آخر الاخبار

مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا

إعلام عربي مضلل
بقلم/ سامي الأخرس
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 14 يوماً
الجمعة 09 يناير-كانون الثاني 2009 06:31 ص

مأرب برس – خاص

في خضم التحدي نبتعد قليلاً عن التحليل ونخضع لقوانين العزيمة والإرادة والتحدي المرحلة للمعركة ، وإيمان قطعي بالنصر لأن النصر معلوم قبل الحرب ، فالنصر هنا لا يعني أو يعتبر تحقيقه على الأرض فحسب ، وإنما النصر هو عدم الانكسار .

وهنا لن نهرب ولن نفر من غزة ، ولن نغادر منازلنا مهما كان الثمن ، فلن نبرح هذه الأرض قطعاً ، هذه هي معالم النصر التي نعلمها ونعرفها ونتثبت بها ، وعازمون عليها ، أما النصر الجغرافي والعسكري فهو صورة مشوشة ، مخادعة لأن المعركة لا تخاض بين جيشان في ساحة حرب مفتوحة ، بل هي معركة بين جيش يتسلح بكل أسلحة الدمار وغير الدمار ، جيش مسلح بنازية وهمجية لم يعرف لها التاريخ البشري مثيل ، وشعب أعزل يتسلح بالإرادة والعزيمة ، يتحدي بكل ما يملك من عزيمة ليبقي صامداً ثابتاً على أرضه .

هذه هي المعادلة التي تدور على ألأرض في غزة ، والتي يجب أن نعلم طرفاها وندركهما وننقلها للرأي العام العالمي ، وليس تلك المعادلة المضللة التي تتناقلها وسائل الإعلام وخاصة العربية والتي تزيد من مآسينا أمام الرأي العام العالمي ، هذه الوسائل الإعلامية التي تصور أن ما يدور على الأرض معركة بين جيشين ، وهنا تزييف للواقع وللحقيقة ، ومشاركة في تضليل العالم ونقل الصورة الخاطئة والمغلوطة التي يرغب بنقلها العدو الصهيوني ، ويسعى لها من خلال ماكنته الإعلامية بأنه يقاتل جيش آخر منظم يهدد وجوده وأمنه ويمتلك مقومات القتال .

فهذا الصمود هو صمود إرادة وعزيمة يمتلكه بضعة مئات من الشباب المقاوم أما آلة الموت الصهيونية ، وشعب يواجه بأطفاله وأجساده مذبحة لا ترحم بشر أو حجر أو شجر .

حتى فصائل المقاومة التي تخوض المواجهة لا تمتلك سوى الإرادة والعزيمة ، فهي لا تمتلك أدنى مقومات القتال في حرب ومعركة همجية يخوضها هذا العدو ، وإنما ما تملكه سوى مخزون وطني ترسمه بدماء أبناء الوطن وشبابه المؤمن بحتمية التحدي ، والصمود على أرضهم وفي ديارهم ووطنهم.

فهي معركة كرامة يخوضها شعب لم يتبق له شيئاً سوى تلك الكرامة والعزة ، شعب لم يعد يجد ملجأ يحتمي به سوى تلك المنازل المتهاوية على أجساد أطفاله ، وشيوخه ، ونساءه ، فهذه هي المعركة التي تدور في غزة الآن ، معركة وقودها شعب جله أطفال ونساء وشيوخ وشباب حالم بالعيش بكرامه وإنسانية ، حتى تلك الآيادي التي تحمل البندقية المتواضعه فإنها بندقية غير عسكرية ، ولا يمكن وصفها بالعسكرية ، فهي لا تمتلك من المفهوم العسكري شيئاً.

هذا ما يجب الانتباه له من وسائل الإعلام العربية وأصحاب الفكر والثقافة والتحليل السياسي عند تناول معركة غزة ، أم حرب إبادة غزة ، وضرورة تحديد أطرافها دون مبالغة أو خيال واسع ، ونقل الصورة كما هي وبحقيقتها .

أما حرب إبادة غزة وبمنطق سياسي فهي معركة لا هدف لها حتى راهن اللحظة ، فالهدف الأول والأخير هو إبادة شعب أعزل ، وتدمير الحلم الفلسطيني بدولة وكيانية وتقرير المصير ، وكل ما تتذرع به إسرائيل ما هو سوى مبررات تضعها أمام العالم لذبح هذا الشعب ، فتارة تذبحه بالجوع ، وتارة أخرى بصواريخها ودباباتها وقنابلها وصواريخها ، مسلسل الذبح مستمر منذ ستون عام ، لم يتوقف للحظة ، فحركة حماس المبرر القديم الحديث الذي تستخدمه إسرائيل كما استخدمت سابقاً فصائل المقاومة مبرراً في حروبها السابقة وذبحها للشعب الفلسطيني .

فمعركتها الحالية التي أعلنت إنها تخوضها ضد حركة حماس هي نفس المعركة التي لا زالت تخوضها منذ ستون عام في عمر المواجهة الفلسطينية – الإسرائيلية ، لم يتغير بها سوى أسماء القوي الفلسطينية ، وهذه الحركة لا تمتلك جيش وأسلحة نووية تهدد الأمن الصهيوني والوجود الصهيوني ، وإنما هي حركة من هذا الشعب ومن أبنائه ، فالمتأمل لأرقام وأسماء وهوية الشهداء يدرك أن الحرب حرب إبادة ضد شعب وليس ضد قوة معينة .

فدعونا من الخيال والوهم الذي يعشش بأعماقنا تحت مسمى الانتصار ، فالانتصار قائم ولن ينكسر أبداً ولن ينكسر مطلقاً لأنه انتصار شعب ضد عدو همجي .

سامي الأخرس – صحفي فلسطيني – غزة