آخر الاخبار

إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم

ضَرَبات الأَمِريْكان وتهديدات حُسَيْن العِزِّي وعَبْداللَّهْيَان.
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 10 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 07 فبراير-شباط 2024 05:06 م
 

لا تساوي أحداث أل ١١ سبتمبر ٢٠٠١م وضرب أبراج التجارة العالمية في واشنطن ونيويورك أكثر مما يحصل اليوم في باب المندب وبحر العرب والبحر الأحمر من قطع شريان التجارة العالمي نفسه, ومحاولة قوة مليشاوية صغيرة خنق اقتصاد أمريكا وتحجيم دورها وعزلها بلا حول ولا قوة على هامش متحف التاريخ.

 

لن تكرر أمريكا غزو أفغانستان في اليمن, لكنها لن تعدم حيلة تصنيف عبدالملك الحوثي وجماعته كإرهابيين من الدرجة الأولى, وملاحقتهم كما فعلت مع أسامة بن لادن.

 

بالمناسبة تحاشت أمريكا مغامرة اجتياح أفغانستان مراراً عبر الوسطاء لكن رفض حركة طالبان تسليم الشيخ بن لادن استفز كبريائها إلى خط اللارجعة, تماماً كما يكرر اليوم غلمان إيران التحدي والممانعة.

مع فارق تحاشي أمريكا وحل مستنقع أفغانستان عندنا رغم وجود من يشكل خطورة فائقة على مستقبلها ووجودها أكثر من أسامة بن لادن الذي بالغت في تضخيمه.

 

لا علاقة لما تقوم به أمريكا ضد وكلاء إيران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان بالإنتخابات الرئاسية ولا إعادة ترشيح بايدن والجمهوريين وتحسين صورتهم لدى الناخبين.

 

صورة أمريكا ومكانتها تهتز أكثر من أي وقت سابق في العالم بين أصدقائها أكثر من خصومها.

 

فقدت إمكانية التحكم الأمني والعسكري بأهم منافذ العالم التجارية والملاحية.

 

* تباكي إيران على الحوثيين*

 

تفاجأت إيران بحجم الضربات الأمريكية البريطانية الأخيرة المكثفة على مواقع مرتزقتها في اليمن.

إيران نفسها كانت ولا زالت من يدير الحرب الداخلية ضد اليمنيين بكل الإمكانيات, ثم تتباكى من ضربات أبو 2000 رطل وما فوق على مواقع خبراء الحرس الثوري في الحديدة وصعدة وصنعاء وتعز وغيرها.

 

وزارة خارجية عبداللهيان تعتبر تلك الهجمات إنتهاكاً لسيادة اليمن وسلامة أراضية, وكأن ممارسة عبثهم ودمارهم في البلد طوال تسع سنوات جوائز إلهية يحمدون ويشكرون عليها, وتدخلهم المباشر العابث بشؤون اليمن ليس انتهاكا مثل غيرهم.

يعتبرون تحركات أمريكا وبريطانيا مغامرة واضحة وتهديد مقلق للسلم الدولي بحسب البيان, في محاولة للهروب من مسؤولية طهران ونظام الملالي عن رعايتهم ودعمهم وتدخلهم المباشر بأوضاع اليمن وتمكين مشروعهم الإرهابي من تهديد البلد والإقليم والسلام الدولي.

 

لا تخلو تغريدات أمثال حسين العزي ومحمد البخيتي والعجري بعد استهداف ثكناتهم الأخير من تهديد ضحاياهم اليمنيين بأن لا تسامح مع من يقف مع أعداء اليمن من أبنائها.. و((وهم العدو قاتلهم الله فاحذروهم)).

 

فلا كانوا متسامحين من قبل ولا من بعد, ولا يدافعون إلا عن إيران والولي الفقيه علي خامنئي وليس عن اليمن التي أذاقوا أهلها الويلات ويتجرأون على خدمة الفارسي باسمها.

