انتقدت سياسات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في كثير من المقالات. وسأواصل انتقاد سياسات هادي، وهذا حقي وواجبي.
بإمكاننا أن نعدد الأخطاء التي وقع فيها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دون توقف، من خطأ الذهاب إلى عمران، والقول إنها عادت إلى حضن الدولة، بعد سيطرة الحوثيين عليها، إلى محاولاته التكيف مع المتمردين بعد دخولهم صنعاء، إلى عدم دعم جبهة تعز، إلى عدم الحزم، وتأخير بعض القرارات المهمة، مثل نقل البنك المركزي اليمني، إلى عدن، إلى غير ذلك من أخطاء تدخل في نطاق أخطاء السياسة.
غير أني لا أفهم سر الحملة التي شنها عليه ناشطون بسبب لقائه مع قناة الجزيرة البارحة.
هل لنا أن نعرف لماذا؟
ما هو الذي لم يعجب الناشطين في المقابلة تحديداً؟
أما انتقاد هادي بسبب سياساته فمن حقي وحق الجميع، ويجب أن نفعل ذلك، وعليه أن يتقبل ذلك.
عودة إلى مقابلة الجزيرة:
قال هادي في حواره مع القناة:
"علي عبدالله قاد ست حروب معهم (الحوثيون). وكل يوم لما قدهم خلاص منتهيين وقف الحرب".
ألا نعرف ذلك نحن جميعاً؟ من هو الذي يستطيع إنكار ذلك؟
أصر هادي في المقابلة على النظام الفيدرالي من ستة أقاليم. وأعتقد أن أغلبية اليمنيين مع ذلك، مع تعديلات يمكن أن تجري على حدود الأقاليم.
أصر على أن يكون أمن كل إقليم من أبنائه، وهذا مطلب لا يريده السلطويون الذين يريدون أن تظل السلطة والثروة في أيديهم.
أصر على اليمن الاتحادي. وهذه من مخرجات الحوار التي وافقنا عليها جميعاً في مؤتمر الحوار.
قال إن الجيش لن يعود من قبيلة واحدة أو منطقة واحدة. أليس هذا مطلباً شعبياً؟
من يعارض ذلك المطلب هم أولئك المتنفذون الذين يريدون استمرار الهيمنة الجغرافية أو القبلية على الجيش.
قال جربنا التشطير ولم ينفع، وقال جربنا الوحدة الاندماجية ولم تنفع، ويقول أعطوا الفرصة لنظام الأقاليم. وقال: "كل إقليم سيحكم نفسه بنفسه".
ما العيب في ذلك؟
لا يعارض ذلك، إلا من يريد أن يجمع السلطة والثروة في يد واحدة، ومكان واحد وتيار واحد؟
علي أن أشير إلى أنني لا أتفق مع الرئيس في حديثه بأن إقليم آزال "يريد أن يحكم، كما كان يحكم". والأصح أن بعض أبناء إقليم آزال هم من جلب هذه السمعة لهذا الإقليم، الذي فجر ثورة سبتمبر المجيدة مع غيره من أبناء اليمن. وأعتقد أن هادي قصد بإقليم "آزال" بعض أبناء الإقليم.
ومع ذلك فالمقابلة بالمجمل جيدة.
أقول ذلك، وأعود لأقول أن انتقاد هادي فيما سوى ذلك حق الجميع وواجب الجميع.
ودعوني أستعير لغة الوعاظ":
"لا خير فينا إلم نقلها، ولا خير فيكم إلم تقبلوها".
وعسى أن تضع الحرب أوزارها قريباً، ونعود إخوة كما كنا، وكما نحن دائماً.