عند ما تكون أمام فرصة تاريخية لبناء دولة ديمقراطية عادلة موحدة قوية تمتد على مساحة تزيد على أكثر من 500 الف كليو متر مربع ويقارب عدد سكانها على 30 مليون، لها تأثير في المنطقة فتأبى ذلك وتصر على مشروعك الصغير الذى ليس له عنوان ولا هواية ولا رصيد تاريخي فهذا هو قمة الحمق .
توجه إليك الدعوات و المناشدات للمشاركة في صنع اليمن الجديد ووضع اللبنات في بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق حلم أنتظره أبناء بلدك عقوداً من الزمن وقدموا من أجله التضحيات واشعلوا الثورات، فترفض وتصر على أن تكون معول هدم وعامل فشل وسبب في ضياع اللحظة التاريخية بافتعالك المشاكل والأزمات بذريعة أنك تريد حقوق المظلومين الذين كنت أنت سبب معاناتهم بسبب حمقك وأطماعك الأنانية .
مهما حاولت أن تجمل وجهك بمساحيق الزيف المنتهية الصلاحية فلن تنجح وتحقق ما تريد و إن وجدت من يصفق ويهتف لك في الوقت الحالي، فإن التاريخ لن يرحمك وسيقذف بك إلى مزبلته و لن تجد في الأجيال القادمة من يذكرك بخير، لأنك آثرت أهواك الشخصية على تطلعات وأحلام الجماهير وقدمت رغباتك الأنانية على رغبات و آمال الجماهير ,إن كنت صاحب قضية عادلة فطرحها على طاولة الحوار فالحوار هو الطريق الوحيد لحل كل المشاكل ..
عليك مراجعة حساباتك لا تكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
الدعوة إلى فك الارتباط وفرض هذا المشروع بالقوة كما يحاول البعض، هو دعوة إلى إفشال الثورة الشعبية وخدمة كبيرة لأعدائها ومن يساند هذا المشروع بالقول أو العمل فهو عدو للثورة وإن كان يزعم انه من أوائل الثوار، لأن الثورة وحدة ليس تفرق والتئام وليس تشتت والإصرار على بقاء الوحدة بشكلها الحالي ومحاولة فرضها بالقوة كما يحاول البعض هو تآمر وتدمير للثورة الشعبية أيضاً ومن يسعى و يساند ذلك فهو عدو للثورة، الثورة عادل وليس ظلم وشراكة وليس اقصاء وضم وألحاق .
لابد أن نصل إلى قناعة أن بقاء الوحدة اليمنية ضرورة لكل اليمنين شمالاً وجنوباً , لكن بشكل جديد يحقق العدل والشراكة الحقيقية ليس فيها ظلم أو إقصاء وتهميش , هذا ما يجب أن يعمل من أجله اليمنيون لاسيما الثوار في الساحات وميادين الحرية والتغيير مستغلين الفرصة التاريخية التي حققتها الثورة الشعبية .