الأمة في ذكرى النكبة بين برشلونة وعرب أيدول
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر
السبت 18 مايو 2013 04:17 م
الأربعاء الماضي صادف مرور 65 عاما على قيام دولة اليهود على أرض فلسطين الحبيبة وذلك في 15/5/1948م . مرت هذه الذكرى الأليمة دون تأمل وتألم لما حاق بهذه الأمة من تشرذم واندحار ومذلة وتابعية , وكان الواجب أن يشحن لها رعاة الأمة كل إمكانياتهم وكوادر المعمورة كل مكنوناتهم , سياسيا وإعلاميا وتعليميا وشعبيا واقتصاديا , كان يجب أن يبذل الكل جهده ليحقق في مثل هذا اليوم ترابطا إسلاميا عالميا يجسد عظمة هذه الأمة ويؤكد أن جيل الإسلام القادم لن ينسى فلسطين وبيت المقدس . كم تمنيت أن يكون هذا اليوم محط اهتمام قنواتنا الفضائية وصحفنا لتنقل جزءا من تاريخ الاحتلال وما عاناه الشعب الفلسطيني من قهر وبلاء , وتسطر شيئا من بطولات وانتصارات غزة , تمنيت أن يكون يوم عمل ونشاط في كل مدرسة وجامعة بما يخدم هذه القضية الحيوية الغالية ماديا وإعلاميا ونفسيا , حتى يعلم الكل أننا رجالا ونساء شيوخا وأطفالا حكاما ومحكومين لم ولن ننسى فلسطين وسنظل نتوارث قضيتها حتى يفتح الله بيننا وبين القوم المغضوب عليهم والضالين . ولكن خاب الظن فأغلب أهلنا في قيل وقال , يناقشون حدثا رياضيا يفوق عندهم حدث النكبة , يهتمون بأخبار فريق برشلونة أكثر من قصص فلسطين المزيونة , ويتعاطفون مع بطلة مسلسل تركي بالدموع والأنين أكثر من تعاطفهم مع بطولة خنساء فلسطين .

شبابنا لملحمة بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الرياضية أكثر تفاعلا من ملاحم كتائب القسام الجهادية , قنواتنا وصحفنا لنقل المهرجانات والمباريات وخطب الزعماء الجوفاء أقوى حضورا من نقل فعالية خطابية إنشادية فلسطينية عصماء , وسنكتشف يوما أن ما تبرع به شعب وحكومة دولة مسلمة لفلسطين لا يصل إلى نصف ما أنفقته من أجل رفع رأسها في برنامج \" عرب أيدول \" الغنائي , تجارنا .. أدبائنا .. علمائنا .. الأمة بكل طبقاتها الحاكمة والمحكومة ( إلا من رحم الله ) عاشت ذكرى احتلال فلسطين دون أن تتذكر دير ياسين , عاشت ذكرى الاحتلال دون اختلال ولا سؤال , عاشت ذكرى قيام دولة اليهود دون غرس الأمل فينا أن الأقصى لنا سيعود . إن أقل ما استطيع تقديمه في هذه الذكرى هو نقل الخبر الأكيد بأن النصر قادم عما قريب , مستدلا بوعد الله في تحقق المراد : \"فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبير\" , وبشارات رسولنا في سنته من حديث أبي هريرة \" رضي الله عنه \" أن رسول الله \"صلى الله عليه وسلم\" قال : \"لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم ، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ \" ومن خلال استقراء مراحل سير صلاح الدين نحو النصر نتيقن بقرب يوم الصلاة في المسجد الأقصى . لقد بدأ صلاح الدين مشواره حاملا هم أمته متألما لحالهم وأيقن أن الطريق للنصر يتطلب أولا إزالة حكام العمالة والعفن سلاطين المذلة والوهن ثم توحيد الأمة على هدف عظيم وتحت راية كريمة . واليوم هذه الثورات المباركة هي الخطوة الأولى نحو النصر , وستتوحد الأمة بعون الله تحت ظلال الخلافة الراشدة التي أشرقت شمسها في غزة وتركيا ومصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من البلدان . والله متم نوره ولو كره الكافرون