تفاؤل وضغوط اللحظة الأخيرة
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و يومين
الأربعاء 13 مارس - آذار 2013 05:10 م

اليوم الأربعاء لم يتبقَ سوى أربعة أيام لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء وهناك تفاؤل بنجاح الحوار لان وراءه ارادة شعبية وسياسية وإقليمية ودولية والجميع يصرون على إنجاح الحوار لان فشله معناه انتكاس التسوية والعودة إلى المربع واحد أي " الحرب " ولهذا فاحتمالات فشل الحوار قليلة جدا لان أطراف الحوار والرعاة العشرة للتسوية مع نجاح الحوار ويمارسون ضغوطاً متعددة ضد المعرقلون للحوار وما يجري هو رفع سقف المطالب لكن الجميع بما فيهم المعرقلون يدركون خطورة فشل الحوار .
والمجتمع الدولي كان واضحاً بما فيه الكفاية" غير مسموح بفشل التسوية في اليمن والحوار جزء هام منها " وفصائل الحراك الجنوبي بما فيها فصيل البيض المطالب الانفصال وفك الارتباط تعي جيداً ما تعنيه رسالة المجتمع الدولي وقبل ذلك إرادة اليمنيين في ضرورة حل كل المشاكل العالقة بالحوار مهما كانت بعض الحلول مؤلمة وهناك بعض القوى غير قادرة حتى الآن على تحمل آلام بعض الحلول وخاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وفي صلبها " الاعتذار عن ارتكاب المظالم وإعادة الحقوق وإنصاف المظلومين وهذا الأمر لا يتعلق بالجنوب فحسب وإنما هناك ظلم واقع على أغلب اليمنيين ولكنه في الجنوب واضح وأكثر ولا ينكر ذلك إلا مقامر أو مكابر.
والحوار بدون مشاركة فصائل الحراك الجنوبي لا معنى له وهناك اهتمام حول مشاركتها لأنها متفقة أن الحل للقضية الجنوبية لن يتم إلا في إطار الحوار ما تبقى سوى بعض النقاط أو لنقول بصريح العبارة بعض الاشتراطات هي التي رفعت سقف بعض المطالب وتتطلب شجاعة من جميع الأطراف فبعد لقاء دبي بين المبعوث الدولي بن عمر وقيادات جنوبية بدأت عملية هروب إلى الإمام من البعض فهناك إقرار بحل القضية الجنوبية بالحوار وفي الوقت نفسه تم الحاق هذا التأكيد بأن بعض فصائل الحراك لن تشارك في الحوار
فعندما يقول المهندس حيدر العطاس " الجنوب وحراكه لن يدخلوا الحوار بصيغته الحالية وإن قبلت بعض التيارات الحضور تحت اسم الجنوب المهزوم فهذا لن يغير شيء " علينا إن نضع عدة خطوط تحت عبارة " بصيغته الحالية" ومعنى ذلك هناك ممارسات لرفع سقف المطالب..صحيح ليس كل ما يطرح ويطلب ممكن القبول به لكن هناك نقطة التقاء في المنتصف على الحكماء في البلاد البحث عنها للوصول إلى المنتصف بوضع حلول بشكل منصف وعادل تراعي مصلحة اليمنيين
وإذا كانت التسوية السياسية حتى الآن تراعي وضع البلاد والقوى النافذة فيها وتضع اعتبارات لشخصيات عديدة فما المانع من الوصول مع شخصيات جنوبية مثل " العطاس والجفري وعلي ناصر" إلى حلول وسط وتحمل بعض الألم ولا كله فيما لو تصلبت المواقف ولاقت مساندة إقليمية ودعم ولو خفي من تحت الطاولات.
وأخيراً : المطلوب تقديم تنازلات لبعضنا البعض قبل أن نجبر عليها فيما بعد خاصة وهناك توقعات إن فصائل الحراك الجنوبي ستشارك في الحوار ما عدا فصيل "علي سالم البيض" وان قال عبد الرحمن الجفري " لن نشارك في حوار صنعاء وإن وقف العالم كله ضدنا" فهذا من قبيل ممارسات ضغوط اللحظة الأخيرة