منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟
من مصائب الحياة السياسية اليمنية أن الكثرة الغالبة من قراء السياسة لا ترى في الحياة إلا أحد لونين فقط إما أسود وإما أبيض، وهذا في حقيقة الأمر ليس سوى استمرار للثقافة الأحادية الشمولية التي لا ترى الحقيقة إلا مغلقة ومقولبة في بقعة واحدة وما عداها هو الكذب والزيف وربما لم يسمع هذا البعض وهم كثر عن الحقيقة الجزئية والحقيقة النسبية والحقيقة المتغيرة والحقيقة المطلقة، لكن هذا شأن الفلسفة والفلاسفة وليست مهمتنا هنا.
ما أردت التعرض له هو ذلك الحال المزري الذي وصلت إليه العلاقة بين طرفين أصيلين في عملية التغيير اليمني والجنوبي على وجه الخصوص، هذان الطرفان هما تكتلات شباب الثورة وتجمعات شباب الحراك الجنوبي في عدن ومحافظات الجنوب عموما.
لنكن واضحين: لقد انطلق الحراك السلمي الجنوبي في 2007 سلميا، وضرب أروع الأمثلة في استقطاب الأنصار ولفت الانتباه إلى واحدة من أكثر القضايا المعاصرة عدالة ومشروعية، كما في التضحية والاستبسال والتمسك بالخيار السلمي، وكانت مفردة حراك لا تنطق إلا مشفوعة بمفردة السلمي الجنوبي، ولم يقل أحد لا من الحراك ولا من غيره إنه غير ذلك وفي كل عدوان على المسيرات والفعاليات الاحتجاجية كان الشعب يشيع شهداءه بفعالية سلمية ولا شيء سواها، كما انطلقت الثورة الشبابية السلمية في اليمن عموما سلمية من ألفها إلى يائها وعندما حاول النظام المخلوع جرها إلى العنف أبدت قدرة استثنائية في التمسك بالخيار السلمي ونجحت في إفشال مشروع الحرب الهادف إلى إفشال عملية التغيير، رغم توفر كل عوامل وظروف الحرب من وفرة الأسلحة إلى إفراط السلطة في استخدام العنف الدموي مع شباب.
اليوم تلوح في عدن بوادر العنف الذي لا مبرر له، فتارة يتهم شباب الثورة بالاعتداء على أنصار الحراك، وتارة أخرى يتهم شباب الحراك بإحراق مخيمات شباب الثورة، وقد كانت قيادات الحراك موفقة عندما أعلنت تنصلها مما جرى لمخيمات شباب الثورة وإدانتها لعملية الإحراق وطالبت بكشف الجناة ومحاسبتهم.
من هنا يمكن التوجه إلى شباب الثورة وشباب الحراك في عدن وبقية مدن الجنوب بالسؤال: أنتم قلتم أن فعالياتكم سلمية، فهلا تساءلتم من الذي يشعل النار بينكم؟ هناك احتمالان: إما أن يكون الطرفان أو أحدهما متورط في ما يجرى، وفي هذه الحالة يتناقضان مع ما أعلناه منذ البدء (وهذا احتمال ضعيف طالما أعلن الطرفان اختيارهما النضال السلمي)، وإما إن هناك طرفا ثالثا يسعى للوقيعة بين الشباب وهذا الاحتمال هو الأرجح، فهلا فكرتم في كيفية مواجهة هذا الاحتمال والتصدي له؟
نحن لم نطلب منكم أن تكونوا شيئا واحدا ولم نقل أن على أي منكم أن يلغي وجوده من أجل الآخر، لكن ما يدور على ساحة عدن وغيرها من مدن الجنوب يؤكد عكس ما نسمعه عن ثقافة التسامح والقبول بالتنوع واحترام الرأي والرأي الآخر وهذا يقدمكم للعالم على إنكم لا تمتلكون مشروعا عادلا قادرا على إقناع الداخل والخارج بمشروعيته ووجاهته وأهليته للبقاء والانتصار.
إن القضايا النبيلة لا تحقق إلا بوسائل نبيلة وعندما تكون الوسيلة غير نبيلة فإنها تفقد كل قضية نبلها وعدالتها ومشروعيتها مهما بلغت من السمو والأهلية ومن هنا نجدد الدعوة مرة أخرى إلى عقلاء الشباب المحسوبين على الطرفين، إن الانشغال بالصراع بين شباب الثورة وشباب الحراك لا يخدم إلا بقايا النظام الذي لم يغادر بعد ولأن الأمر كذلك فلكم أن تتخيلوا مبلغ السعادة التي تقدمونها لهذا النظام وأنتم تتناحرون في ما بينكم، وهو يوفر على نفسه الجهد والرصاص والقنابل التي طالما استخدمها ضدكم معا، فهل من مجيب؟
برقيات:
* أعرف أن الكثير من شباب الثورة في محافظات الجنوب كانوا من قيادات الحراك، ومن المتمسكين بعدالة القضية الجنوبية، . . الثورة ليست عدو القضية الجنوبية بل نصير لها وإن لم تكن كذلك فهي لن تكون ثورة، . . إن عدن وأبين وحضرموت وغيرها من المحافظات الجنوبية تختلف عن غيرها من المحافظات بوجود قضية جنوبية لها تميزها وحساسيتها، وإن لم تتبنوا القضية الجنوبية فلا أدري أي قضية أخرى أهم منها عندكم.
* إلى شباب الحراك السلمي الجنوبي العظيم: مثلما لا نقبل وصيا على الجنوب فعلى الحراك أن لا يحتكر الوصاية على القضية الجنوبية ومن مصلحة الحراك أن ينفتح على شركاء الحياة السياسية وإياكم أن تصدقوا أن الثورة مؤامرة على الحراك أو على القضية الجنوبية، وسيكون من مصلحة القضية الجنوبية اجتذاب المزيد من الأنصار وتحييد المزيد من الخصوم كما سيكون من المناسب إصدار موقف يدين أي لجوء إلى العنف في الدعوة إلى المشاركة أو المقاطعة للانتخابات القادمة.
* إذا ما صحت الأنباء التي تتحدث عن مساعي لدعوة الحراك السلمي إلى الاشتراك في مؤتمر الحوار الوطني المزمع البدء فيه في مارس القادم، فإن قبول الحراك السلمي لهذه الدعوة سيجعل الآخرين يتعرفون على قضية مهمة وجوهرية طالما جرى التعتيم عليها بسبب عدم تقديمها للخارج اليمني والإقليمي والدولي بما يليق بمضمونها،. . . دخول الحراك في الحوار الوطني خطوة ضرورية لطرح القضية الجنوبية على الطاولة وبمشاركة شركاء دوليين وإقليميين.
*خاطرة شعرية:
غمر الأسى روحي وزادت لوعتي*** وغرقت في يأسي وفاضت أدمعي
وعلمت بعد اليأس أن حبيبتي*** موجودةٌ ملء الوجود الأوسعِ
موجودةٌ في الشَّهد والُصبَّار في*** صوت الأغاني والنحيب المفجعِ
أزليةٌ مثل الوجود وجودها*** أبديةٌ بعد الفناء المفزعِ
جزئيةٌ كالكون في أجزائهِ*** كلِّيةٌ كالدَّهر لم تتوزّعِ
ملء المكان بصمتها وضجيجها*** ملء الزمان بوهجها المتشعشعِ