صدام حسين أنبل الشعراء 1-4
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الجمعة 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:27 م

ومضة شعرية

للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد:

 إنْ لم تـَكـُنْ في الشـِّعرِ مِن فـُرسـانِهِ

فـَلأنـتَ فـيـنــا أنــبــَـلُ الـشــُّعـَراءِ

أنْ كنتَ في لـَحَظـاتِ مَوتـِكَ سـاهِرا ً

تـَهـَبُ الـصُّمـودَ لأهـلـِكَ الأحـيــــاءِ !

أثار شجوني صديقي الهندي المحاضر بالدراسات العربية بجامعة اللغة الإنجليزية و اللغات الأجنبية ، بحيدرآباد- الهند ( EFL-University )، الدكتور محمد نو شاد عالم – دكتوراه في شعر عبد الوهاب البياتي ، أحد رواد الشعر العربي المعاصر في العراق ، عاصر بدر شاكر السياب.

قرأت و بفضل الله لأغلب شعراء العراق في القرن العشرين و إلى يومنا هذا، و حفظت و عمري تسع سنوات قصائد معروف الرصافي و جميل صدقي الزهاوي، و يشدني (( شاعر العراق و العروبة ))، عراق صدام حسين، و شاعر (( العراق المحاصر)) و شاعر القائد صدام حسين رمز الكرامة العربية و الشهامة العربية و النخوة و الإباء حتى الإستشهاد. قرأت ديوان (( شاعرالصبروالصمود)) عبد الرزاق عبد الواحد ثلاث مرات، جمعت قصائده العصماء من نوع " شعر الحماسة " في ديوان قدم إليه جائزة في عام 1988 (( جائزة صدام للآداب )).

و من وجهة نظري السياسية كمواطن عربي يستأهل صدام حسين كل الفرائد و الملاحم التي خلعها عبد الرزاق عبد الواحد و أن غيره من (( ولاة الأمر )) لا يستأهلون و لا (( ربع بيت شعري )) ، فالفرق بين صدام حسين و أولئك (بين القوسين) فرق بين شهيد مجيد و بين ذنب رخيص للأعداء ، و شتان بين القائد الشهيد و الخائن البعيد.

و لم يكن عبد الرزاق عبد الواحد مداحا رخيصا ولا حزبيا (دوشانا) يمدح رموز الفساد و النهب و الإستبداد و التوريث ، و لم يكن ممن يريق ماء وجهه الرخيص في عتبة (( أبواب الخيانة لله و للرسول و للمؤمنين و الشعب)) . رأى عبد الرزاق في صدام حسين (( التكريتي )) ملامح جده صلاح الدين و أنه تجسيد للقيادة العربية التي يريدها المواطن العربي في عصر الهزيمة، و لن أتعرض هنا للذين يتطاولون حقدا و سفها و شعوبية ممن يسؤهم صلاح الدين و هارون الرشيد و صدام حسين ، و من أحفاد (ابن العلقمي) و ((الإفشين))، و ممن تعاون مع (( التتار)) الأمس و اليوم.

يذكرنا عبد الرزاق برائد (( شعر الحماسة )) أبي تمام و أشهر قصائده تلك التي مدح بها المعتصم (( يوم فتح عمورية ))، مدينة رومية في أقصى حدود الدولة الإسلامية، ثأرا لعرض الإسلام و عرض المرأة المسلمة التي صرخت: (( وا معتصماه )) ، و مطلعها:

 السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد و اللعب

 إلى أن يقول :

 تـــد بير معــتصم بالله منـتـقم لله مرتـقــب في الله مــرتغــب

إلى آخر تلك الملحمة التي يقرأها علينا التاريخ اعتزازا بخليفة الإسلام المنتصر، و جلدا لحكام التوريث و البيع و الخضوع و الهزيمة. . قوة أشعار عبد الرزاق عبد الواحد من من قوة حبه للعراق (( عراق صدام حسين))، و لهذا جاءت أشعاره نارا في الحماسة و لهيبا في البيان و شموخا في التعبير أذكتها عظمة صبرالعراق و صمود قائده المجيد.

أختار لهذه الحلقة قصيدته في رثاء القائد صدام حسين (( يافرقد النهرين))، ينسب شاعرنا القائد صدام حسين المجيد إلى الحسين رضى الله عنه، ليدحض بهذا مزاعم (( المجوس الفرس- عبد النار )) يزعمون أنهم من (( آل الحسين )) و آله عرب و ليسوا فرسا و لا مجوسا، و العرب أحق بالحسين و بالقائد صدام حسين، فنهر الشهداء نسب واحد و عراق واحد.

 في الحلقة القادمة سوف نعيش مع قصيدة عبد الرزاق عبد الواحد( يا صبر أيوب)، و الآن إليكم القصيدة:

أبشـِرْ فأنتَ خـُلاصَة ُ الشـُّهـَداءِ

يا بنَ الحسـين وآلـِهِ الشـُّـرَفــاءِ

أبشـِرْ فـَجَـدُّكَ بينَ كلِّ سـيوفِهـِم

قـَمَرا ً هَوى ، مُتـَوَهـِّجَ الـلألاءِ

وَوَقـَفتَ وَقفـَتـَه ُكريما ًشــامخـاً

مـُتـَرَفـِّعـا ً.. يا آخِرَ العـُظـَمـــاءِ

قـَتـَلـَتكُما نـَفسُ النـِّصالِ، ونـَفسُها

قـَتـَلـَتْ عـَليـّـا ً سـَـيـِّدَ الأ ُمَنـاءِ !

*أبشـِرْ فـَقـَد بَلـَّغتَ..كنتَ مُعَلـِّما ً

مِن نـَسـل ِ خـَيرِ مُضَرَّج ٍبـِدِماءِ

دارَتْ عليهِ سـيوفـُهـُم ونِبـالـُهُم

وَتـَعـاوَرُوهُ مـُقـَطـَّعَ الأعـضـاءِ

وَتـَجاذ َبوكَ مـُكـَبـَّلا ً بـِحَديدِهـِم

 بـَدرا ً أ ُحـِيـــــط َ بـِغـَيمَةٍ ســـَود اءِ

كنتَ ابنَ جـَدِّكَ حاسِرا ً، وتـَلـَفـَّعُـوا

 حتى العيــــــون تـَلـَفـــُّعَ الجـُبـَنـــاءِ

 وَحَقـَرتـَهُم فـَصَعدتَ فوقَ رؤوسِهـِم

 تـَنسـابُ نحــــوَ اللهِ نـَهــرَ ضيــاءِ !

 *يـــا فـَرقـَدَ النـَّهرَين ِأطلـَقـَهُ الرَّدى

 لـِمَدارِهِ في أرحـَـــبِ الأرجــــــــاءِ

 * شاعر يمني و باحث في الأدب الإنجليزي