 

* تغير حسابات أمريكا*

 

من خلال حجم الضربات الجوية والصاروخية العنيفة الأخيرة على أوكار الحرس الثوري في اليمن إنتقلت معركة الأمريكان وبريطانيا وغيرهم حالياً من مرحلة امتصاص ضربات أدوات إيران والتدرج في رد الفعل العسكري إلى حرب وجود ونفوذ أكبر.

تجنبت أمريكا المواجهة من البداية خوفاً على خطوط التجارة والملاحة ومصالحها الإقتصادية في البحر الأحمر وبحر العرب لتجد نفسها بلا نفوذ أو وجود كقوة عظمى, وبوارجها الحربية وسفنها التجارية تحترق أمام أعينها, وسمعتها وهيبتها تنحدر أمام قوة صغيرة.

 

فقد الأمريكان التأييد العالمي الحقيقي في معركتهم بباب المندب والبحرين الأحمر والعربي بسبب انخراطهم العملي الفاضح في حرب غزة..

واليمنيون المستبشرون بما يحصل لأدوات إيران الحوثية يتندرون بأن ما يحصل ينقصه شعار خارجي مثل( إنهاء الحصار على تعز والحديدة) مقابل( إنهاء الحصار على غزة) الذي كذب به الحوثيون لإخفاء دفاعهم عن إيران.

 

تواجه أمريكا منذ حرب غزة تحديات وجودية كبيرة ليس في اليمن وحدها بل وفي العراق وسوريا أيضاً حيث التهديد المباشر لمصالحها الحيوية والإستراتيجية بعد نجاح إيران في استثمار حرب غزة لتحريك عملائها الطائفيين الشيعة ضد القواعد العسكرية وحقول نفط الشركات الأمريكية والحلول مكانها بأي طريقة.

 

إيران تكسب المعركة في الظاهر , فحتى إذا لم تتمكن من إحلال نفسها كبديل لمواقع أمريكا في العراق وسوريا, فأقل شيء نجحت مؤقتاً في صرف الأنظار عن العداء العربي لها وصوبته نحو أمريكا.

 

* أليمن أولوية كبرى *

 

لا تمثل ضربات الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها الجماعات العراقية على القواعد العسكرية ومنشآت النفط الأمريكية في سوريا والعراق أية أهمية استراتيجية كالذي حدث لبوارجها الحربية وسفنها التجارية في باب المندب وبحر العرب على أيدي غلمان إيران الحوثيين, باعتبار التهديد الأخير وجودياً ليس لهيبة أمريكا القيادية وحسب بل ولعمق مصالحها النفطية والحيوية التاريخية في الخليج العربي التي سعت إلى تحييدها عن أي صراع و مواجهة طوال85عام.

 

لكن الإدارة الأمريكية فرطت من خلال موقفها الشريك في حرب غزة باستقلال الولايات المتحدة لصالح الوجه الصهيوني الشنيع.

وأخلت ساحة المتاجرة بالقضية الفلسطينية لأصحاب المشاريع المتطرفة الخطيرة على الجميع في المنطقة.

 

وتخوض ايران بأدواتها التابعة على ذمة حرب غزة معركة وجودها الخاصة الشبيهة بشعارات الوجود الصهيوني التي يطلقها نتانياهو والمتطرفون بعد اعتراف قادتها وتفاخرهم بالسيطرة على أربع بلدان عربية محورية, ألعراق, سوريا, لبنان, واليمن.

ولكن سرعان ما طفت مؤشرات الرفض القومية المناهضة للتوسع الفارسي, وتراجع تأثير ونفوذ أدوات ايران في العراق والمطالبة بقطع يدها من خلال نتائج الإنتخابات النيابية وانقسامات الشيعة أنفسهم الرافض في غالبيتهم لها.

وفي لبنان برز تيار المد القومي العربي-المسيحي والسني المناوئ لتبعية وتفريط حزب الضاحية الجنوبية لصالح الدخلاء, وفي سوريا التي فقدت البوصلة بسبب سيطرة الحرس الثوري الغالبة بذريعة حماية نظام بشار الأسد العلوي.

