الحزب الاشتراكي هل يعزف على أوتار الانفصال؟
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الأحد 02 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:35 م

لم أكد أصدق وأنا أقرأ خبر مئات الآلاف يحيون ذكرى الاستقلال المجيد على موقع " الاشتراكي نت"  حيث كنت اعتقد أن الخبر سيتعاطى مع المظاهرتين اللتين نظمتا في عدن مساء الجمعة,  المظاهرة التي نظمها الحراك والتي تم الإعداد لها بعناية ورفعت فيها الأعلام التشطيرية , والمظاهرة التي نظمتها القوى الثورية والتي تحسب على أحزاب المشترك , والتي رفعت فيها أعلام الوحدة اليمنية  , لكني تفاجأت عندما قرأت الخبر وكله يتبنى مظاهرة الحراك الذي يتبنى الإنفصال وعودة التشطير حتى أيقنت حينها أن الحزب الإشتراكي يعزف على أوتار الإنفصال ويتبنى فكرة عودة التشطير فهل الحزب فعلا يعزف على أوتار الإنفصال أم أن ذلك اعتقادا خطئ.

فالمعروف سياسيا , وإعلاميا بأن موقع أي حزب هو لسان الحزب , والمعبر عن توجهاته السياسية , وموقع " الاشتراكي نت " هو لسان حال الحزب الإشتراكي , والمعبر عن توجه , وأراء الحزب , ويعكس السياسة الإعلامية للحزب الإشتراكي , ومن خلال المتابعة للموقع في كثير من القضايا يتبين للإنسان العادي أن الحزب الإشتراكي يعمل عكس مبادئ الشراكة بين أحزاب اللقاء المشترك , ويعمل أيضا عكس قناعة الناس , ورغبات أبناء اليمن في الحفاظ على الوحدة , إذ كان يجدر بعقلاء الحزب الإشتراكي , والمشرفين على السياسة الإعلامية أن يوجهوا وسائل إعلام الحزب إلى تبنى الاتجاهين , أو المظاهرتين الداعية لحق تقرير المصير والانفصال والمؤيدة للوحدة والداعية للحفاظ عليها كي لا تقرأ مواقف الحزب الإشتراكي بقراءة سلبية , أو تفهم فهما خاطئا.

إن التعاطي الإعلامي لموقع " الاشتراكي نت " مع مظاهرات الجمعة بعدن بعث بإشارات سلبية وغير إيجابية على الإطلاق , وأول هذه الإشارات أن ذلك الحشد الجماهيري الكبير الذي أبرزه موقع الحزب يوحي بأن الحزب وقف وراءه , وبعض قيادات المؤتمر في المحافظات الجنوبية والتي تحولت إلى قيادات في الحراك الجنوبي بعد خروج على صالح من الحكم , والهدف إيصال رسالة للرئيس عبد ربه منصور هادي المحسوب أو المصنف على الزمرة , في الحسابات القديمة للكثير من قيادات الحزب الإشتراكي بأن الجنوب كله ليس معك , وأنه لا زال مع الطغمة , وهي حسابات قد تكون في غير موضعها خاصة في الوقت الراهن , وفي مناسبة وطنية بامتياز تم تحويلها إلى مساومات سياسية , واستخدامها كوسيلة لتوجيه رسائل متعددة رغم أنه من غير اللائق نبش واستعادة مثل هذه المصطلحات التي عفى عليها الزمن أو هكذا يجب أن يكون.

أما ثاني هذه الإشارات السلبية فهو الإيحاء للقارئ بأن المشترك كظاهرة سياسية نالت إعجاب الكثيرين قد انتهت , أو يجب أن تنتهي بعد سقوط الرئيس صالح بحيث كان يتوقع الكثيرون بأن تتفق أحزاب المشترك في الجنوب على إحياء هذه المناسبة العظيمة متفقة حتى وإن كانت هناك تباينات , أو اختلافات فيما بينها كان الأصل بها أن تتعالى فوق تلك الخلافات , وتحشد الناس في هذه المناسبة تحت راية علم الجمهورية اليمنية , وتضغط باتجاه رد الاعتبار للجنوب من خلال رد المظالم إلى أهلها , وإعادة حقوق , ومعالجة كل ما ترتب على ذلك في إطار وحدة اليمن , لكن أن يغيب الحزب الإشتراكي عن حضور المظاهرتين , أو الاحتفالين احتفال الحراك واحتفال قوى الثورة المحسوبة على أحزاب اللقاء المشترك , ويتبنى وجهة نظر مظاهرة الحراك وينشر كامل بيانه بهذه المناسبة ويتجاهل وجهة نظر قوى الثورة في الجنوب , فهذا يبعث على الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات ويعزز وجهة نظري هذه.

 ثالث الإشارات السلبية التي فهمت أو قرئت من خلال تعاطي " الاشتراكي نت " بهذه المناسبة هو إظهار الإشتراكي بموقف المتخبط , والمتناقض الذي لا رؤية له , وهذا لا يليق بحزب عريق وأصيل , وله إسهاماته في الحركة الوطنية في الشمال والجنوب سابقا , وفي إعادة توحيد اليمن أن يظهر بهذا المظهر المتناقض حيث يغيب عن فعاليات الاحتفاء بهذه المناسبة التي كان له شرف الإسهام في صناعتها , وأن لا يكون له موقف واضح وصريح , حيث كان الأجدر به أن يحضر إلى جانب فعالية الحراك ويتبنى مطالبهم ويدعوا قادة العمل السياسي والحزبي في اليمن إلى وضع معالجات واضحة وبينه لمطالب الحراك , او حضور فعالية القوى الثورية التي رفعت أعلام الجمهورية اليمنية ويقول للجميع أن الحزب الإشتراكي وحدوي , وسيضل وحدويا ولن يفرط بمطالب الحراك المعقولة , والمنطقية , أما أن يتسم موقفه بالضبابية فهذا يفهم أو يقرأ باتجاه أن الحزب يلعب لعبة خطرة قد لا تكون في مصلحة الحزب , ولا في مصلحة الوطن , وهذا يؤثر تأثيرا سلبيا على سمعة الحزب الاشتراكي , وقد يضر شعبيته التي بدأت تتعافى بفعل أداء المناضل الدكتور واعد باذيب في حكومة الوفاق الوطني.