الحوثي وعفاش..المعركة المؤجلة
بقلم/ طارق العضيلي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 14 يوماً
الإثنين 01 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:09 ص
يعتبر انتهاك بيوت المواطنين ،والناشطين المعارضين و كسر اجنحة القبائل اليمنية وانتهاك حرمات بيوتهم قمة في الانحطاط الاخلاقي ،والقيمي ،والانساني وانتهاك لمعاني الديمقراطية ، والقيم النبيلة التي كان يتصف بها الشعب اليمني والقبيلة اليمنية ، ونسفاً لأعرافها وأسلافها وتقاليدها ،بل وسقوطاً في الوحل لـؤلئـك الفاعلين ،والمتفرجين خاصة المنتسبين للمؤسسة العسكرية والأمنية الذين انحرفوا عن واجبهم، ودورهم في حماية البلد ومواطنيه ،واصبح البعض منهم جزء من منظومة الميليشيات الارهابية التي تقوم بعمل القتل،و التخريب والبلطجة ،واعتقال المواطنين وإذلالهم في النقاط ،والشوارع ،واماكن اعمالهم
لقد عاش اليمن في أسوأ أحواله في ظلّ حكم الأئمة من أل حميد الدين ،وفي ضل حكم جمهورية صالح على حد سوى فكانت الحقبة الزمنية التي حكمت فيها الدولة المتوكلية كهنوتية ،وظالمة للإنسان اليمني ومجحفة بحق حياته الإنسانية لم يختلف عليها الحال في زمن صالح منذ توليه العرش عام 78 وما عاصره الانساني اليمني منذ ذلك الزمن الى الان لم يختلف عن سابقه فقد تجعل الواصف يحدثك ، ويسيح بك في حقول من الألغام ،والمصائب .اعتمد صالح في حكمه على تجويع الناس ، وتفريقهم ،وزرع الارهاب في الاماكن الخصبة كي يتسنى له جمع الاموال له ولعائلته بإسم مكافحته ، زرع المشاكل والحروب سواء في الشمال او الجنوب، حزب الناس وفرقهم ضد بعضهم ،الاستحواذ على السلطة والمناصب العليا واعتبارها مكاسب لناس مخصوصين دون باقي الشعب ،وغيب الدولة ،واعدم الامن ، ،وافتعل الازمات ،وقام بتجهيل المجتمع ،ودعم قبيلة على قبيلة ،وحزب على حزب كي يتسنى له البقاء من اجل الحكم والتسلط الى ابد الابدين ، هذا وغيره من الادوات الخبيثة التي كان يعتمد عليها في فترة حكمه سوى من بعض التغيرات على الارض التي جعلت الناس تتفتح قليلاً بالعلم والمعرفة ولم تكن الا ظاهرة كونية وتكنولوجية تفجرت للعالم كله وحصل اليمن على جزء منها، لقد عاش البلد ومازال في أدنى مقومات السلم الحضاري والاجتماعي والحياتي يعيش أهله في اوساط عصابات اقطاعية لم تشبع من اموال ودماء الناس ،وفي دولة هشة لايوجد فيها ابسط مقومات الحياة والعيش السليم.
حتى الحبة تفلق الصخر الأصم لكي تخرج وتنمو نبتةً خضراء أو تتفتح زهرة جميلة فواحة. إنها إرادة الحياة التي تكسر الأغلال والقيود، كما قال الشاعر أبو القاسم الشابي.
