صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
حال اندلاع ثورات الربيع العربي، في كلا من تونس وبعدها في مصر، كانت اليمن مهيأة للمطالبة بالتغيير لتوفر الظروف الموضوعية والذاتية، كما ان رياح التغيير تسرى كالنار في الهشيم، حينها تلقف الشباب (مستقلين وغير مستقلين) الحدث اثر نجاح الثورة المصرية، ليخرج منتفضا ثائرا، متعاهدا بان لا يغادر الساحات الا بعد إسقاط النظام، فقد آن الاوان لاقتلاع النظام "الفاسد"، واستجابت جميع القوى من "أحزاب، و حراك، وحوثيين، وقبائل وتجار، ..." لهذه الثورة، فجاءت هادرة، متدفقة، لم يستطع إيقافها تآمر أو ان تثنيها المغريات وتجاوزت جميع المعوقات، فأجبرت "راس النظام" البحث لنفسه عن مخرج آمن، وبهذا فقد أحدثت الثورة المستحيل وهو مالم يدر حتى في خلد السياسيين الأكثر تفائلا، فكما نعرف فان السياسة لها دهاليزها وأروقتها، ومن يمتلك أوراق الضغط والقوة يفرض شروطه، وهذا مالم تؤمن به الثورة، فهي تسعى الى تحقيق اهدافها، دون محاورة او مهادنة او مساومة. وهنا يجدر التنويه، انه خلال الفترة الأولى للثورة كانت قواعد الأحزاب شبه منفصله في فعلها الثوري عن قياداتها مما جعل الفعل الثوري يتقدم العمل السياسي. وللأسف تدخل العمل السياسي قبل اوانه، فوقعت القوى السياسية في شرك المسار السياسي، اي انها لم توفق في اختيار اللحظة المناسبة لتدخلها. ومن ثم تأثر الفعل الثوري نتيجة إقحام العمل السياسي، لارتباط الكثير من القوى الثورية بالعمل الحزبي، ولثقتهم بقياداتهم، وإيمان الكثير من قواعد الأحزاب برجاحة تفكير القادة، ونفاذ بصيرتهم، ويمكن بسبب عدم وجود رؤية واضحة للحسم الثوري، وتم الترويج بداية، لفكرة بان الدخول في مفاوضات وقبولهم للمبادرة يأتي في اطار "تعرية النظام" وبعدها لفكرة "الحل الاقل كلفة"، وبدأ تقارب شباب الأحزاب بقادتها تدريجيا لينقادوا وان ضمنيا لتحليلات القادة او لتوجيهاتهم، حينها بدأ الفعل الثوري يخفت شيئا فشيئا ليتقدم العمل السياسي الفعل الثوري ويصبح قائدا له.
وتم التوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية التي رفضها الثوار "لاشهر عدة"، دون ان يصاحبها فعل ثوري حقيقي يؤدي الى الحسم الثوري، فقادة الأحزاب يرون بان الحل السياسي هو الأنسب للحالة اليمنية، فاضُعف الفعل الثوري اكثر وأكثر بمرور الوقت، الذي اثر سلبا على معنويات الثوار، لينضم الكثيرين الى صفوف أنصار الحل السياسي وان كان ضمنيا، وبذلك أصبح الفعل الثوري مرتهنا للعمل السياسي. وهنا تجدر الاشارة الى ان من قام بالتوقيع على المبادرة صرح في وسائل الإعلام بانه لايمثل الشارع بل يمثل انفسه، وانه سيكون شفافا مع شباب الساحات، الا انه تم استخدام ورقة الفعل الثوري كورقة ضغط على الأطراف الأخرى، ليس لتحقيق مكاسب يعلو سقف المبادرة الخليجية، أو انهم لم يدركوا صعوبة تحقيق وانجاز الثورة كاملة بعد التوقيع، بل للتوقيع والالتزام عليها ليصبح السقف الأعلى للثورة هو المبادرة واليتها التنفيذية، باعتبار ذلك منجزا تاريخيا وبداية جيدة لإحداث التغيير، او ظنا منهم بان المبادرة ستكون البداية الحقيقية لاستكمال إسقاط النظام، وخوفهم من تعقيدات المشهد اليمني، ولم يستطع الفعل الثوري منع تقاسم الحكومة ومحاصصتها، ولا منع منح الحصانة ، بل لم يتسطع إقناع الثوار بان الانتخابات ليست فعلا ثوريا، بسبب الحملة الإعلامية الموجهة لخوض الانتخابات من قبل الأطراف السياسية، وجعلها "تقربا الى الله" واجب ديني ووطني ، بل وصل الامر لبعض الافراد المحسوبين على هذه القوى السياسية ان يصنف كل من يرفضها، بانه من اعداء الثورة ومندس وحوثي وعفاشي وحراكي ومع احترامي لكل المكونات الثورية من حراك وحوثة، فانه يقصد بكل ذلك التخوين.
