العليمي يدعو لزيادة الجهود الأميركية لمواجهة شحنات الأسلحة الإيرانية الحوثيون ينعون اثنين من قياداتهم في صنعاء تزايد النشاط الحوثي في تعز بالصواريخ والطائرات والدبابات ومصادر تكشف التفاصيل صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع
" مأرب برس - خاص "
تخيل عزيزي القارئ صورة لوسط العاصمة البريطانية لندن وفي وقت الذروة صباحا ، أي الوقت الذي يتقاطر إليها مئات الآلاف من العمال والموظفين إلى مرافق عملهم ، وتكتظ الطرقات بالسيارات وباصات نقل الركاب .. ووسط هذه الزحمة تشاهد مجموعة ممن يسمون أنفسهم بـ " اللاجئين " اليمنيين في بريطانيا يحملون صور الرئيس ويهتفون " بالروح بالدم نفديك يا علي " ، وهم الذين يفترض أن يكونوا هاربين بسبب بطش النظام وسياسات رئيسه كما قالوا هم بأنفسهم للأمن البريطاني عندما وصلوا إلى المملكة المتحدة طالبين اللجوء إليها ، تخيلهم يسيرون في تظاهرة لحث الدول المانحة والصناديق الضامنة المشاركة في مؤتمر لندن يوم 15 نوفمبر الجاري على تقديم مزيدا من القروض لليمن ، وتخيل أن هؤلاء المتظاهرين الذين سيخرجون رافعين صورا للرئيس علي عبد الله صالح ويهتفون بحياته تتقدمهم ربما أبقار وجمال كما فعل مخرجو مسرحية الرئيس في ساحة السبعين في صنعاء لإثنائه عن قرار التنحي عن السلطة وعدم خوض الانتخابات الرئاسية الماضية ..والتي وصفها تقرير لمعهد واشنطن بأن نتائجها تكريس للديكتاتورية .
تصوروا " شخصيات " أدمية هاربة من قمع النظام ولاجئه في بريطانيا تخرج لمساندة رئيسه لذي لا هم له إلا أن يحقق ما يعتقد هو انه صحيحا ، رغم أن 28 عاما من الكوارث السياسية والاقتصادية نتاج سنوات حكمه جعلت 20 مليون يمني يتمنى الهجرة الجماعية إذا قبلت دول الجوار ذلك ، او فتحت أبواب السفارات العربية والأجنبية لمنح من تراخيص إقامة في بلدانها ، وكل هذا بسبب حالة الاحتقان السياسي والغلاء المعيشي المترتب عن تخبط اقتصادي لا يعرف كيف ستكون نهايته ، ولكن ليس من خلال مؤتمر لندن بكل تأكيد .
ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هي مكالمة هاتفية تلقيتها من احد الأصدقاء في لندن يخبرني فيها أن مسيرة ضخمة يجري الإعداد لخروجها إلى أمام القاعة التي سيعقد بداخلها مؤتمر الدول المانحة الخاص باليمن .. أجبته أنه وحسب علمي لا توجد معارضة يمنية موحدة في بريطانيا لتتبنى مثل هذه المظاهرة الضخمة ، ثم أن المظاهرة التي تتحدث عنها بحاجة إلى مبالغ كبيرة لنقل المتظاهرين من مختلف مدن بريطانيا إلى العاصمة لندن ، ثم أن اليمنيين في بريطانيا حسب ما أعرفه أغلبيتهم لاجئين ويعيشون على مساعدات الحكومة البريطانية ولا اعتقد أنهم يملكون مبالغ لتأجير الباصات ، او مبالغ لمصروفات الطريق وقضاء يوم كامل في لندن والعودة الى مدنهم ، وهذا سيترتب عليه توفير مبالغ ضخمة لشراء الأكل والشراب ولندن غالية جدا ، مش أي مدينة بريطانية أخرى.. رد بسخرية الله يخلي أبو أحمد.. أجبته باستغراب وما علاقة الرئيس بمظاهرة سينفذها معارضيه واللاجئين هربا من حكمه .. أجابني صديقي : المظاهرة يرتب لها يمنيين مقيمين في بريطانيا وأنت سميهم ما تشاء لاجئين هاربين من النظام ، المهم أنهم سيتظاهرون يوم الأربعاء المقبل والاستعدادات جارية وبقوة وبدعم مالي لا محدود ، ويبدو أن السفارة تمول هذه المظاهرة بتوجيهات رئاسية عليا من هم حول الرئيس إن لم يكن الرئيس بنفسه ليظهر وكأن الشعب في الداخل والخارج يقف إلى جانب سياساته .
