فخامة الرئيس انت تدرك قبل غيرك انك اخطأت اخطاء فادحة في الماضي عندما راهنت على مليشيات الحوثي لخلق توازن , أو للقضاء على حزب الإصلاح وقوى الثورة التي وصفت ثورتهم بالكارثة الكبرى لليمن , أو هكذا نقلت وسائل الاعلام عنك , فخسر رهانك وربح رهان حزب الإصلاح وكل قوى الثورة التي كانت تدرك خطورة مليشيات الحوثي.
وما يريده منك الشعب اليمني بعد ان نجاك الله وأوصلتك قدرته التي سخرت لك كل الخيرين في هذا الوطن والتي انت تعلمها إلى مدينة عدن وكذلك قوى الثورة التي راهنت عليك في قيادة التغيير وراهنت انت على غيرها ان تصحح تلك الأخطاء , وان تكون حساباتك صحيحة ودقيقة وتعيد للملاين التي خرجت يوم 21 فبراير لتنتخبك وتمنحك اصواتها اعتبارها وذلك بحسن اصدار القرارات وإعادة البوصلة إلى مسارها الصحيح.
واعتقد جازما أنك اصبحت اكثر دراية وادراكا بمن وقف معك وخرج متظاهرا وقدم الجرحى والشهداء على يد مليشيات الحوثي اثناء محاصرتك من قبل تلك المليشيات والذين تنكرت لهم يوما ما , ونحن هنا لا نعاتبك لأن الوقت ليس وقت عتاب وإنما وقت رص الصفوف وانقاذ اليمن , ولكن نذكرك بتلك المواقف لكي لا تخذل الشعب مجددا ولكي تحقق طموحاته وآماله التي عقدها عليك.
يا فخامة الرئيس لا تخذلنا مرة أخرى فثورتنا التي وصفتها بالكارثة على الشعب اليمني كما نقلت عنك وسائل الاعلام وثوارها هي من تقف معك , وهي من تدافع عنك , هي من تؤمن بشرعيتك وهي من تتصدى لمليشيات الحوثي وتهتف باسمك , فأعد لهم الاعتبار , وكن عند مستوى المسؤولية , وكن حازما صارما فيكفي اخطاء.
وبكل بساطة فإن الشعب اليمني يريد منك ان تكون حازما صارما منحازا اليه , وستجده بكل فئاته يقف خلفك ويقاتل معك , فقط اعد اليه الثقة , كن اقرب اليه ليكون الحارس والحامي لك بعد الله و, بكل صراحة فالناس اصبحت حالة التخوف عندهم اكثر من حالة الاطمئنان , فبقدر ما فرحوا بخروجك الى عدن بقدر ما زاد التخوف والتوجس , وذهب بعضهم الى اعتبار ان الفصل الثاني من المسرحية هو خروجك الى عدن ليكون طريقا سهلا لدخول الحوثيين الى الجنوب وإلى تعز وبسط سيطرتهم على اليمن بأكمله.
يا فخامة الرئيس بدد تلك التخوفات وارسل رسائل طمأنة الى الناس ليس بالكلام الذي مل الناس منه , ولكن بالفعل الذي ينتظره الناس وسأذكرك بأبيات للشاعر العربي للخليفة هارون الرشيد التي قال فيها:
وعدت هند وما كادت تعد .... ليت هندا انجزتنا ما تعد.
واستبدت مرة واحدة .... انما العاجز من لا يستبد.
فكن مسارعا ومباغتا إن اردت ان تخرج اليمن الى بر الأمنان , وهناك العديد من الإجراءات والقرارات والتي يجب اتخاذها على وجه السرعة لتخلط بها اوراق الانقلابيين ومن يقف خلفهم , ولا تكن مترددا فقد تجنبت المواجهة زيادة على ما يتصوره العقل وهنا تردني قول احد الشعراء التي يقول فيها:
إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها
إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا رأى منك يوماً غرّة وثبا
إذا ملكٌ لم يكن ذا هبهْ *** فدعه فدولته ذاهبهْ
وسأنقل لك هنا فخامة الرئيس واحدة من رسائل الشعب التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اتمنى ان تقرأها وتعيد قراءتها وتحليلها وستعرف ما وراءها والرسالة تقول : لحظة الصدق مع النفس:
لن نثق بهادي للمرة الثالثة إلا إذا :
1- أصدر لائحة دولية بأسماء الحوثيين المطلوبين للعدالة.
2- اعتبار المخلوع واسرته أحد المعرقلين الأساسيين للعملية السياسية واصحاب ثورة مضادة لثورة 11 فبراير.
3- طلب إيقاف البث الفضائي لقناة اليمن كونها قناة محتلة .
4- طلب إيقاف بث قناة المسيرة كونها طائفية وتقود إعلام انقلابي.
5- تعامل مع الجيش بأهمية تفوق اهتمامه بالأحزمة الأمنية الخاصة .
6- رد الاعتبار لكل ألوية الجيش التي صمت لضربها وباركها صامتاً أو "مدعمماً ."
7- إيقاف أول تاكسي على فرزة الشيخ عثمان - أبين ووضع ابنه جلال بالخانة الخلفية.
8- وأخيراً يصدق إنه رئيس لشعب وليس لفريق سكرتارية القصر.