وهذا ما حصل في اليمن، بعد دهر من الطغيان والاستعباد. حتى اتىت ثورات الربيع العربي وكان لليمن والشعب نصيباً من الحياة والأمل القادم ،وبناء دولة المؤسسات والقانون ، حتى القبيلة ارادت ان تندمج في المدنية والحضارة ،فكان مشايخ ورجال القبائل من اولى الطلائع التي ناصرت الثورة وأيدتها بالإضافة الى العسكريين وبعض رجال الدولة الشرفاء قدم اليمن خيرة رجاله وشبابه كي يصل الى دولة افضل وحياة يسودها القانون والقانون فقط في 21 فبراير 2012. اقترح مجلس التعاون الخليجي مبادرة قام بموجبها صالح بنقل صلاحيات الرئاسة لنائبه عبد ربه منصور هادي. وقام صالح بالتوقيع على الاتفاقية على أن يترك السلطة بعد ثلاثين يوم من التوقيع، على ان تشمله حصانة خليجية ودولية تمنع عنه المحاكم ،والملاحقات ويسقط حق الضحايا من محاكمته ومحاكمة الطغمة المجرمة بحق الشعب كافة ،وأن تعقد الانتخابات الرئاسية بعد شهرين من تركه السلطة. وقام صالح بالتوقيع على الاتفاقية في 23 نوفمبر 2011 وفي 26 نوفمبر أعلن عبد ربه منصور هادي عن عقد الانتخابات في 21 فبراير.[ ولكن الثورة وقواها فتحت على نفسها ابواب الجحيم بهذه الاتفاقيات ، لان صالح مراوغ وثعلب ماكر باعتراف العالم فقط استفاد واستثمر هذه المبادرة طيلة هذه السنوات الثلاث والتي كانت في وقتها غير مرحب بها من كثير من الشباب وممن يعرف صالح عن كثب. رئيس منتخب من الشعب لكنه ضعيف وغير قادر على بناء دولة في ضل وجود العصابات السابقة ، حكومة وفاق ولم تكن الا حكومة فساد خاصة وان نصفها هم من الفاسدين السابقين والنصف الاخر من الحكومة إما فاسد اوعاجز عن تغييرات اوتحسينات في الوزارة مزيداً من الفوضى والاضطراب،والتخريب ،وتجويع المواطن ،والازمات ،وضرب المصالح العامة ،والاغتيالات السياسية، والحروب كل هذا بفضل المبادرة ،والحصانة ،وغباء الساسة الجدد.. الحوثيون وجدوها فرصة ثمينة، فاغتنموا ضعف الدولة وأعدّوا العدّة للاستيلاء عليها وهذا ما حصل. اعدادات ،وترتيبات ، وشراء اسلحة ، ودعم خارجي،جيهان 1، جيهان 2 وما خفي كان اعظم ، شراء ولاءات وذمم ، عقد صفقات سرية وعلنية مع االنظام السابق ، اسقاط المدن والقرى والأرياف قتل وتفجير كل من يقول له لا ،استئصال التيارات السلفية والإصلاحية والدينية ،والقبلية ودورهم ،ومساجدهم ،ومدارسهم،وجامعاتهم ،إرضاءً للغرب وبعض الدول العربية الداعمة وسكوتهم عنه.. النتيجة كانت لصالح الحوثي كل مرة فهو محارب ،وقاتل في نفس الوقت مزيدا من السقوط الاخلاقي والإنساني والقيمي له ولمسيرته القرآنية هذا لا يهم ! النصر على الاعداء ورفع الشعار ،وهتافات الموت واللعنة اهم مما سبق النتيجة حسمت سلفاً وهو تأمين الممر البري من صعده حتى صنعاء سقوط دماج ،وحاشد ،ثم عمران وبعدها صنعاء،وذمار ،وإب والآن على مشارف الجنوب تطهير الارض، والقرى ،والارياف ،والمساجد، والبيوت، و المعارضين و الجنرال على محسن، وقبله العميد القشيبي وعصب المال الثورية حميد الاحمر وقبله اخوانه وكسر شوكة القبيلة المعاديه له ولحليفه عفاش في كل معركة ينتصرون فيها لابد من تكليلها وتتويجها بملاحقة المعارضين والناشطين ، والإعلاميين والمدافعين عن ارضهم وأعراضهم وانتهاك بيوتهم وحرمتها ،ونهب ما يستطيعون عليه وبسط نفوذهم على املاك الناس بغير حق وجعل مقر الفرقة الاولى مدرع وكرا وساحة تدريب للفاشية الجديدة وميليشياتها وميدان هجوم على باقي المحافظات
بهذا تراجعت القوى التي فجّرت الثورة، وكان ذلك بمثابة خطأ فادح وثوقهم بمجلس الامن ورعاة المبادرات ،وهيكلة الجيش سيدفع ثمنه الذين أسهموا في أن يؤول الوضع بالدولة اليمنية إلى الإفلاس والانهيار.
والسؤال الاهم : متى تبدأ الحرب المؤجلة؟؟
يتبع