الأموات وسيلة لرفع معنويات الزعيم
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
الخميس 28 مارس - آذار 2013 05:20 م
هناك شلة من "المتمصلحين وطالبي الله "تحيط بالرئيس السابق تخصصت في تأليف وإخراج "مشاريع الظهور الإعلامي له"، فلا يمر أسبوع إلا ونجد ثمة مشروعا أو مناسبة هنا أوهناك يظهر فيها الصالح لأمر الله للحديث عن الواقع على الساحة اليمنية وتداعيات الأحداث، ومرجعاً بالطبع كل أخطاء ما يجري وأخطاء نظامه السابق إلى جماعة الإخوان المسلمين.
قبل أيام حلت علينا ذكرى عيد الأم التي تصادف طبعا "عيد ميلاد صالح المزعوم"- أقرباء من أسرة صالح يؤكدون أنه لا يعرف اليوم الحقيقي لعيد ميلاده خاصة وأنه من أسرة أمية وكان يتيماً ولم يدون أحد يوم ميلاده -, لكنه للأسف نسي أنه تقدم في عام 2006م للترشح في الانتخابات الرئاسية, وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد ألزمت مرشحي الرئاسة في حينها تقديم كل مرشح بيانات شخصية تتضمن تاريخ الميلاد واسم الزوجة إلى آخره.. فتقدم صالح يومها وأثبت في استمارته الرئاسية أنه من مواليد 15-7-1942م , لكن هذا اليوم اليتيم ظل طيلة هذه العقود محروما من أي احتقال.
عيد ميلاد أم يوم وفاء:
تحدثت العديد من وسائل الإعلام التابعة والممولة من صالح بأنه احتفل يوم 21 مارس بعيد ميلاده في حين بادر موقع "المؤتمر نت"، وأعلن أن صالح احتفل بيوم الوفاء (في إشارة إلى يوم إعلان اللواء علي محسن وقادة الجيش انضمامهم للثورة".
الجميل في الموضوع أيضا أن موقع "المؤتمر نت"، وهو الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام تحول بشكل مباشر من موقع حزب إلى موقع شخص.
"المؤتمر نت" بدأ يُظهر أخبار صالح بإبراز واضح, في حين يتجاهل أخبار الرئيس هادي, وبدأ يظهر أخبار التهاني والتعازي التي يبعث بها "الزعيم" إضافة إلى بث أخبار اللقاءات الخاصة والعامة له حتى المناسبات الشخصية, في حين تُغيّب أخبار الرئيس هادي ووزراء المؤتمر المشاركين في حكومة الوفاق الوطني الذي يبدو أن لعنة الزعيم قد حلت عليهم لأنهم لم يعودوا من رجاله بل من رجال هادي – رفض غالبيتهم الانصياع لتوجيهات صالح ويتلقونها حاليا من هادي -, فغابت أخبارهم وأنشطتهم في حين لم تغب أخبار الغمز واللمز عليهم وإلحاق الفشل وتبعاته عليهم من واجهة موقع حزبهم.
أصبحت المناسبات وسيلة تنعش نفسية الرئيس السابق ووسيلة "لطلبة الله" عند مستشاريه, لذا نجد أن فريقاً قد تم إعداده يعمل بين الفينة والأخرى على إخراج مشاريع الظهور للعلن عبر شاشات التلفاز وأخبار الصحافة, وتتفاوت المشاريع من مشاريع صُرف عليها الملايين إلى مشاريع صغيرة حتى وإن كانت مع المراهقين المفسبكين وهواة الانترنت, وهنا يبرز اسم أحمد صوفي كأحد أبرز الشخصيات التي عرفت كيف تستخرج "الأموال" من جيوب صالح, وهو صاحب مشروع صفقة العمر الخاص به، وهو"مشروع ظهور صالح في السبعين أمام أنصاره" – كلف أكثر من 150 مليون ريال - إلى مشاريع لقاء صالح ببعض خريجي جامعات صنعاء وانتهاء بأنصاره من هواة الفيس بوك الذي أعلن صالح أنه يتابع كتاباتهم وتعليقاتهم حتى الفجر.
يحاول صالح الظهور عبر إرسال برقيات التهاني والتعازي إلى جهات خارج اليمن, والاحتفاء بأي رد على تلك البرقيات حتى لو أتي الرد بعد أسابيع "كما حصل في الرد السعودي على برقية وفاة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود".
حقاً الزعيم متعطش للظهور, فلا تلوموه لأنه حتى تعازي الأموات تنعش روحه لأنه شب على الظهور ومن شب على شيء يريد أن يموت عليه..