ويسألونك عن الوطن..
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 12 يوماً
الخميس 06 ديسمبر-كانون الأول 2012 06:06 م

الوطن اليماني خيارنا والحوار الوطني أملنا ،  ويسألونك عن الوطن .؟ فقل هو اليمن مهد العروبة الأول ومنبر أرقى الحضارات الإنسانية وحاضرة الإسلام وقل وطني أنت عشقي الأبدي وأنت محراب صلاة الثائرين , عرين المناضلين , قبلة المثقفين , وطن الفاتحين وإن يسألونك فما الوطن .؟ إرفع يدك مصافحاً هام اليمن وقل مفاخراً .. هو الأرض والإنسان معاً ، فما الحوار إذاً .!!؟ هو الوطن .. تجري الإستعدادات في وطننا اليمني الحبيب هذه الأيام بوتيرة متسارعة لعقد مؤتمر الحوار الوطني في مرحلة فاصلة وتأريخية حوار وطني يجمع كل القوى الوطنية من مختلف الشرائح الإجتماعية والقوى السياسية من مختلف الإنتماءات السياسة والمشارب الفكرية وحراك المجتمع المدني الحديث ،  منطلق الحوار الوطني اليمني إن صدقت النوايا وغُلبت مصالح اليمن العليا على المصالح الذاتية الفردية وتقزم  المناطقية والطائفية وقصور النظرة الحزبية والإبتعاد عن الحقد السياسي والفوقية , والإستبداد بالرأى على الأخر فأن الحور الوطني سيكون بحق محطة تاريخية هامة على مسار الحداثة وبناء أسس الدولة المدنية الحديثة في ظل يمن ديمقراطي فتي يسوده العدل ويرتقي بمفهوم العدالة الإجتماعية على أساس مبدأ القانون فوق الجميع والمدنية سلوك حضاري في التعامل السياسي والإجتماعي

إن أهمية الحوار الوطني تتجسد في الحضور الكامل والفاعل للقوى الوطنية الفاعلة في المشهد السياسي على مستوى الداخل والخارج وعليه يتطلب من الجميع بحس وطني فك الإرتباط مع الأنانية ومغادرة الذات وكل أشكال ومفاهيم الإحتكار بقناعة تتجسد على الواقع فعلأ ومضموناً وتقديم التنـــازلات فهي أياً كانت تنازلات من أجل الوطن

إذاً ليكن تعريف الحوار الوطني هو الوطن وعلى الجميع دون إستثناء أو إقصاء أن يلتزموا مقاعدهم في سفينة الحوار ولينطلقوا واثقين بمهارة رُبانه الأبي فإسمه القدسي اليمن ..! نِعم الرُبان هو فليصوب الجميع رؤاهم نحوه بكل مصداقية وشفافية وموضوعية ممنهجة في الطرح بعيداً عن الإنتهازية السياسية والحزبية والقبلية حيث الغاية هي الخروج بالوطن من مرحلة التعثر العنكبوتي بين تضاريس الفوضى والإنفلات الأمني والإنهيار السياسي والإقتصادي للوطن والمعيشي للمواطن في ظل اللا مؤسساتية واللا دولة والوسيلة هي الحوار للخروج بالوطن اليماني الحبيب إلى شاطئ الأمان ومحطة الوحدة الوطنية الأمن والإستقرار والسلم والتعايش الإجتماعي بين أبناء الوطن الواحد من المهرة شرقاً إلى صعدة شمالاً .. إن نجاح مؤتمر الحوار الوطني بأهميته مرهون بما يمتلكـه المتحاورون من حس وطني وإنتمـــاء حقيقي لليمن يجسد هويته العربية الإسلامية ومن هذا المنطلق يحق لنا القول والتساؤل هنا هل سيجيب المتحاورون على أسئلة الوطن الملحة كي يمنحهم الثقة بالتحدث بإسمه .؟ وهل هم قادرون على توجيه السفين اليماني المثخن بجراح الأزمة إلى ميزان الحكمة اليمانية وتوجيه أشرعته الوطنية إلى مرفئ التغيير الحقيقي ..؟ هل سيتحاوروا بإسم الوطن ؟

أم سيتمحوروا بموجب المبادرة الخليجية والقرار الأممي .؟ ويظل التوافق سبق سياسي ميكافيلي على مبدأ المحاصصة والغاية تبررها السلطة .؟ لسنا متشائمون على الإطــلاق فالأمل يحذونا بتصويب الرؤى والأبصار محدقة صوب طاولة الحوار الوطني للخروج بيمننا الحبيب إلى شاطئ الإستقـرار ومحطة التغيير كبديل ثوري ونيل الأستحقاق في السيــادة وبناء جسور متينة للدولة المدنية الحديثة بأنظمتها المؤسساتية المعاصرة الغير قابلة لقانون العسكرة وشريعة حكومة ظل القبيلة نعم للحوار .. ويسألونك عن الوطن ؟ فقل هو الأرض والإنسان معاً .. عن الحوار ؟ هو الوطن.