 

وفي اليمن التي تفتقد فيها أدواتها الحوثية العنصرية للشرعية والتأييد الشعبي الحقيقي قبل إيران نفسها التي استنسخت لها مؤخراً قبل أشهر في صنعاء نفسها جماعات تشيع عقائدية جديدة موازية للحوثي في مديرية بني مطر بحثا عن شرعية وجود ونفوذ طائفية مذهبية تمثل عقدة نقصها وضعفها الشعبي في المنطقة.

 

* صورة إيران عند العرب *

 

لم يفلح تهافت ذباب إيران المليشاوي

في إعادة إنتاج وتدوير وجه إيران المحترق تحت لافتة دعم مقاومة غزة.

 

فلا تزال صور مذابح ومحارق هؤلاء المشتركة في البلدان العربية المذكورة وغيرها بدرجة بشاعة مجازر الصهيونية نفسها في غزة, وتدخل إيران الإستئصالي المباشر المنافس للإحتلال الصهيوني هو هو لم يتغير تحت إدارة مستشاري الحرس الثوري في سوريا والعراق واليمن وجنوب لبنان.

 

وتستبسل أدواتها في اليمن بوجه خاص أكثر من أدواتها الأخرى في ترسيخ أقدام طهران في البحرين الأحمر والعربي والقرن الأفريقي والمحيط الهندي, بخطوة جنونية لم تفعلها إيران نفسها في مضيق هرمز, ولا مليشيات حشد العراق, ولا خلايا نصر الله في البحر المتوسط..

 

ليست صحيحة مزاعم اكتساب إيران مؤخراًشرعية ما في الشارع العربي والإسلامي من خلال تطفلها ودس أنفها على القضية الفلسطينية, كونها عمقت فقط الإنقسامات والصراعات المجتمعية أكثر بتمكين أدواتها من رقاب الناس في اليمن والعراق ولبنان وسوريا.

عدا أن مزاعم دعمها لفلسطين وليس دفاعها عن مصالحها زاد من سطوة وبطش آلة الدمار والقتل الصهيونية لا أكثر.

ولم تتحرك أدوات وغلمان طهران بعمليات عسكرية حقيقية ضد إسرائيل وأمريكا طوال أربعة أشهر إلا للثأر لمقتل مستشاري الحرس الثوري في دمشق وبعض قيادات حزب الله وعصبة النجباء في لبنان والعراق تحت مظلة دعم الشعب الفلسطيني الكاذبة.

 

وتأتي مرحلة خلط الأوراق الآن كما يحدث في اليمن وتقديم مليشيات الحوثي الإنقلابية نفسها للناس كضحية للهجمات الأمريكية البريطانية والإيطالية بمزاعم موقفها من حرب غزة وليس لحقيقة انخراطها في قلب مشروع محور إيران التوسعي الفارسي ودفاعها المستميت عنه على حساب مصالح الشعب اليمني في التحرر من التبعية وهيمنة الآخر الأجنبي.

 

وأخيراً:

 

لم تترك إيران خط رجعة مع أمريكا بمصرع بعض مستشاري الحرس الثوري بضربات إسرائيلية في سوريا فأوعزت لأدواتها بضرب البوارج الحربية وسفن التجارة الأمريكية والبريطانية في اليمن حين كان عليها مواجهتها بنفسها في مياهها الأقليمية وبحر العرب والمحيط الهندي.

ولإنه لا قيمة لمصالح أمريكا الحيوية في أي مكان في العالم دون ضمان مرورها الإنسيابي قد تتنازل عن مصالحها في العراق وسوريا, لكنها لن تتسامح مع الخطر الكبير الذي يمثله تهديد الحوثيين لمصالحها الإستراتيجية في منافذ التجارة والملاحة, ولصورتها كدولة عظمى قد لا تستطيع حماية مصالحها لاحقاً ولا قيادة حلف الدول الكبرى.

 

وسوف تثبت الفترة القليلة القادمة إن كانت أمريكا لا تريد فعلاً توسيع نطاق الحرب أو هي عاجزة كما يقول خصومها عن استيعاب متغيرات موازين القوى الجديدة الصاعدة في العالم.. وعاجزة حتى عن الدفاع عن نفسها وعن مصالحها وليس عن قيادة العالم أيضاً.

مشاهدة المزيد