكتابات , في مُلامسة كذبات وأوجاع السياسيين , في قراءات جديدة لحوار سموه (وطني) ولم نعرف من وطنيته هذه إلا ارتفاع منسوب القتل في الجنوب لهذا سموه وطني لأنه أقدر وأقذر على إسكات الناس .
إبريل كغيرة من شُهور السنة تعودنا فيه أن نأخذ قسطنا الكامل من العذاب , من شظف الحياة اليومية , ولكنه يأتي هذا العام بنُكهة مُتغيرة بعض الشيء فــ إمبراطور السبعين تحول إلى مُدمن فيسبوكي وجنرال الثورة مازال نائما وفوق كفه ينام صف الأوسمة (المُزيفة) مع الاعتذار لمُريد البرغوثي في ثورة الجنرالات والأوسمة .
إبريل يأتي هذا العام ومنسوب الأمل يُختزل بين الشوارع ومن على فرزة الباصات , الكُل يتحدث عن دولة الألفية الثانية , الكُل يتحدث عن دولة مدنية تُختصر بمعوز قبيلي لعين , الكُل مخدوع والكُل يرى في القادم نجمة إبريل بدلا من كذباته المُتتاليه .
مع بدايات إبريل نرى الرائع ياسين سعيد نُعمان وهو يُعلٌم الآخرين معنى الحوار واحترام الوقت وهذا يُذكرني بـــ أول حكومة بعد الوحدة عندما أستبشر الناس بـــ خير برلمان جديد سقفه مُرتفع في الكلام لكنه يختزل بين أروقته سكاكين مميتة أودت بـــــــــ ياسين وكثير من السياسيين خارج مُعادلات الحُكم .
إبريل ينفض والوطن مُختصر بفُندق خمسة نجوم سموه مُوفمبيك , أروى عُثمان تنتفض من جديد طالبة بـــ متحف وطني بمُواصفات عالمية , وبعض من حولها يحكون ذقونهم طالبين بدولة تنتمي إلى عهد كسرى وقيصر والخندق .
كلام لا ينتهي , وإبريل في بداياته وسوق السياسة في أوج قوته , تحالفات بالجملة كذبات بحجم الأوجاع والخُذلان الذي نُلاقيه , فايرستاين مُتكى , يُدير الحوار وفق مصالح بلده .
هل تحول هذا البلد إلى ممسحة ...؟
هل تحولنا إلى ماسحي رزيلة الآخرين وهل التحالفات الوهمية التي نصنعها كُل يوم تصنع من كُل شخص منا عميل بحجم موقعة ووظيفته ونشاطه السياسي ...؟
ما الحوار الذي ننتظره من بين أضلاع فايرستاين ...؟
ما هي الدولة المدنية التي نبحث عنها والبلد تُعج بالمدارس المُتشددة بمُجرد أن تقل في أوجاههم لا يُحولوك في لحظة خاطفة إلى كافر من الطراز الأول ...؟
إبريل هذا العام يأتي بـــ كذبة وطنية إن لم نقل ( الحوار) فهو مسخ الدولة المدنية والتي يُنادي بها الكُل وهؤلاء كُل واحد منهم مُتمترس في حقارته وغير مُستعد للتنازل عن شيء من أخطاءة .
إبريل أعذرنا هذا العام فلا يوجد لدينا ما نُوزعه من أكاذيبك فــ كُلنا نلنا قسطنا من التعب , وكُلنا كاذبون وواهمون , فلا يوجد بيننا رجل صالح إلا وقتلناه , ولا يوجد بيننا رجل مؤمن إلا وخذلناه , ولا يوجد بيننا أي حُلم نقي إلا ووضعنا حد لنهايته .
Jalal_helali@hotmail.com
في الأربعاء 03 إبريل-نيسان 2013 04:27:26 م