فخامة الرئيس المنتخب " عبد ربه منصور هادي " صبيحة 21 فبراير 2012م توجهت إلى مقر لجنة الاقتراع لأقول لك \" نعم \" . في ذلك اليوم أيدك وطن بكل ما فيه من كيانات وكوادر ودعمتك ثورة بكل تضحياتها وشهداءها , وتحقق لك كل ما يحلم به حاكم من ثقة وقوة وحب وأمل . فما الذي جرى حتى وصل حالنا في عهدك إلى هذا الحد من الانهيار والتدهور ؟ هل كان الموقف أكبر من قدراتك ؟ أم إنك تسير وفق مخطط ليس من اختيارك ؟. أم هي الحرب والخديعة ؟!. لقد أحتار الناس في فهمك , فذهبوا متفرقين في تحليلهم لتوجهك وضعف موقفك .
ـ فمنهم من قال : إنك لا تملك حنكة سياسية ولا تفقه شيئا من فن الإدارة والقيادة , ولا تحسن الموازنات ولا مسار التحالفات ولا تتقن قراءة خارطة الطريق ولا فهم وضع بوصلة الأحداث . وتسير دون بصيرة على شعرة من هواء وغبار . فما أنت إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار !.
ـ ومنهم من قال : إنك مغلوب على أمرك وليس لك سلطة القرار ولا دفة المسار , وقد أقتصر عملك اليوم ( كسابق عهدك ) على المراسيم وإرسال التعازي والتهاني . وإنك مجرد قطعة تتحرك وفق مخطط مرسوم ومحدد . ولقبك في التاريخ سيكون " أفشل" رئيس حكم البلاد . ففي عهدك سقطت الدولة كاملة وسيطر الحوثي عليها في غمضة عين , وأصبحت البلاد تشهد حربا طاحنة وتمزقا محتوما .
ـ ومنهم من قال : إنك ذكي وداهية . وفي طريقك لبناء الدولة المدنية كان يجب إزالة كل العوائق المحتملة أمام هذا الهدف , فذهبت تناطح بين الوعول حتى تتكسر قرونها وتذهب كبرياءها , فيسهل عليك القضاء على المنتصر وهو مكسور القرون مثخن بالجراح . وحينها ستبدأ عملية البناء بكل سلام وأمن . فأيَّ هؤلاء أنت يارئيس اليمن ؟!.
ـ إن كنت غبيا سياسيا , فلله عاقبة الأمور ونسأله اللطف فينا . وإن كنت مغلوبا على أمرك وتابعا تنفذ أوامر غيرك , فأنت لا تقل خساسة وخيانة عمن سبقك من الزعماء , وقد خاب الأمل فيك ولا تستحق ما حصلت عليه من ثقة ودعم , ولن يكون مصيرك مغايرا لسلفك أصحاب الرؤية الضيقة والأهداف الشخصية , فانتظر حظك من اللعن والهلاك .
ـ وإن كنت داهية , وما يحدث اليوم هو مخطط يتم به اقصاء كل قوة قد تعيق بناء الدولة وخاصة بأس القبيلة وتنظيم الجماعة الإسلامية . فهنا أجد نفسي عاطفيا متفاعلا معك , ولكني عقليا أقف متوجسا الشر منك . ولن يذهب توجسي إلا حين اجد إجابات لهذه التساؤلات :
ـ لمصلحة من يتم تمزيق الوطن وسحق قوته الدفاعية وتركه غنيمة لأصحاب أفكار سامة وأهداف هدامة ؟. ومصالح دول أخرى . وما هو الهدف من رعاية ودعم وتمكين جماعة دموية طائفية متعصبة من السيطرة وفرض القرار ؟.
ـ من المستفيد من إقصاء قوى الوطن الحليفة كقوة القبيلة الحكيمة والجماعة المعتدلة ؟ , وهي بمثابة درع المجتمع الذي يقف في وجه أي تسلط وظلم وفساد يحدثه المتنفذون أو يبثه دعاة الفتن . وهي جيش الإحتياط في التصدي لأي دولة تريد تنفيذ سياستها القاهرة علينا أو تطبيق سلوكياتها المنحرفة فينا . ولنا في أحداث مطلع السبعينيات بالشطر الجنوبي عبرة وعظة , حين تم وأد رموز البلاد سياسيا واجتماعيا ودينيا واقتصاديا قتلا وسجنا وفرارا , وتم فرض ديكتاتورية النظام وجبروته , وعاد هذا علينا بتبني فكر روسي دخيل دون مقاومة , وسرنا في ركاب النظام وبرامجه بكل خضوع وذلة . فأين الذكاء في تربية قطيع من الكلاب البرية القاتلة للتخلص من هيبة الوعول وعزة الخيول ؟.
ـ رئيسنا " هادي " يزيد من توجسي قرأتي للتاريخ ودروسه . ففي الثمانينات تقلد " علي ناصر " سلطة أعلى ثلاث هيئات في الجنوب , وكان الناس يطلقون عليه حينها لقب " علي مرحبا " , إشارة إلى أنه تابع منفذ للأوامر برغم قوة سلطاته . ولكنه فجر مع أنصاره ( وأنت أحدهم ) مجزرة 86م , وهلك فيها ( من الطرفين ) خيرة الكوادر المؤهلة في مختلف القطاعات وأدت إلى ضعف بنية الدولة وخدماتها . واليوم كثيرون يطلقون عليك لقب \" مركوز \" إشارة إلى عدم فاعليتك في صنع القرار برغم قوة سلطتك . فهل ستفجرها وأنصارك حربا لاتبقي ولا تذر . ولكن \" من هم أنصارك \" ؟. هل هم المؤتمر الخبير ؟ أم عفاش الخطير ؟ أم رعاة المبادرة ؟, ام الحوثي قوتك القاهرة ؟ أم إيران حليفتك ؟ أم بريطانيا حاضنتك ؟ أم روسيا مرضعتك ؟. أم امريكا ؟! أم من ؟. أجبني ! كي أعرفك وأفهمك !.