كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء
تظل القضية اليمنية المتمثلة في بناء الدولة في غياب دائم عند افراد الشعب والاحزاب ومؤسسات السلطة القائمة وهذا ما يشكل كارثة مزمنة للاراض والانسان في هذا الجزء من العالم.
فمنذ 1500 سنة واليمن تحولت عن مسارها الحضاري وصارت مجرد مخزون بشري فائض وارضا "للمدد" لرفد الدول التي نشأت في كل من المدينة النبوية ودمشق وبغداد والفسطاط والقيروان وقرطبة.
وارتضى الانسان اليمني ان يعيش مجرد تابع لثلة من طلاب الحكم بامتيازات سلالية وعرقية وتناسى آلاف السنين التي كان فيها هو الفاعل الحضاري على كل الامتدادات الآنفة .
واليوم نجد الانسان اليمني مناصرا لكل قضايا العالم الا قضيته اليمنية فانه عازف عنها وغير مقتنع بها وغير مكترث من مخلفات التخلف والفقر والضياع التي يشهدها حاضره ومستقبله.
نحن بحاجة الى اعادة تعريف اليمن عند اليمنيين واعادة رسم خارطة الاهتمامات للمواطن الذي مازالت تتجاذبة خرافات اتية من مستنقعات العالم كالسلالية والاحقية الالهية في الحكم وضرورة ان يكون مجرد "انصاري" كما كان اسلافه السابقين .
ومازالت تغري اليمنيين مصطلحات عاطفية مستهلكة توظف بعض النصوص النبوية لتخدير الناس وتعدهم بالجنة بينما هم يعيشون حاليا في النار كارض المدد والأرض المعصومة من الفتنة وغيرها من النصوص التي اعتسفت عن معانيها ووظفت لاستغفال الناس وجعلهم مجرد تابعين للمراكز المقدسة في الاطراف البعيدة.
لقد استهلكتنا قريش في حروبها البينية منذ معركتي صفين والجمل والتحقنا بركب الامويين والعباسيين ،ومن ثم انتقلت الحالة وانتقلنا لخدمة المماليك والاكراد الايوبيين والاتراك العثمانيين ومن ثم البريطانيين والروس والامريكان وقوى الاستعمار وخفضنا جناح الذل للقوى الطامحة في تسيد المنطقة من عبد الناصر الى ال سعود؛ ومازلنا ندور حول الدوائر المفرغة ذاتها او قريبا منها وشعبنا يعاني من ذل الفقر والتخلف وغياب الدولة .
اننا بحاجة ماسة لمراجعة انفسنا واقناع شعبنا باننا شعب يستحق الحياة الكريمة على ارضه بعد ان بات مشردا طيلة 15 قرنا من الزمن داخل الوطن "نقيلة" او خارج الوطن "شاقي" .
علينا فتح اعيننا وقلوبنا جيدا على ضرورة بناء الدولة وتسخير كافة امكانياتنا لهذا الهدف الحيوي العام والا لظلت معاناة هذا الشعب لقرون قادمة.
ليس امامنا سوى الخروج من دور "التابع" الغبي الى دور "المستقل" المتشبع بقضيته وهدفه وحلمه في الاستقرار والرخاء والرفاهية والقوة والالتفات الى عوامل القوة الموجودة في الشعب وقواه الحية والفاعلة وقدرته على العمل والانتاج وكذلك للموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي المتوزع بين البحر والجبل والوادي .
انا هنا لا اقدم مقطوعة عاطفية ولا اتغنى بالتاريخ السابق للخمسة عشر قرنا الماضية ولكني احاول استنهاض شعبنا من غفلته واستنهض اليمن في قلوب اليمنيين واخراجهم من دور وكلاء العرب والفرس والروم الى اصحاب حق وقضية وهوية خاصة.