تزخر اليمن بموارد طبيعية متنوعة وتنوع اقتصادي متميز واليمنيون يتميزون عن غيرهم من الأمم بالحكمة والإبداع والتواضع مما جعل الآخرون ينسجون حولهم الحكايات والأساطير واعتبر المهاجرون منهم والرحالة العابرون للقارات من قبائل الأمازيغ الذين وصلوا إلى أمريكا الجنوبية عبر الساحل الغربي لأفريقيا وبنو المسلات والمعابد حتى أن أثارهم مازالت تحظى بالقدسية إلى حد العبادة كما أن أوروبا تحتفظ برسوم لأفراد ونقوش قديمة وجدت على جدران أنفاق لندن وإيطاليا يسمونهم عظماء الأمة ويعتبرونهم الأصول الوراثية لمؤسسي أوروبا منذ ما قبل الميلاد ويعترفون في تاريخهم بأن هؤلاء العظماء ينحدرون من مملكة سبأ العظيمة.
إلا أن أمتنا تداركها الضعف فخلف من بعد هؤلاء العظماء خلف انحدروا نحو سياسة عمياء أساسها الجهل وسنامها الشللية البغيضة وأصبحت منذ أكثر من مائتين عام يتناوب على زعامتها جهالة تطبق عليها جهالة أخرى وأصبح حالنا بميزان المثل القائل خطوة للأمام وخطوتان للخلف.
ترى لماذا سمحنا للمتسلقين بالقفز على أفكارنا وإبداعاتنا وتحويلها لأملاك خاصة لهم والأدهى من ذلك أنهم يحتضنون هذه الأفكار العظيمة ثم يفرخونها تحت عقولهم المريضة ثم يطلقونها أفكاراً عليلة ملوثة بأمراضهم وفساد أخلاقهم .
لماذا نسمح لهؤلاء أن يتحولوا إلى أفواه ديناصورية تلتهم أفكارنا وإبداعاتنا ثم يتركوننا خلف ظهورهم السميكة يحبسون عنا نفس الحرية ويحرموننا من حقوقنا الذاتية في المشاركة في بناء الوطن الكبير.
لماذا يعين المسئول في وطننا فإذا استقر في كرسي المسئولية تحول إلى دكتاتور رهيب معتبراً تلك المسئولية والسلطة أملاك شخصية بحتة تحفها أحزمة من الجهلاء والمستشارين ثم يحتجبون عن الكوادر الشرفاء من أبناء هذا الوطن ويبدءون في صياغة الجاهلية العمياء فإذا اقتربت منهم تحدثوا بالرموز والشفرات وإذا ابتعدت عنهم لا تدرك نفسك إلا وأنت محاصر بسيول من محن الفساد والمحسوبية تفوح في قراراتهم وإجراءاتهم أما إذا انتقدت سلوكهم فإنهم يكشرون نحوك بأنياب مسمومة ويضعونك في خانة العداوة والعداء حتى يحرموك من حقوق المواطنة وجعلها حكراً عليهم وهم لا يمتلكون من شروط المواطنة أي مؤشر على ذلك وتراهم يفسدون أنفسهم ويفسدون من حولهم ويفسدون حتى من يقدم لهم العون.
ترى الشرفاء منشغلين بالتفكير في عزة هذا الوطن وهم لا يفكرون إلا في ترقية أولئك الأذناب من أتباعهم تجمعهم قواسم مشتركة من حب الذات والرغبة في الانتقام من كل ما هو جميل في هذا الوطن ولا يجتمعون على فضيلة أبدا.
خلال هذين القرنين من الزمان تعود شرفاء الأمة أن يمارسوا أعمالهم بشفافية ونزاهة واتسمت أعمالهم بالديناميكية والبحث عن الأفضل وترسيخ سمعتهم المهنية والأخلاقية وكانوا يتوقعون أن يخلق في هذا الوطن من يرعى نزاهتهم وكفاءاتهم فإذا بهم يصطدمون بجدران خرسانية متعاقبة من البيروقراطية والفساد والمحسوبية حتى استكثر الفاسدون عليهم موقعاً في وظيفة أو ميزة في منصب يعملون جاهدين لإبراز خبراتهم ومهاراتهم ومعرفتهم ثم تتفاجئ بتعين وترقية شخص جاهل يتم رفعه من تحت أنقاض التخلف والجهل فيضعونه فوق رأسك ويطلبون منك أن تظل حاملاً له على كتفك وهو يتهادى عبئاً عليك بجهله وبيروقراطيته .
هل نحن اليمنيون جديرون بلقب أصل العرب ؟ وهل نحن جديرون بحمل ذلك التراث الغالي الذي بنيناه في الأندلس وشمال أفريقيا وجنوب شرق أسيا ؟ أم أنه قدر علينا أن نظل نتأرجح يحكمنا الجاهلون الذين يقتاتون بالمزايدة والتظليل السياسي وهم بمحدودية معرفتهم وهذا يمكنهم من الوصول إلى مواقع رائدة تسند إليهم فيلجئون إلى المهاترات التي يجيدونها متمثلة في الديماغوجية السياسية والنفاق والعبث بمقدرات الوطن وعدم الاعتراف بالانتماء .
وإذا رأيت المسئول فتراه ومن حوله ذوي القربى من الموظفين فتكاد تشعر أنك أمام شيخ ورعية وإذا حصلت زوبعة في الوطن تراهم أسرع من يقفز إلى حضن الآخر دون حياء أو خجل يبدءون في سب الفساد والفاسدين ويلعنون الظالم والظالمين وكل ما يهدفون إليه هو الانتقال إلى أحد كراسي الطرف الآخر بسلاسة ويسر ولا يأبهون بسخرية الناس منهم والدعاء عليهم فهم يكذبون ويكذبون حتى يتخيل لهم أن الناس سوف يصدقون أقوالهم فيسمون أنفسهم ناشطون ومغرر بهم ومخدوعون ومقهورون على أنفسهم من حكامهم السابقون بينما ينطبق عليهم القول المأثور " قومٌ مصابون بنزق السلطة ".
ومن هنا ندعوا شباب الأمة الي عدم الانخداع بهذا الوهم الكبير الذي يسمي الأنتفاضة فماهي الا أنقلاب سياسي نفذة حثالة من الفاسدين واحتووا علي طموحات الشباب وحماسهم الوطني وأنتزعوا مطالبهم وتركوهم في ساحات التغيير وامام الوزارات والمؤسسات يتضاهرون ويعتصمون في غياهب الشرود والخسران وعدم الأتزان, وليعلم شباب هذا الوطن أن لا ملجاء لهم الا الأنسلاخ عن هذة الأحزاب والجماعات الأنتهازية والالتحاق ببقية شباب ومكونات هذة الأمة وليعلنوا استقلالهم عن الأنظمة الحاكمة وبناء مكون أجتماعي جديد بعيدأ عن هذة الأ نتهازيات.