الى هنا ولم استطع أن أفهم أن تبديد أموال الشعب اليمني في مسيرات وتظاهرات لدعم الرئيس في الخارج سيجري تنفيذها وبالعملة الصعبة لن تقدم او تؤخر على أصحاب القرار في المؤتمر .. ثم أن " الممثلين في هذة المسرحية " التي ستخرج في هذه المظاهرة سيسخر منها الجميع من في الداخل والخارج أيضا ، لأننا نعرف أن هناك جمعيات يمنية وجاليات مختلفة مثلها مثل الشقق المفروشة التي تستطيع أن تعمل بداخلها ما تريد ، بعضها محترمة وتستطيع أن تعيش شريفا وكريما بداخلها وللم الشمل ، وبعضها تستطيع أن تحولها ماخور للرذيلة للكسب ولمن يدفع أكثر والتنفيذ حسب الطلب ، لا قيم ولا أخلاق .. فالذين وقفوا بالأمس إلى جانب المعارضة الجنوبية " موج " التي رأسها الأستاذ عبد الرحمن الجفري ، واستنزفوا كل أموالها في شقق وبيوت وسيارات باسم معاناة الشعب في الجنوب .. هم أنفسهم اليوم من يشاع بأنهم يقودون هذه " الجموع " إلى ساحة الطرف الأغر في لندن، بعد أن قبضوا الثمن في شققهم المفروشة وتعاقدوا مع السلطة ليس ولاء للوطن بل حبا لجمع المال والإثراء غير المشروع ، معارضتهم في السابق كانت مدفوعة الثمن ومجاهرتهم الولاء للرئيس وليس للوطن وراؤها أموال أيضا .. ولهذا ستخرج المظاهرة بأموال الشعب وسترفع صور الرئيس مقابل ثمن أيضا ، وستتجه صوب ساحة الحمام في وسط لندن ، وربما تتضمن فاتورة " المقاول " او المتعهد لترتيب المظاهرة أسعار وهمية لعشرات الأبقار والجمال وبالجنيه الإسترليني طالما السلطة هي من طلبت ذلك ، ليكرر الإعلام ا لرسمي بعدها أن الآلاف من " المغتربين " في عموم المملكة المتحدة و لن تقول " اللاجئين " خرجوا يهتفون بقائد المسيرة التي أوصلنا إلى مؤتمر عالمي " للتسول " .
الغريب أن الحماس الذي أسمعه اليوم من مظاهرة تعدها السلطة لإخراج اليمنيين في بريطانيا للتظاهر أمام مقر المؤتمر ، لم أجد هذه الحماس شخصيا عندما أعلنت عن تأسيس " المجموعة اليمنية الرافضة لمنح صفقة تأجير ميناء عدن لدبي " ، عندما ضلل وزير التخطيط السابق احمد محمد صوفان قبل منتصف العام الماضي السفراء العرب والأجانب في مؤتمر صحافي عقده في مبنى وزارته بأن دبي قد فازت بمناقصة إدارة ميناء عدن ، وان عرض دبي كان الأفضل من عرض شركة ( كيه جي ال ) الكويتية والشركة الفلبينية ، تأكد لي أن الفساد أصبح أكثر من رسمي وبدون حتى خجل او حياء .. وأن الكتابة في الصحافة اليمنية لن يكون كافيا لوقف هذه الصفقة الفضيحة التي تعد من أقذر أعمال الفساد التي يمارسها الحزب الحاكم ، بل وأكثرها وقاحة حيث أعلنت وفي مؤتمر صحافي للضحك على الدول المانحة وسفراؤها في صنعاء .. وعندما قررت التحرك بين أوساط اليمنيين اللاجئين في بريطانيا شارحا وبالوثائق التي أملكها الأضرار التي ستلحق بالميناء ومستقبله وبالاقتصاد الوطني بشكل عام ، لم أجد أي حماس من غالبية اليمنيين الذين تحدث معهم في عدد من المدن البريطانية للانخراط في مساندة هذه المجموعة ، رغم أن غالبيتهم يقول هذه السلطة فاسدة وستبيع الميناء وأنت ستتعب حالك على ألفاضي ، فكيف إذن سيخرج هؤلاء إذا لم يكن المال محرك لهم ، وكيف سيرفعون صور الرئيس الذين يعترفون في مجالس القات المنتشرة في المدن التي يقيمون فيها أنه وحزبه الحاكم وراء الفساد في البلاد ووراء التدهور في الاقتصاد .
