سعادة الدكتور صالح بن عبدالعزيز القنيعير ممثل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى اليمن تحية طيبة وبعد..
أهلا بك في بلدك الثاني اليمن، ونبارك لك ثقة دول مجلس التعاون، وثقة أمين عام المجلس الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. ونسأل الله لك التوفيق في مهمتك التي تأتي في مرحلة خطيرة يمر بها اليمن ونود أن نضع بين يديك جملة من النقاط قبل تشريفكم مطار صنعاء.
وتتمثل أولى هذه النقاط بضرورة الاحتراس أثناء الاستماع للرئيس عبدربه منصور هادي فهو مراوغ كبير، يفاجئ من يستقبلهم بأنه يطرح لهم بما في أنفسهم لكسب ثقتهم، ثم لا يفعل شيئا من ذلك والشواهد أكثر من أن تعد.
أما ثانيا فاعلم أن اليمن يتعرض لتفكيك ممنهج دولة ومجتمعا بتواطؤ قوى في الداخل والخارج، وأن هذا التفكيك على عجلة من أمره، ويمضي قدما إلى الأمام واثق الخطى وكأن النتائج باتت محسومة لصالحه.
أغلب القوى اليمنية في حيرة من أمرها، لقد فتك بها الخلاف بالأمس، وتفتك بها المكابرة اليوم، وأغلبها واقع تحت عملية تمويهٍ مستمر، والماء يتسرب في شقوق البنيان.
عليك أن تتوقّع أنك ستجد صعوبة كبيرة في أداء عملك في اليمن، ذلك أن عصابة القراصنة المحليين والدوليين يضيقون بأي جهد عربي وبالأخص خليجي، في اليمن ويضعون أمامه العوائق والعراقيل.
نحسب أن الأشقاء في دول المجلس استعادوا بتعيينك زمام "المبادرة الخليجية" التي تحولت في العامين الأخيرين الى شيء آخر يفضي لمقاصد تقع على النقيض من أهداف المبادرة، ولقد تأخر قرار إيفاد مبعوث خليجي سبعة أشهر منذ طرح ممثل اليمن هذا المقترح في أواخر 2013، ثم تأخّر قرار تسميتك في المنصب ثلاثة أشهر منذ قرار الايفاد في يونيو/حزيران الماضي، فلا تتأخر بوصولك إلى صنعاء، لأن مسلسل الخداع هنا يمضي بوتيرة عالية والوقت لا ينتظِر.
وختاما، لا تأخذنّ جماعة الحوثي جزءا كبيرا من اهتمامك رغم أنه يراد لها أن تكون وريثة لهذا الخراب، وضع نصب عينيك قول الشاعر:
لا يُلامُ الذئبُ في عدوانه
إن يكُ الراعي عدوّ الغنمِ