دراسة جديدة تناقش انهيار الأذرع الإيرانية وانحسار الوهم الإمبراطوري الهلال السعودي يوجه صدمة إلى أحد أبرز نجومه عاجل قائد القوات المركزية الأمريكية يلتقي بالرياض برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه وبحضور رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق بن عزيز الحوثيون يحولون جامعة صنعاء إلى معسكر إرهابي ويجبرون الطلاب على حضور دورات طائفية مقابل الدرجات هل حقا حرائق كاليفورنيا تحاصر شركة ميتا فيسبوك وهل ستتوقف خدمات وتساب وانستجرام؟ الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تعقد اجتماعًا استثنائيًا بمأرب وتنتخب الرمال رئيسًا وزير الأوقاف يطالب بزيادة حصة اليمن من الحجاج ويوقع مع مع نظيره السعودي اتفاقية ترتيبات حج 1446هـ تعليمات حول اصدار تأشيرة خروج نهائي للمقيمين في السعودية ومدة صلاحية الهوية قرارات لمجلس القضاء الأعلى وحركة تنقلات واسعة في المحاكم والنيابات.. تفاصيل تطورات السودان.. حميدتي يعترف بالخسارة والبرهان يتعهد باستعادة كامل البلاد
منذ انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، بانهيار الأخير أوائل التسعينيات؛ اعتقد العالم أن حقبة الصراعات الكبرى قد انتهت، وأن مرحلة جديدة من التعاون الدولي بدأت، إلا أن الألفية الجديدة حملت معها شكلاً جديدًا من الحروب الباردة، حيث باتت ساحات المعارك تدار بعيدًا عن جبهات القتال التقليدية، متخذة من التكنولوجيا والاقتصاد والفضاء السيبراني ساحات جديدة للصراع.
ملامح الحروب الباردة الجديدة
لم تعد الحروب الباردة المعاصرة تدور حول التنافس الأيديولوجي بين الشيوعية والرأسمالية، بل أصبحت صراعاتها متمحورة حول المصالح الاقتصادية، الهيمنة التكنولوجية، والنفوذ الجيوسياسي، ليظهر متنافسون جدد، وتتسع رقعة الصراع، لتضم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، ولربما كما يقول بعض المحللين السياسيين إيران كذلك، لتدير كل تلك الدول الكبرى صراعات معقدة ومتشابكة عبر أدوات مختلفة.
التكنولوجيا.. سلاح المستقبل
وبما أن التكنولوجيا المتقدمة أصبحت سلاحًا رئيسيًا في الحروب الباردة الجديدة؛ فقد احتدم الصراع بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على أهم مجالات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، الجيل الخامس من الاتصالات (5G)، أشباه الموصلات، والتصنيع العسكري والمدني المتطور تكنولوجيًا، ولعل مايجري من تنافس بين شركة "هواوي" الصينية و"جوجل" الأمريكية، يعد مثالاً بارزًا على مايجري من صراع، حيث أثيرت الكثير من القضايا المتعلقة بالتجسس والهيمنة التكنولوجية حول الشركتين.
صراع الفضاء السيبراني
أصبح الأمن السيبراني ساحة حيوية للصراع بين عظمى الدول، لتنشط الهجمات الإلكترونية المتبادلة، مستهدفة أنظمة الانتخابات والبنى التحتية الحيوية العسكرية والمدنية، بما يعكس خطورة هذه الحروب الخفية، ولتتصاعد الاتهامات بين تلك الدول، لاسيما حول التدخلات الإلكترونية التي أثرت على الديمقراطيات فيها.
المعارك الاقتصادية الأعنف
فرض العقوبات الاقتصادية، وشن الحروب التجارية، مثل النزاع الجمركي بين الولايات المتحدة والصين، يُعبر عن جانب آخر من الحروب الباردة، لتُستخدم هذه الأدوات للضغط على الخصوم، دون اللجوء إلى القوة العسكرية المباشرة، مع ضمان إلحاق أشد الخسائر بهم، ليكون المال والثروة هما ذخيرة تلك المعارك.
التحالفات الدولية وموازين القوى
إعادة تشكيل التحالفات الدولية كان له دور كبير في تعميق أوجه التوتر بين تلك الدول، فتشكيل تحالفات مثل "أوكوس" بين أستراليا، الولايات المتحدة، وبريطانيا لمواجهة الصين ونفوذها في منطقة المحيط الهادئ، بالمقابل تسعى الصين وروسيا إلى تعزيز التعاون في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ومبادرات مثل "الحزام والطريق".
العالم على حافة التوازن
وفي ظل الحروب الباردة الجديدة؛ يصبح التحدي الأكبر هو إدارة هذا التنافس، دون الانزلاق إلى المواجهات المفتوحة، فعلى الرغم من شدة الصراعات، تبدو جميع الأطراف حريصة على تجنب حرب عالمية ثالثة، وهو ما يجعل هذه الحروب الباردة قائمة على التوازن الحذر بين التصعيد والدبلوماسية.
وبشكل عام، تُظهر الحروب الباردة في الألفية الجديدة؛ أن العالم قد تجاوز مرحلة الحروب التقليدية، لكنه دخل في مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا، تدار بأساليب ناعمة، لكنها ذات تأثير عميق على مستقبل البشرية، فبينما يشهد العالم تغيرات جذرية في موازين القوى، يبقى السؤال: هل يمكن أن يتحول هذا التنافس إلى فرص للتعاون، أم أن العالم سيظل عالقًا في دوامة الصراع المستتر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟!