متى تعيد المعارضة اليمنية النظر في شخصيتها؟
بقلم/ الحامد عوض الحامد
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 5 أيام
الأحد 31 يوليو-تموز 2011 05:58 م

المعارضة عادة ما توجد حيثما توجد السلطة التي تعتنق الديمقراطية, فهي لم ولن تختفي تلك الظاهرة من حياة المجتمعات البشرية, طالما والبشر مجبولون على مقام التنوع والاختلاف.

والمعارضة اليمنية كونها واحدة من المعارضات التي عرفها اليمن والعالم, والمنطوية تحت تكتل اللقاء المشترك بأحزابها الستة المختلفة ايدولوجيا وعقائديا, وانأ هناء سأكتب ليس دفاعا عن نظام صالح القمعي, وليس ناقما عن المعارضة الفاشلة في أدائها, عودة للقاء المشترك الذي شاهدناه منذ الإعلان عن تأسيسه قبل سنوات الذي لم يغير من أسلوب تعاطيه في صراعه مع السلطة, ونظرته لقضايا ومشاكل البلاد, ومن المعروف في العلوم السياسية, بأنك عند ما تصبح معارضا فلا بد أن يكون لديك البديل تقدمة للأمة عندما توصل لحكم البلاد, لكن ما نشاهده في المعارضة اليمنية فهي تعارض النظام فقط من اجل تحل بدلا عنة, وليس من اجل إنقاذ البلاد بدليل أنها لا تمتلك مشروعا وطنيا حقيقيا شامل حتى اللحظة.

إن المعارضة الحقيقية والوطنية هي تلك التي تستثمر أخطاء السلطة الحاكمة, وتجاوزاتها في أدارة شؤون الدولة والمجتمع, وبعدها تقوم بتقديم البديل المنهجي القابل للتطبيق على الأرض, أي أن المعارضة الحقيقية الطامحة للتأثير في الجمهور الناخب, لا يمكنها تحقيق ذالك إلا عبر رؤى وتصورات عملية وممارسات ميدانية يمكن تبشر بالنيات الحسنة لتلك المعارضة.

تناقضات المعارضة

أننا نشاهد بعض أحزاب المعارضة تتخذ من الديمقراطية مغنما تكتيكيا ليس إلا.. فهي في الميدان تعمل بأدوات الديمقراطية, في المطالبة بحقوقها وممارستها, بينما في الصالات ترى أن فكرة الديمقراطية بدعة غربية لا تتفق مع الديمقراطية, فهي محقة في ذالك, ولكن ذالك يؤدي إلى التشويش الفكري والسياسي لدى عضوا الحزب ولنصيرة المتوقع. عندما يسمع حطابين سياسيين حول نفس القضية أو المفهوم.

النموذج التحالفي للمعارضة

وكما لا ننسى النموذج ألتحالفي "اللقاء المشترك" الملاحظة هناء أنة قد لا يستطيع في حال وصولة للسلطة في المستقبل, أن يبني قوام سلطة متماسك وموحد, لان كل مكامن الاختلاف الفكري الظاهرة بين أقطاب ذالك التحالف جلية على السطح عند أول مناسبة لصياغة سياسيات جهاز الدولة والمجتمع, عندها قد يتحول ذالك التحالف إلى شقاق يؤدي بالأخير لعدم الاستقرار الذي لم تنعم به اليمن طول حكم صالح.

أن ملامح ذالك التشويش الفكري تظهر جلية بالممارسة السياسية العملية لتلك الأحزاب,, فأحزاب المعارضة تريد أن تحكم وتعارض بنفس الوقت, أي بمعنى أدق تريد أن تمارس دور البديل للحزب الحاكم وشريكة في وقت واحد..

مشكلة المعارضة

تكمن في أنها بارعة في توصيف المشكلات التي تعاني منها البلاد, دون تقدم ما يمكن أن يحل تلك المشكلات, فهي تجيد تعقيد الأمور وتأزيمها, وكل هذا يأتي ربما لعدم قدرتها على طرح مشروع وطني لإنقاذ البلاد من ويلات نظام صالح وزبانيته الفاسدة, وفشلت أيضا في عملية التواصل مع المواطن وفي تبني همومه واحتياجاته, وقد اختزلت دورها للأسف في صراعها مع السلطة من اجل تحقيق مكاسب سياسية على حساب المواطن الذي يطمح لتغيير واقعة السياسي والاقتصادي وغيرة.

وفي أثناء الثورة عندما مثلت المعارضة الثورة فقد كانت تلك اكبر نكبة لحقت بالثورة فتدخل المعارضة أدى إلى أطالة عمر الثورة, وذالك من خلال مناوراتها مع السلطة بخصوص المبادرة الخليجية, ومن خلال تصريحات قياداتها المستفزة لصالح في نقل السلطة مما اعتبرها صالح تحديا له ولحكمة, وكلها تصريحات كانت السبب الجوهري في تأخير الحسم الثوري.

الدور المطلوب من المعارضة

مما أسلف ذكره يؤشر إلى أن المعارضة فاشلة في كل النواحي, وليس أمامها إلا أن تنتقل من دور المغبون إلى سياسات بناء الذات, من القاعدة إلى القمة, وعليها أن تتخلص من تناقضاتها مع نفسها, حتى تستطيع أن تكون معارضة وطنية حقيقية ذات قاعدة جماهيرية تستطيع بها بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة

لك الله يا يمن لقد أصبحتِ ضحية بين كماشة نظام قمعي متشبث بالسلطة وفاسد, ومعارضة تجري لاهثة لا هم لها إلا كيف تصل للسلطة.