لقد باتت المسرحية التي أخرجتها مجموعة ممن هم حول الرئيس لثنيه عن قرار عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية ، وانطلقت في اعتصام أقيم في ساحة السبعين في صنعاء باسم مسرحية " الرئيس " ، وقد لعبت تلك المجاميع التي جاءت لتضحي بنفسها " تهجيرا " للرئيس دورها لكي يرق قلبه ويعدل عن قراره .. ولكن تحركات "مثيلاتها" في بريطانيا التي ستدفع بنفسها قربانا لأموال الرئيس لا عن اليمن ستكون مذاعا للسخرية والاستهجان .. علينا أن لا ندعهم أكثر ولاء منا للوطن لا لشخص الرئيس.. ولكن يبدو أن الحزب الحاكم قد جعل لاؤلئك وزنا أكثر ، ووضعها ضمن سيناريوهات " الخوار " التي يريدونها ان تكون أصوات معادلة لأصوات الشعب الذي يعيش مرحلة ما قبل المجاعة " لا سمح الله " بعد أن ارتفع سعر الكيس الدقيق إلى 3000 ريال .
ويجب أن يعرف القراء ان كثير من اللاجئين اليمنيين في الخارج لا هم لهم إلا الاستمتاع برفاهية العيش في البلد الذي لجئ إليه ، بعضهم ينشغل بعمله ووجده حجة لابتعاده عن تفعيل أي نشاط اجتماعي او سياسي ، وفي حالتنا كيمنيين إلا أن نعمل لفضح هذا النظام في الخارج .. الفضيحة أن أغلبية اللاجئين اليمنيين في أوربا الذي نزحوا بسبب الأوضاع في البلد وتقدموا بطلبات للجوء السياسي في أوربا وأمريكا وكندا واستراليا أرى أن صمتهم قمة في الأنانية وحب الذات ، لأنهم تركوا وطنهم بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المزرية التي يعيشها غيرهم من المحرومين في الداخل من حياة أدمية شريفة ، ويعانون اليوم وضعا مأساويا هو نتاج حكم الرئيس علي عبد الله صالح وحزبه لليمن خلال 28 عاما .. ومع هذا ستجد السلطة من بين اليمنيين في بريطانيا من هو متمرس في أن يلعب دور " المقاول " او " السمسار" الذي يؤجر شققا مفروشة ، ويستطيع أن يعطي لضميره إجازة مفتوحة ليلبي طلبات الزوار وتوصيلها إلى شققهم ، ولا يهم نوعية الطلب طالما المال هو مقابل الخدمة .. فهناك شخصيات جاهزة للتحرك سواء للرقص باسم الوطن أو التهجير بها من أجل حياة رئيسه ..
فالسلطة التي ضحكت على العالم بأبقار وجمال ساحة السبعين في صنعاء.. تستعد لتكرار نفس المسرحية وفي العاصمة البريطانية لندن .. ولكن هذه المرة بـ بشخصيات بدون إحساس ولا مشاعر لها لما يعانيه المواطن في الداخل.. فانتظروا العرض الكبير والمفتوح على ساحة الطرف الأغر للمسرحية الهزلية في لندن الأربعاء المقبل.. أبطالها لاجئين يقولون أنهم هاربين من قمع النظام في اليمن وسنعرف وجوههم وأداؤهم أثناء العرض الكبير، ومخرجها الذي سنلمس إبداعاته ربما يكون مغترب وأكثر خبرة من الممثلين .. بل أكثرهم هلعا للمال بكل تأكيد..