بل وصل الأمر الى ترويج الفزاعات وتخويف الناس، منها على سبيل المثال: ان الإدلاء بنسبة بسيطة في الانتخابات، يعني عودة علي صالح للحكم، او ان عدم المشاركة سيدخل اليمن في مآلات اخرى، ربما "الصوملة، وبث الكثير من المبررات والأسباب للمشاركة في الانتخابات تصل الى حد الاستخفاف واستغفال الناس، لتستخدم هذه القوى، نفس أدوات وأساليب النظام الذي ثرنا ضده، حتى اختلط الامر على الكثير من شباب الساحات لتصبح الانتخابات "الشكلية" هي فعل ثوري، وكانت تسمية الجمعة "صوتك مكسب للثورة" الصيغة الأكثر فجاجة، ليتم اختزال الثورة بهذه الانتخابات الصورية، ولتمارس هذه القوى في عبر إعلامها "الدكتاتورية الجمعية" ليؤيد الكثير الانتخابات فقط حتى لايخون وخوفا من تعرضه للازدراء. مع ان الاصل في الفعل الثوري هو الرفض طالما لم تتحقق أهداف ومطالب الثورة والمشاركة في الانتخابات هي الاستثناء، ويمكن اللجوء الى الاستثناء في حال الضرورة.
وهنا تجدر الإشارة الى ان الانتخابات او الاستفتاء او التزكية حرية شخصية، كفلتها كافة الدساتير الديمقراطية، وهذا الصوت الانتخابي هو منح ثقة لطرف او لبرنامج يتنازل بموجبه عن سلطاته "الشعب"، ليصبح المرشح مخولا لتمثيل من انتخبوه.
ومن الملاحظ بان الكثير من الثوار تدفق الى اللجان الانتخابية، كل منهم يحمل رأيا ومبررا وسببا، اما انه مؤمنا بنجاعة الحل السياسي والمتثمل في "المبادرة والآلية" باعتباره الحل الوحيد، او معتقدا بان ذهابه الى صناديق الاقتراع يعني طي لصفحة علي صالح، او رغبة من البعض في رفع العبء عن كاهله لتحميله للحل السياسي ولعبدربه منصور املا ان يستكملوا اهداف الثورة.
وامام هذه اللحظة الخطيرة من تاريخ الثورة، يتوجب نبذ الخلافات وتضميد الجراح واعادة ترتيب صف الفعل الثوري وتوحيد الهدف لتحديد البوصلة من جديد تجاه هدف معين لاسقاط النظام كاملا، بعد ان تمت ازاحة رأس النظام وتجريده من صفته، حتى يتم التوجه الى تحقيق الهدف الثاني للثورة "بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة"، بالشروع والالتفاف حول مشروع يجسد أهدافنا ومطالبنا ونتعاهد على تحقيقها، ووضع الاليات المناسبة لتنفيذها وتحقيقها، والعمل على ترتيب أولوياتنا، فمثلا جعل فعلنا الثوري القادم منصبا على ترحيل وإسقاط أقارب وأركان النظام، وكل من يقف عائقا امام تحقيق كافة اهدافنا. بما فيهم السفير الامريكي. وان لا نندفع للحوار المزمع عقده قريبا الا بعد الاعتراف بالثورة، ليكون الشباب هم القوة الضاغطة والرقيبة لتحقيقها، لنكون اوفياء لدماء الشهداء والجرحى ولبلدنا. وعلى الأحزاب ان تقف وترفض كل تعيين لمسئول غير كفوء ونزيه ومشتبه بانتهاكه لحقوق الإنسان ولايحترم القانون الإنساني الدولي، وان نظل حذرين ونسعى الى تصحيح مسار الثورة من اي انحراف، لكي لا تجهض الثورة او تفرغ من مضامينها وان لا نكرر اخطأ التاريخ القريب، حيث ان النظام البرلماني الذي صيغ في الأربعينات من القرن الماضي، لم تستطع تحقيقه الحركات النضالية، ونخشى ان نظل نراوح في مكاننا. فالمرحلة غاية في الخطورة، وانصاف الحلول انتحار، فلابد من اعلاء الشرعية الثورية. وآن الأوان، لإعادة الزخم الثوري وان نتخلى عن مشاريعنا الصغيرة ومصالحنا الشخصية، ونترك ذواتنا ومصالحنا جانبا، واني على ثقة بان إرادة الشعب قادرة على تحقيق كافة الأهداف، لنسجل ونسطر أعظم ثورة في تاريخ اليمن، بل وفي العالم اجمع.
*رئيس الهيئة التنفيذية "الاول" للمجلس الثوري لتكتل شباب الثورة تعز
*أستاذ الاقتصاد والتمويل المساعد - كلية التجارة والاقتصاد- جامعة صنعاء